آلاف العراقيين شاركوا في صلاة شيعية سنية وتظاهرة ضد الاتفاقية
مركز قيادة عراقي في البصرة يعد لانسحاب بريطاني قريب
أسامة مهدي من لندن: بالترافق مع الإعلان في لندن عن قرب بدء انسحاب القوات البريطانية من مدينة البصرة العراقية الجنوبية فقد تم اليوم إفتتاح مركز قيادة مشترك للقوات العراقية في المدينة سيتمركز فيه مستشارون بريطانيون موقتًا لتقديم المساعدة وذلك للتمهيد للانسحاب... فيما شارك عشرات الآلاف من العراقيين في صلاة جمعة شيعية سنية موحدة في ساحة الفردوس الشهيرة بوسط بغداد اليوم استجابة لنداء وجهه رجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر لتأكيد معارضة الاتفاقية الامنية مع الولايات المتحدة اعقبها تظاهرة حاشدة هتفت بسقوط الاتفاقية داعية إلى رحيل القوات الاميركية انتهت بسلام ومن دون حوادث. فقد شهدت محافظة البصرة اليوم الإفتتاح الرسمي لمركز البصرة للعمليات المشتركة quot; الأمر الذي يُعدّ بمثابة خطوة مهمّة للقوّات الأمنيّة العراقيّة في طريق استقلالها عن قوات التحالف والإعتماد على نفسها quot;كما قال بيان عسكري للقوات المتعددة الجنسيات الى إيلاف.
وعقدت قيادة القوّات الأمنيّة العراقية مؤتمرًا صحافيًا من أجل تسليط الضوء على التطورات الحاصلة في قدراتها للعمليّات الأمنيّة التي تنفذها في المحافظة. وأقيم مركز البصرة للعمليات المشتركة في فندق شط العرب وسط البصرة والذي كان في السابق أحد الأماكن المفضلة لقضاء الأجازات والعطل كفندق دولي حيث تمّ إعادة تصميمه ليسمح بعمليات تنسيق أكبر بين قوّات الأمن العراقية والسلطات المدنيّة الأخرى. وقال اللواء محمد جواد حميدي قائد قيادة عمليات البصرة في كلمة quot;بفضل جهود الجيش العراقي وقوّات الأمن العراقية وتعاون أصدقائنا في القوّات المتعددة الجنسيات نفتتح اليوم مركز البصرة للعمليات المشتركة هذا والذي يحوي على أحدث التقنيّات المشابهة لتلك التي تمتلكها الجيوش القويّة في العالم.quot; واضاف quot;يجب علينا أن نحافظ ونستمتع بالأمن الذي حققناه في البصرة من أجل جعلها أهمّ مدينة في العراق ومركزًا عراقيًا للتجارة وتطوير الإستثمارquot;.
وتمّ اليوم أيضًا الإحتفال بتسليم مركز العمليات المشتركة للقوات العراقية والبريطانية إلى القيادة العراقية حيث سيديره العراقيون من جميع مسؤولي قطعات قوّات الأمن العراقية لتوفير حلقة وصل معلوماتيّة لكل مقرّات القيادة الثانويّة المنتشرة في أرجاء محافظة البصرة التي يقطنها اكثر من مليوني مواطن . كما سيكون في المركز أيضا فريق استشاري مؤلف من عناصر بريطانيّة سيكون موقعها في مقر المركز حيث سيقومون بإعطاء توصياتهم إلى جميع العناصر القياديّة حيث سيكون القائد العراقي في مركز البصرة للعمليات المشتركة مسؤولا عن الأمن في كافة أنحاء المحافظة. وسيوفر المركز صورة كاملة لما يحدث في المحافظة وبأحدث تقنيات المعلومات ومعدات الإتصالات.
وبفضل القدرات العالية في التنسيق التي سيتمتع بها المركز فإنّ الفريق أوّل والمسؤول عن قوّات الأمن العراقية في البصرة سيكون بمقدوره التخطيط لعمليات مشتركة والسيطرة أيضا على كافة عناصر قوّات الأمن العراقية ومن موقعه في مركز البصرة للعمليات المشتركة. واشار الرائد ويليام يونج من الفرقة المتعددة الجنسيات في مناطق جنوب شرق العراق والذي يتكلم اللغة العربية قائلاً quot;إننا هنا اليوم لنحتفل بافتتاح مركز من شأنه السماح للعناصر المختلفة في قوّات الأمن العراقية في البصرة العمل بشكل متقارب مع بعضهم البعضquot;. وشكل المؤتمر فرصة للقادة العراقيين وعناصر اجهزة الإعلام العراقية لمناقشة التحديات التي تواجه البصرة وأيضًا للإطلاع على قدرات المركز وبشكل مباشر عبر صور حيّة للوضع في المدينة نقلتها ثلاث مروحيّات تابعة للقوّة الجويّة العراقية.
وأضاف الرائد ويليام يونج قائلاً quot;لقد كان يوما عظيما.. لأنّ المركز سيسمح الان للقادة العراقيين بالعمل بشكل متقارب مع بعضهم البعض الأمر الذي من شأنه أن يقوي قوّات الأمن العراقية ويسمح لها بأن تحافظ على الأمن والسلام لأهالي البصرةquot;. وفي وقت سابق اليوم كشف قائد القوات البريطانية العاملة فى البصرة اللواء اندى سالمون أن قواته ستبدأ بالإنسحاب من العراق قريبًا بعد الإنتخابات المحلية فى 31 كانون الثاني (يناير) المقبل. ونقلت صحيفة quot;الديلى تيلغرافquot; البريطانية عن القائد البريطاني قوله ان انسحاب الجنود البريطانيين من العراق سيتم تحت حركة اطلق عليها اسم quot;عملية درايتونquot; موضحًا ان هذه العملية ستتم بسرعة اذا ظلت الاوضاع الامنية مستقرة بعد الانتخابات المحلية.
واضاف اللواء سالمون انه اذا مرت الانتخابات فى المحافظة بسلام فان مهمة القوات البريطانية فيها ستكون قد انتهت عندئذ. ومن جانبه قال متحدث باسم البنتاغون جيوف مورل ان الولايات المتحدة الاميركية اعربت عن املها فى ان يسمح انسحاب القوات البريطانية من العراق لوزارة الدفاع البريطانية بارسال قوات اضافية الى افغانستان حيث كشفت مصادر عسكرية ان الكتائب البريطانية الاولى قد تغادر العراق في اذار (مارس) المقبل. ويقطع مفاوضون عراقيون وبريطانيون حاليًا اشواطًا متقدمة في مباحثات ثنائية تستهدف توقيع اتفاقية طويلة الامد بين البلدين حول وضع القوات البريطانية في العراق بعد انتهاء تفويض مجلس الامن لها بالتواجد على اراضيه مع نهاية العام الحالي وتحويل المهمات الامنية لها الى تدريبية واقتصادية وتجارية وطبية وثقافية وتعليمية مع بداية العام المقبل في ذات الوقت الذي اكد فيه الرئيس العراقي جلال طالباني رغبة بلاده في عقد هذه الاتفاقية.
وأكد وزير الدفاع البريطاني الجديد جون هوتون مؤخرا أن قوات بلاده تتجه نحو أنهاء مهمتها في العراق أوائل العام المقبل بشكل سيسمح بإجراء سحب كبير من تشكيلاتها البالغ قوامها أربعة الاف فرد. وقال quot;لدينا مهمتان محددتان وواضحتان جدا في العراق وهما تدريب فرقة من الجيش العراقي وستستكمل تقريبا أوائل العام المقبل وكذا تسليم مطار البصرة الى السلطات العراقية بنهاية العام الحالي. وتعتبر بريطانيا الشريك الأكبر للولايات المتحدة الأميركية بحرب العراق في آذار (مارس) عام 2003 وكانت قواتها المشاركة في الحرب والبالغة 45 الف عسكريًا هي الثانية من حيث الحجم بعد الاميركية ثم خفضت الى 7500 فرد بعد انتهاء الحرب كما تم سحب أكثر من نصفهم العام الماضي من جنوب العراق ولم يبق منهم سوى 4100 جندي في القاعدة البريطانية قرب مطار البصرة الواقع في شمال المحافظة.
الاف العراقيين شاركوا في صلاة شيعية سنية وتظاهرة ضد الاحتلال
شارك عشرات الالاف من العراقيين في صلاة جمعة شيعية سنية بساحة الفردوس الشهيرة في وسط بغداد اليوم استجابة لنادء وجهه رجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر لتأكيد معارضة الاتفاقية اعقبها تظاهرة حاشدة هتفت بسقوط الاتفاقية ورحيل القوات الاميركية وانتهت بسلام ومن دون حوادث. وانطلقت تظاهرة بعد الصلاة رفضًا للاتفاقية بعد ان تجمع الاف المتظاهرين الذين جاء معظمهم من مدينة الصدر بضواحي العاصمة الشرقية معقل انصار الصدر في ساحة الفردوس منذ ساعات الصباح الاولى. ورفع المتظاهرون اعلاما عراقية ولافتات كتب عليها quot;كلا كلا لاتفاقية الذلquot; وquot;كلا كلا احتلالquot; وquot;عراق واحد شعب واحد لا للاتفاقيةquot; وquot;على قوات الاحتلال مغادرة العراق حالاquot;. وحملت احدى اللافتات خارطة للعراق ثبت عليها قفل ومعه ثلاثة مفاتيح : اميركي وبريطاني واسرائيلي وتساقطت منها قطرات دم. كما حمل المتظاهرون صور الصدر في الساحة التي أسقطت فيها القوات الاميركية تمثال الرئيس العراقي السابق صدام حسين بعد وقت قصير من دخولها الى العاصمة في نيسان (ابريل) عام 2003 .
وفرضت قوات الامن العراقية اجراءات امنية مشددة وانتشر جنود وعناصر من الشرطة حول موقع التظاهرة وعلى سطوح المباني فيما افترش بعض رجال الدين من اعضاء التيار الصدري الارض . كما تم زيادة عدد القوات ونشر عدد من الدوريات وتفتيش محيط المنطقة حيث ستتواجد القوات العراقية في المكان حتى انتهاء الصلاة داعية المصلين الى التعاون معها لانجاح الصلاة التي صد عقبها بيان سياسية يدعو مجلس النواب الى رفض الاتفاقية. وقد قطعت الطرق أمام حركة العجلات صباح اليوم وسمح فقط بحركة المشاة في المنطقة في حين شوهدت العشرات من مركبات الهمر التابعة إلى الجيش العراقي متوقفة على مسافات قريبة من ساحة الفردوس.
وكان الصدر قد دعا الجمعة الماضي الى اقامة هذه الصلاة وقال في بيان تلي في المساجد quot;لتتضافر جهود جميع المسلمين سنة وشيعة من أجل إفشال توقيع الاتفاقية التي تريد بيع العراقquot;. وطالب الصدر بخروج الجميع بعد الصلاة بتظاهرة سلمية ضد الاتفاقية آملين من جميع الدول الإسلامية دعم هذه الصلاة والتظاهرة بإقامة مثيلاتها في بلدانهم. وجدد الصدر رفضه للاحتلال قائلا quot;أكرر ما طالبت به المحتل بالخروج من عراقنا الحبيب دون إبقاء قواعد ولا توقيع اتفاقياتquot;. وقال ldquo;ليخرج جميع المصلين بعد الانتهاء من الشعيرة في الاسبوع القادم بتظاهرة سلمية معبرة عن رفض الاتفاقيةrdquo;. واضاف quot;نحن على ابواب شهر ذي الحجة الحرام شهر الرفض للباطل واهل الباطل فلذا ادعو حجاج بيت الله الحرام الى رفع ايديهم بالدعاء لتخليص الشعوب المحتلة في القدس الشريف والعراق المقدس من الظلام والاحتلال عسى ان ترفع هذه الغمة عن هذه الامةrdquo;.
وكانت الحكومة العراقية اقرت الاحد الاتفاقية الامنية التي تنظم الوجود العسكري الاميركي في البلاد بعد 31 كانون الاول (ديسمبر) المقبل عندما ينتهي تفويض الامم المتحدة لقوات التحالف المنتشرة حاليا في العراق بقيادة اميركية. وانهى مجلس النواب العراقي امس القراءة الثانية لمسودة الاتفاقية الامنية بين العراق والولايات المتحدة على الرغم من معارضة الكتلة الصدرية التي اخذ نوابها يطرقون على الطاولات لعرقلة القراءة . وتنص الاتفاقية على انسحاب الجنود الاميركيين اليالغ عددهم 152 الفًا من شوارع العراق بحلول منتصف العام المقبل وانسحابهم من جميع انحاء العراق بنهاية عام 2011 كما تنص على ضرورة حصولها على أمر من السلطات العراقية لاعتقال اي شخص وان يخضع المتعاقدون الاميركيون للقانون العراقي.
التعليقات