لندن: سخر وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري من القوات البريطانية في جنوب العراق يوم الاثنين قائلا انها quot;لا تفعل شيئاquot; وتركت مدينة البصرة تقع في ايدي الميليشيات. وقال زيباري في مقابلة مع القناة الرابعة البريطانية انه ينبغي ان تظل القوات الاجنبية مشتبكة في القتال حتى يمكن اشاعة الاستقرار في العراق بعد quot;أنهار الدمquot; التي شهدها على مدى خمس سنوات. وقال زيباري ان القوات البريطانية quot;فكت اشتباكهاquot; في البصرة وهي ثاني اكبر مدينة في البلاد وميناؤها الرئيسي وانquot;الميليشيات والجريمة المنظمة تنشر الفوضى بالفعل في المدينة.quot;

وسئل ان كان ينبغي لبريطانيا ان تعود الى حالة الاشتباك فقال quot;في رأيي ينبغي لها ذلك.. ينبغي ألا يكتفوا بالجلوس وعدم القيام بشيء. ثمة بعض المسؤوليات.. على الاقل حتى نهاية هذا العام.quot; ولبريطانيا زهاء 4500 جندي يتمركزون في جنوب العراق وكلهم تقريبا في معسكر محصن في قاعدة البصرة الجوية خارج المدينة مباشرة.

وكانت حامية مكونة من حوالي 500 جندي تتمركز في قصر في وسط المدينة حتى اواخر العام الماضي وحاولت ان تحافظ على النظام لكنها تعرضت لهجمات يومية من جانب الميليشيات. وتم سحب الحامية الى القاعدة الجوية تحت الحاح القادة العسكريين العراقيين الذين قالوا ان وجودها في المدينة يسبب مشاكل اكثر مما يحل.

وبعد انسحاب الحامية البريطانية انخفضت حدة العنف في المدينة لعدة شهور لكنه تصاعد من جديد في الاونة الاخيرة. والبصرة مدينة ذات اغلبية شيعية وتعد معقلا للميليشيات المؤيدة لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر. وقال زيباري quot;البريطانيون فكوا اشتباكهم واصبح القادة أو المسؤولون العراقيون هم الذين يتولون مسألة الامن.quot;

وكانت بريطانيا تأمل في سحب نصف الجنود الباقين في العراق على الاقل في الشهور القادمة مع احتمال سحب القوة كلها بحلول نهاية العام لكن هذه الاحتمالات تبدو الان بعيدة بسبب تجدد العنف. وقال زيباري ان القوات الاجنبية ينبغي ان تبقى.

وأضاف متحدثا قبل ثلاثة ايام من موعد الذكرى السنوية الخامسة للغزو الذي قادته الولايات المتحدة للاطاحة بصدام حسين quot;لا يمكن لأي دولة ان تتخلي (عن العراق).quot; وقال quot;السنوات الخمس الماضية كانت خمس سنوات من الامل لكنها كانت كذلك سنوات من أنهار الدماء بسبب الصراع وبسبب الانقسامات وبسبب ارث النظام وبسبب المقاومة التي رأيناها من التطرف.quot;