البصرة: اعربت العديد من العوائل العراقية من سكنة محافظة البصرة جنوبي العراق، التي اجبرتها موجة العنف الطائفي التي شهدتها البلاد خلال العامين الماضيين، عن املها بالعودة الى منازلها بعد تحسن الوضع الامني في مدينتهم اثر الجهود التي بذلتها قوات الامن العراقية هناك.

فقد نال أهالي البصرة حصتهم من هذا العنف الطائفي، بعد ان لعبت الجماعات المسلحة دورا كبيرا في البصرة من هذا الجانب وأخذت تنتهج عمليات التهجير القسري فضلا عن عمليات القتل والخطف العشوائية والمنظمة الامر الذي اجبر العديد من العوائل البصرية الى اتخاذ جانب الحذر لكن التهديدات طالت العديد من هذه العوائل وبالأخص في مدينتي الزبير غرب البصرة وأبي الخصيب جنوبها، والبدء بمغادرة مدينتهم خوفا على حياتهم، وأتجهت الى مناطق مختلفة داخل العراق وخارجه.

وبعد الهدوء النسبي الذي حصل في البصرة نهاية العام 2007 باشرت العديد من العوائل البصرية المهجرة بالعودة الى مدينتهم ولكن هذه العودة كانت جزئية وغير كاملة، أما اليوم وبعد نجاح الخطة الأمنية (صولة الفرسان) أخذت العوائل المهجرة التي لاتزال خارج البصرة بالتفكير بالعودة معربة عن املها بالرجوع الى منزلها لكن هناك لاتزال هناك عدة مشاكل تواجهها ، أهمها قلة الاموال وفقدان السكن بالاضافة الى عدم وجود فرصة عمل.

وفي هذا السياق يقول ابو خالد الدوسري أحد البصريين الذين يسكنون الموصل حاليا quot;لقد حلت بنا الكارثة في البصرة وتهجرنا وتركنا بيوتنا بأيدي للاسف غير أمينة، من أول لحظة وصلت فيها الى الموصل لم أجدها أكثر أمنا من البصرة فضلا عن عدم توفر فرص العمل لأولادي وأرتفاع أسعار الإيجارات، واليوم بعد أن سئمت الحياة هنا، وتحقق الأمن في مدينتنا البصرة بدأت أفكر جديا بالعودة، لكن هناك عدة مشكلات تواجهني أولها عدم قدرتي على دفع أجرة سيارة النقل حيث أنني نقلت أثاث بيتي بأكمله للموصل والشيء الآخر والمهم أن بيتي في البصرة قد أجرته لأحد الأشخاص والان هو يرفض الخروج منهquot;.

أما المواطن عيسى الخالدي الذي ترك البصرة وأتجه الى سوريا نتيجة التهديد الذي تعرض له عام 2006 فقد قال quot;حقيقة أنا أعتقد أنه لايوجد اليوم شخص يتمنى أن يعيش في غير مدينته لكن الظروف هي التي اجبرتني ، فأنا الان أكملت عامين في سوريا وعانيت الكثير من المتاعب والمشاكل وخصوصا المشكلات المادية، مع أنني اشتريت حياتي وحياة عائلتي، رغم ذلك أتمنى العودة الى البصرة بعد أن سمعنا أن العصابات الأجرامية قد أنتهى فعلها هناك، لكن الذي يذهب أمنياتي بالعودة ادراج الرياح هو مسألة العمل فأنا أوصيت الكثير من أقاربي وأصدقائي في البصرة على ايجاد فرصة عمل لي، ولكن دون جدوى، ولا أعتقد عندما أعود سوف أحصل على عملquot;.

البعض من اهالي البصرة اتخذ قرار العودة بعد تأكده من تحسن الوضع الامني فيها على الرغم من كل شيء ومنهم طالب الحمد الذي يسكن الموصل حاليا قائلا quot;قررت العودة الى البصرة الأسبوع المقبل بعد أن أكملت أكثر من عامين في الموصل وبالرغم من عدم وجود سكن لي في البصرة حيث قمت ببيع بيتي البسيط عام 2006 وصرفت ثمن بيتي كوني لم احصل عمل في الموصل، ورغم ذلك سوف أعود وأسكن في البصرة حتى لو في خيمة، فالبصرة هي مدينتي وهي من تتحمل فقرنا وغنانا quot;.

وتابع quot;لولا التهديدات التي تلقيتها أنا وعائلتي لم أكن لابتعد مترا واحدا عن البصرة، ومع أن الموصل هي مدينة عراقية، لكن بالواقع أيضا هي منطقة غير آمنة ورغم طيبة أهلها ورقة تعاملهم معنا إلا أنني قررت العودة إلى البصرة ومهما تكن النتائج سلبية أم إيجابية بعد ان علمت بان الاوضاع تحسنت هناكquot;.

الى ذلك قال رئيس ديوان الوقف السني في المنطقة الجنوبية عبدالكريم الخزرجي أن quot;أكثر من 8 الآف عائلة بصرية حاليا تسكن خارج البصرة نتيجة التهجير الذي حصل عامي 2006 و2007 وحاليا نسعى الى اعادة تلك العوائل إلى منازلها بعد أن تحقق الأمن والأمان، وبعد أن أصبحت البصرة مفتاح للقضاء على العصابات الخارجة على القانونquot;.

واضاف quot;في الإسبوع الماضي قمنا وبمساعدة من الجيش العراقي وأهالي البصرة من سنة وشيعة بإعادة إفتتاح أحد جوامعنا المغلقة (السنية) منذ عامين وهو جامع المناصير في حي الجمعيات غرب البصرة ولدينا خطط مستقبلية قريبة بفتح بقية الجوامع المغلقة ولدينا خطط أيضا وترتيب لمساعدة العوائل المهجرة على العودة إلى البصرة quot;.

يذكر ان الوضع الامني في البصرة تحسن بصورة ملحوظة بعد عملية صولة الفرسان التي نفذتها قوات الامن العراقية فيها منذ نهاية مارس الماضي ولاتزال تواصل عمليات التفتيش والدهم بحثا عن الخارجين على القانون.