لندن: quot; وجهة النظر البريطانية الرسمية حول البصرة: إنها تزدهر! quot;. هذا هو ما اختاره كل من ريتشارد نورتون تايلور وغيث عبد الأحد ليعنونا به مقالهما في صحيفة الجارديان لهذا الصباح. في بداية مقالهما يؤكدان العنوان عبر الحديث عن أن quot; أسعار المنازل قد تضاعفت خلال عدة شهور. وتم افتتاح مطاعم جديدة مطلة على كورنيش المدينة. وأثرياء النفط من الكويتيين بدأوا في القدوم إلى المدينة والتجارة عبر مرفأ البصرة تزدهر. أهلا بكم في البصرة.quot;

quot;أهلا بكم في البصرةquot;

لكنهما يستدركان بالقول إن ما سبق من quot;صورة وردية للحياة في ثاني أهم مدينة عراقية هو ما ذكره مسؤول بريطاني عسكري رفيع المستوى.quot; quot;فالميجور جنرال بارني وايت سبنر، والذي عاد لتوه من قيادة القوات البريطانية في جنوب العراق، يدعي أن البصرة قد تغيرت. quot;أقل من عام مضى، كان الجنود البريطانيون يتعرضون للاعتداء ليل نهار. قبل أسبوع كان وايت سبنر يتناول عشاءه في مطعم يطل على شط العرب.quot;

ويقول وايت سبنر إن quot;أسعار المنازل تضاعفت أكثر من مرة وأن بيتا في البصرة وصل سعره إلى 90 ألف جنيه إسترليني.. كما أن عراقيي المهجر من مسلمين سنة ومسيحيين يعودون إلى مدينتهم التي تسكنها أغلبية شيعية.. وجنود الجيش العراقي يبنون مساجد للسنة. وأسعار المنازل ترتفع بسبب ارتفاع الطلب من الكويتيين وآخرين، فضلا عن سكان البصرة.quot;

ويضيف القائد البريطاني أن بريطانيا تقترب الآن من تحقيق ما كانت تريده، وذلك في إشارة إلى قيام القوات البريطانية بتدريب الفرقة الرابعة عشرة من الجيش العراقي والبحرية العراقية، التي يصفها بأنها quot;تقوم بعمل رائعquot;.

أما ميناء أم قصر في البصرة فإنه quot;يزدهرquot;، فيما مطار البصرة الدولي يستقبل 30 رحلة أسبوعيا. وأكثر من عشرين شركة نفط دولية تخطط للاستثمار في المدينة. ووفقا لهذه الصورة فإن وزارة الدفاع البريطانية تخطط لخفض عدد القوات البريطانية في البصرة من أربعة آلاف إلى بضع مئات. والسبب هو، في رأي المسؤولين الأميركيين، زيادة الأمن. فالأمن أصبح مصدر قلق 7 في المائة فقط من سكان البصرة، وفقا لمسح أجرته وزارة الدفاع مؤخرا.

وبعد أن يعرج القائد البريطاني على إيران ودور quot;حرسها الثوري في تهريب السلاح عبر الحدودquot; يقول إن quot;على المدى الطويل، من مصلحة إيران وجود ديمقراطية مستقرة في العراق - ووجود جار مستقر ذو أغلبية شيعية. أما على المدى القصير، فإن من الطبيعي للغاية وجود نفوذ إيراني في جنوب العراق، ثقافي وديني.quot;

ويكتب ريتشارد نورتون تايلور وغيث عبد الأحد إن ما قاله قائد القوات البريطانية في البصرة هو quot;قراءة متفائلة للحياة في البصرة، لكن السكان المحليين لديهم قصة مختلفة.quot; فالصحفي العراقي أبو هند يقول للجارديان إن quot;الاغتيالات عادت، خاصة خلال الأسبوعين الماضيين، تماما كالماضي.quot;

ويقول أبو هند إن quot;رجلان يستقلان دراجة فتحا النار على الناس وخمسة حلاقين قتلوا الأسبوع الماضي وحده. ورجال الميليشيات وقادة جيش المهدي مازالوا هناك. لا يحملون السلاح أمام الناس، لكنهم مازالوا هناك. وقبل بضعة شهور، إذا كنت تريد أن تستورد شيئا عبر الميناء فإن عليك أن ترشي مسؤولي جيش المهدي. أما الآن فإن الجيش العراقي والحكومة يتحكمون في الميناء وبالتالي فإن عليك أن ترشي مسؤولا واحدا الآن. ولا يوجد عمل سوى جمع القمامة. ولا يهم إذا كنت مهندسا أم خريجا جامعيا، لأنه يجب عليك أن ترشي أحدا في البلدية من أجل أن تعمل كناسا للشوارع.quot;

طرابلس وquot;الخوف البارد

أما روبرت فيسك في صحيفة الاندبندنت فيربط بين العراق ولبنان في مقاله الذي اختار له عنوانا يقول: القاعدة ترسل محاربيها من العراق إلى لبنان لإعلان quot;الجهادquot;. وفي العنوان الفرعي كتب يقول: تفجير طرابلس فضح الاقتتال الداخلي الوحشي في ثاني أكبر مدينة لبنانية.

وفي المقال يربط فيسك بأسلوبه المتأرجح بين الصحفي والروائي بين ما شهدته المدينة من تفجير أودى بحياة 15 شخصا، تسعة منهم جنود لبنانيون، وبين ميليشيا فتح الإسلام ومعارك النهر البارد وتنظيم القاعدة.

ثم ينتقل فيسك إلى quot;الاقتتال الداخلي بين المسلمين السنة، الذين يشكلون أغلبية سكان المدينة ويدينون بالولاء لسعد الحريري، وبين أفراد الطائفة العلوية الذين يدينون بالولاء للرئيس السوري بشار الأسد، العلوي المذهب، ولسورية التي يدين أهم رجال الحكم فيها بالعلويةquot;. وينهي فيسك مقاله بالقول: quot;في طرابلس، الخوف الذي يكتنف كل لبناني تحقق، إنه هذا الخوف البارد من هؤلاء الذين يشكلون quot;القوى الخارجيةquot; التي تجوب الشرق الأوسطquot;.

رايس ورسالتها الواضحة

في التايمز اليوم رسما كاريكاتوريا يصور وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس وهي تمتطي صندوقا من المساعدات الإنسانية كتب عليه: مساعدات لجورجيا. وفي الرسم نشاهد كوندوليزا، وهي تحمل قبعة كاوبوي وتبدو في قمة التحمس، وتسقط مع صندوق المساعدات من طائرة نقل عسكرية أميركية. وقد كتب أسفل الرسم: quot;إرسال رسالة واضحة..quot;، وذلك في إشارة إلى الجملة التي ترد في معظم تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية.

وبالطبع فإن من شاهد فيلم المخرج الأميركي الكبير ستانلي كوبريك Dr. Strangelove or: How I Learned to Stop Worrying and Love the Bomb أو quot;الدكتور سترانجلوف أو: كيف تعلمت أن أتوقف عن القلق وتحب القنبلةquot; سيتذكر مشهد النهاية الشهير الذي يمتطي فيه قائد عسكري أميركي كبير قنبلة نووية تسقط على الاتحاد السوفيتي وهو يلوح بقبعته ومتحمس للغاية للحرب دون أن يدري أنه أول الضحايا.