واشنطن: فيما يستعد الرئيس الأميركي، باراك أوباما، الثلاثاء، للقيام بأول جولة خارجية منذ تسلمه السلطة في يناير/ كانون الثاني الماضي، يشير استطلاع للرأي إلى أن معظم الأميركيين يعتقدون بقدرته على تمثيل الولايات المتحدة الأميركية على أكمل وجه.
وأعرب ثمانية من عشرة أميركيين، في الاستبيان الذي أجرته CNN بالتعاون مع quot;أوبنيون ريسيرش كوربquot;، عن ثقتهم بأن أوباما سيؤدي عملاً جيداً أثناء تمثيله الولايات المتحدة أمام العالم.
ويعتقد سبعة بين كل عشرة مشاركين في الاستطلاع، الذي نشر الثلاثاء، أن قادة الدول الأخرى يبدون الاحترام للرئيس الأميركي.
ويناقض ذلك بشكل صارخ المعدلات التي حصل عليها الرئيس الأميركي السابق، جورج بوش، في بداية ولايته الرئاسية عام 2001، حيث قال 49 في المائة من الأميركيين، إن قادة الدول الأخرى يحترمون رئيس أقوى دول العالم.
وعقب كيتينغ هولاند، مدير قسم الاستطلاع بـCNN: quot;باستثناء الفترة التي أعقبت هجمات 11/9، لم تطرأ أي تحسنات على تلك المعدلات فيما يخص بوش.quot;
وأضاف: quot;حتى بين الجمهوريين، تعتقد الغالبية العظمى منهم أن قادة دول العالم يكنون الاحترام لأوباما.quot;
وأجري المسح عبر الهاتف، خلال الفترة من 12 إلى 15 مارس/آذار الجاري، بمشاركة 1019 بالغاً، ويحمل هامش خطأ ثلاث نقاط في المائة زيادة أو نقصاناً.
اوباما يحمل جدول اعمال مثقلا في رحلته لاوروبا
من جهة ثانية يتوجه أوباما الى اوروبا يوم الثلاثاء حاملا جدول اعمال ثقيلا لمعالجة الازمة الاقتصادية والبحث عن دعم لاستراتيجيته الجديدة في افغانستان في رحلة ستكون بمثابة اختبار لقيادته العالمية.
ومع بدء أول رحلة خارجية كبيرة له منذ توليه المنصب الرئاسي في يناير كانون الثاني سيحول اوباما تركيزه الى الاقتصاديات العالمية والدبلوماسية بعد تركيز مكثف على القضايا الداخلية.
وسيتوقف اولا في لندن حيث يشارك في قمة مجموعة العشرين يوم الخميس. وسيتوجه بعدها الى الحدود الفرنسية-الالمانية للمشاركة في قمة لحلف شمال الاطلسي قبل ان يزور التشيك وتركيا.
ويتضمن جدول رحلته اجتماعات على هامش قمة العشرين مع قادة روسيا والصين بالاضافة الى دول أخرى.
ويأمل الرئيس المنتمي للحزب الديمقراطي في الاستفادة من مخزون من النوايا الطيبة بسبب تغير السياسات والنمط عن سلفه الجمهوري جورج بوش الذي لم يكن يتمتع بشعبية في الخارج.
ويقول محللون ان الحماسة تجاه اوباما وسط الحمهور في اوروبا من شأنها أن تعزز اللهجة الايجابية خلال اجتماعاته مع حلفاء مثل رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل.
لكن الاستقبال الشخصي الحار لاوباما لن يمهد الطريق لاهدافه المتمثلة في دفع حلفائه الاوروبيين لانفاق المزيد من الاموال لانقاذ الاقتصاد العالمي وارسال مزيد من القوات والموارد الى حرب افغانستان.
وسيكون احد الموضوعات في القمة الاقتصادية هو وجهة نظر في بعض البلدان تقول ان الولايات المتحدة تتحمل معظم اللوم فيما يتعلق بالازمة المالية العالمية بسبب تنظيمها المالي الضعيف وازمة الرهون العقارية الاميركية.
وسعى اوباما الى النأي بنفسه عن سياسة التنظيم المالي في عهد بوش. وسوف يحمل مجموعة من المقترحات الى قمة العشرين لتحقيق رؤية جديدة لصناديق التحوط واللاعبين الاخرين ولاعطاء الحكومة الاميركية سلطات اقوى للتعامل مع الشركات المالية المتعثرة التي تعتبر quot;أكبر من أن تنهار.quot;
وسعى مساعدون في البيت الابيض الى السيطرة على التوقعات قبل قمة العشرين حيث قالوا للصحفيين ان واشنطن لا تطالب البلدان بالضرورة بانفاق المزيد على الفور.
وسيحتفل القادة خلال قمة حلف شمال الاطلسي في ستراسبورج بفرنسا بالذكرى الستين لانشاء الحلف. وسوف تنضم فرنسا مجددا الى القيادة العسكرية للحلف بعد عقود من الابتعاد الاختياري وذلك في خطوة ترمز الى تحسن العلاقات الفرنسية-الاميركية.
وسيستغل اوباما قمة حلف شمال الاطلسي ليوضح اكثر استراتيجيته التي كشف عنها الاسبوع الماضي بشأن افغانستان والتي وضعت مزيدا من التركيز ايضا على باكستان. وحددت هذه الاستراتيجية هدفا رئيسيا يتمثل في التخلص من متشددي القاعدة وطالبان.
وسيقوم اوباما بارسال اربعة الاف جندي اميركي للمساعدة في تدريب الجيش الافغاني كما سيرسل مزيدا من الافراد المدنيين لكنه يرغب ايضا ان يوفر الشركاء في حلف شمال الاطلسي مزيدا من الموارد.