طالباني يدعو إلى تطهير شرطة المحافظة من العناصر غير الكفوءة
الرشاوى والمحسوبية تفسد عمليات التطوع في قوات البصرة

أسامة مهدي من لندن: في وقت كشفت تقارير رسمية عراقية عن عمليات رشوة يتم فرضها على المتطوعين مقابل قبولهم في القوات الأمنية بمدينة البصرة الجنوبية التي تقرر دعمها بعشرة آلاف فرد، فقد دعا الرئيس العراقي جلال طالباني الى تطهير هذه القوات من العناصر غير الكفوءة بالتزامن مع الإعلان عن طرد 1300 منهم بسبب رفضهم القتال ضد جيش المهدي.

فقد بحث طالباني مع وزير الداخلية جواد البولاني الأوضاع الأمنية في العراق وخاصة في البصرة ودور قوات وزارة الداخلية في عملية فرض القانون والنظام وملاحقة الخارجين عن القانون. وشدد الرئيس طالباني على أهمية التركيز على البصرة واستتباب الأمن والاستقرار فيها، مؤكدًا على ضرورة سيادة القانون وتقوية هيبة الدولة فيها، إضافة إلى تقديم الخدمات الضرورية لسكانها كما قال بيان رئاسي إرسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; الليلة الماضية. وأضاف أن طالباني دعا أيضًا إلى الاستمرار في تدريب وتسليح قوات الامن والشرطة وتطهيرها من العناصر غير الكفوءة وإيجاد السبل الكفيلة بتقويتها وتطويرها بما ينسجم ومتطلبات المرحلة المصيرية الراهنة.

وفي هذا الوقت، كشفت تقارير رسمية عراقية عن عمليات رشوة تعيق التطوع في القوات الأمنية بمدينة البصرة الجنوبية التي تقرر دعمها بعشرة آلاف فرد خاصة من أبناء العشائر هناك، وذلك في قرار أعلنه مطلع الشهر الحالي رئيس الوزراء نوري المالكي.
فقد أبدى العديد من المواطنين في مدينة البصرة امتعاضهم من الطريقة التي تم فيها قبول المتطوعين في صفوف أجهزة الجيش والشرطة، وأكدوا أن معظم المتقدمين لم يتم قبولهم في مراكز التطوع بينما ظهرت أسماء لاشخاص لم يتقدموا للتطوع ويبدو أنها وهمية. وأشار مواطنون سجلوا أسماءهم في مراكز الشرطة أنهم انتظروا لأكثر من ثلاثة أيام دون أن يتم دعوتم إلى إجراء مقابلات التطوع كما نقلت عنهم شبكة الاعلام العراقية المملوكة للدولة في المنطقة الجنوبية بتقرير لها اليوم. وأضافت ان رشاوى تصل الى 300 دولار تدفع لمن وصفته بالمنتفعين من أركان سلك الشرطة لغرض قبول المتطوعين بينما ينتظر العديد من المتقدمين الاخرين في مراكز الزبير والقبة والأباشي قبولهم في الوقت الذي تم فيه تعيين آخرين.

ويؤكد المتطوعون أن هناك طرقًا ملتوية أفسدت آلية التطوع يقوم بها بعض المنتفعين من خلال استغلالهم مراكزهم وومارسة اساليب الرشاوى والمحسوبية والابتزاز لقبول المتطوعين. وشددوا على ان هذه الممارسات بدأت بالاضرار quot;بالأهداف النبيلة التي دعت إليها الحكومة العراقية من خلال تجنيد الشباب في قوات الأمن العراقية للدفاع عن سيادة واستقرار البلادquot; .
وقد دفعت عمليات تعويق التطوع هذه بوزارة الدفاع العراقية الى الدفع خلال 24 ساعة المقبلة بلواء جديد إلى محافظة البصرة لمساندة القوات الأمنية التي تنفذ عملية quot;صولة الفرسانquot; التي انطلقت اواخر الشهر الماضي. وقال مصدر في الوزراة ان عدد القوات الأمنية في المحافظة قد تجاوز 45 ألف جندي وسيرتفع مع قدوم اللواء الجديد إلى أكثر من 55 ألف جندي سيستمرون بالعمليات العسكرية حتى استتباب الأمن الكامل في المحافظة .

ومن جهة، قال مصدر امني مسؤول في محافظة البصرة ان وزارة الداخلية قد شكلت مديرية للشرطة النهرية في المحافظة لمنع عمليات التهريب والتسلل عبر شط العرب كما استحدثت قوة لحماية الشخصيات المهمة من علماء وأطباء وأساتذة ورجال دين واصحاب الكفاءات.
ويأتي تشكيل المديرية الجديدة بعد أقل من ثلاثة أسابيع من المواجهات الدامية التي شهدتها البصرة، بين القوات الأمنية ومجموعات من الخارجين على القانون عقب بدء تنفيذ عملية quot;صولة الفرسانquot; في البصرة والتي ادت خلال ستة ايام من المعارك بين القوات الحكومية وجيش المهدي التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر سقوط المئات من القتلى والمصابين.
وأوضح المصدر أن المديرية الجديدة تتكون من أربعة مراكز ويمتد قاطع مسؤوليتها من جسر خالد (10كلم) شمال البصرة وحتى ميناء أبو فلوس (35 كلم) جنوب المدينة.

وأضاف أنه تم ايضًا استحداث قوة لحماية الشخصيات المهمة من علماء وأطباء وأساتذة ورجال دين واصحاب الكفاءات الاخرين. وكان العشرات من الكفاءات العلمية ورجال الدين وشخصيات اجتماعية عراقية مهمة قد تعرضوا لعمليات قتل واغتيال وخطف خلال السنوات الأربع الأخيرة زادت حدتها خلال العام الماضي 2007 ومطلع العام الحالي بحسب تقارير حكومية.

واضاف انه تم تشكيل فوج طوارئ في قضاء شط العرب يكون قاطع مسؤوليته منطقة التنومة شرق مدينة البصرة والمناطق المجاورة لها، وحتى منفذ الشلامجة الحدودي. وأوضح أن هذا الفوج سيعمل على منع عمليات تدفق الأسلحة إلى العراق والتصدي للتهريب بجميع أشكاله.
وتأتي هذه التطورات في وقت قرر رئيس الوزراء نوري المالكي بتسريح حوالى 1300 جندي بالجيش والشرطة لرفضهم القتال ضد عناصر جيش المهدي التابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر خلال المواجهات التي تفجرت الشهر الماضي في البصرة ومدن جنوبية اخرى، إضافة الى بغداد وادت الى مقتل 700 شخص وإصابة 1500 آخرين.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية اللواء عبد الكريم خلف إن الجنود الذين تم تسريحهم بينهم 921 من مدينة البصرة منهم 37 ضابطًا يحملون رتب رفيعة تتدرج من رائد وحتى عميد، فيما تم تسرح آخرين بمدينة الكوت (160 كم جنوب بغداد) والتي شهدت مواجهات أيضًا.

وكان المالكي قد أمر الشهر الماضي قوات الأمن بالتصدي لعناصر جيش المهدي في مدينة البصرة، حيث أشارت تقارير أمنية إلى أن عددًا من جنود الجيش العراقي وأفراد الأمن رفضوا المشاركة في القتال فيما قام حوالى 1000 جندي بالاستسلام لعناصر جيش المهدي كما سلم بعضهم العربات المدرعة والأسلحة التي كانت بحوزتهم الى تلك العناصر أيضًا.
وأبلغ الجنرال ديفيد بتريوس قائد القوات الأميركية في العراق الكونغرس الاسبوع الماضي أنه علم بعملية البصرة قبل أيام من بدايتها وعبر عن إعتقاده بأنها كانت سيئة التخطيط.