تغييرات على فقرات الإعلان النهائي لقمة الدوحة حول العراق
المالكي كتب تعديلات وافقت عليها رئاسة القمة فرفع تحفظاته
أسامة مهدي من لندن :
اعلن العراق رفع تحفظاته على فقرات تخصه في إعلان الدوحة الصادر عن القمة العربية بعد تعديلها بما يلبي ما يريده من الاعلان حيث وافقت رئاسة القمة على فقرات كتبها رئيس الوزراء نوري المالكي بنفسه تؤكد الاشادة بالخطوات التي تحققت في العراق على طريق الامن والاستقرار والوحدة الوطنية ونبذ الطائفية واقتلاع جذور الارهاب .. واشارت بغداد الى ان اجراء الانتخابات العامة اواخر العام الحالي كانت السبب في طلب ترحيل انعقاد القمة التالية من بغداد الى العاصمة الليبية طرابلس مع الاحتفظ بحق العراق في احتضانها عام 2011.

وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ ان العراق رفع تحفظه على الاعلان الختامي لقمة الدوحة في ما يخص الفقرات التي تضمنها حول العراق وهو التحفظ الذي اعلنه المالكي الليلة الماضية . واشار الى ان رئاسة القمة قامت بتعديل الفقرة الخاصة بالعراق في الاعلان بعد الموافقة على صيغة قدمها المالكي بنفسه .

وبذلك اصبحت الفقرة التي تخص العراق كما يلي quot;يشيد مؤتمر القمة العربية بالخطوات التي تحققت في العراق على طريق الامن والاستقرار والوحدة الوطنية ونبذ الطائفية واستقرار العملية السياسية بمشاركة كل مكونات الشعب العراقي ويدعم المسيرة لتحقيق الاستقرار في العراق وتجاوز الازمة الراهنة التي تتطلب حلا امنيا وسياسيا متوازيا يعالج اسباب الازمة ويقتلع جذور الفتنة الطائفية والارهابquot; .. بينما كانت الصيغة السابقة التي لم يرض عنها الوفد العراقي تقول quot;نجدد التزامنا باحترام وحدة العراق وسيادته واستقلاله وهويته العربية والاسلامية ودعمنا للمسار السياسي الذي يرتكز على المشاركة الكاملة لمختلف مكونات الشعب العراقي وفقا للتصور العربي الذي اقرته القمة العربيةquot;.
واكد الدباغ ان العراق بلد عربي وانتماءه عروبيا وهو راغب بقوة في المشاركة بالعمل العربي المشترك . ووصف صيغة الفقرات المتعلقة بالعراق في اعلان الدوحة بانها اصبحت متوازنة وتلبي ما يريده العراق من الاعلان . وعن اسباب طلب العراق تأجيل عقد القمة العربية في بغداد من العام المقبل الى عام 2011 اشار الدباغ في تصريح نقلته فضائية quot;العراقيةquot; الرسمية اليوم ان العراق سيشهد اواخر العام الحالي انتخابات عامة وستكون البلاد مطلع العام المقبل في حراك سياسي داخلي لتشكيل رئاسات جديدة للجمهورية والحكومة والبرلمان وهو ما قد يعيق الاهتمام بشكل كاف في تنظيم قمة تليق بالعراق ومكانته العربية .

وحول نتائج المباحثات التي اجراها المالكي مع امير الكويت قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري انه جرى خلال ذلك نقاش صريح وواضح وعرضت جميع القضايا بوضوح وشفافية والحرص على هذه العلاقات ومعالجة كل القضايا المتبقية . واضاف quot;نحن لدينا مراجعة لكافة قرارات مجلس الامن الصادرة حول العراق خلال حزيران (يونيو) المقبل والمطلوب من الامين العام للامم المتحدة ان يقدم تقريره بالتفاهم مع الحكومة العراقية بغية خروج العراق كاملة من البند السابع لميثاق الامم المتحدة وهناك بعض الامور عالقة بين العراق والكويت نتيجة احتلال النظام السابق للكويت ومعالجتها باقرب وقت ممكن ولابد من معالجتها ومنها الحدود الدولية بين الكويت والعراق تحتاج الى تثبيت ودعامات وهناك الممرات المائية والجرف القاري بين العراق والكويت وايران ومسألة التعويضات لحد الان يدفع العراق 5 بالمائة من مبيعات النفط كتعويضات نتيجة الغزو الصدامي تفاهمنا أنه لابد من تشكيل لجنة وزارية بروحية الحرص لتطوير العلاقات بين البلدينquot;.

وكان المالكي اعلن في ختام القمة العربية ان بلاده لن تتمكن من تنظيم القمة العربية المقبلة العام 2010 لاسباب لوجستية على ان تنظم في ليبيا، فيما تحتفظ بغداد بحقها في تنظيم القمة عام 2011 . وقال في كلمة القاها بعد تلاوة اعلان الدوحة ان عقد القمة في بغداد التي يحل دورها في الاستضافة العام المقبل quot;يعني ان العراق عاد الى وضعه الطبيعي وعاد الى اسرته العربية وعادت الاسرة العربية الى العراقquot; . وتدارك quot;لكن من اجل ان تكون القمة بالشكل الذي يليق بالقمة ويليق بالعراق ويليق بالقادة العرب، تحتاج الى مزيد من الاعمال اللوجستية والاستعدادات والتحضيرات اللوجستيةquot; . واشار الى انه quot;تم الاتفاق على ان يحتفظ العراق بحقه في عقد القمة وتكون في العام 2011 لاعطاء فرصة للعراق ليجري كل الاستعدادات اللوجستية وشكرا للاستجابةquot;.

كما اعلن المالكي تحفظه عن الفقرة المتعلقة بالعراق في اعلان الدوحة. وقال quot;نتحفظ على هذا النص ونتمنى ان يعاد النظر به بما ينسجم مع القرار الصادر عن القمة العربية ذاتهاquot; معتبرا ان النص يعبر عن quot;عراق كان موجوداquot; في السابق ولا يظهر التطورات الايجابية التي شهدتها الساحة العراقية.

وألقى المالكي كلمة العراق في قمة الدوحة العربية امس حيث اكد فيها ان هوية العراق العربية والاسلامية خط احمر لايمكن المساومة عليه وشدد على قدرة القوات الامنية العراقية في ملء فراغ انسحاب القوات الاجنبية وقال ان المصالحة الوطنية قضت على الفتنة الطائفية ودعا الى تبني استراتيجية عربية تقوم على اساس شراكة حقيقية لجميع اعضاء الاسرة العربية دون استبعاد او تهميش او مصادرة لدور الاخرين وايقاف سياسة المحاور والتحالفات على حساب الموقف العربي الموحد والتخلي عن منهج التفكير بالنيابة عن الاخر والتدخل المباشر في الشؤون الداخلية .

واضاف ان العراق طوى صفحة الماضي بكل آلامها ومآسيها ومشاكلها على الصعيدين الداخلي والخارجي ويستعيد اليوم موقعه ليكون شريكا فاعلا ومتحملا لمسؤولياته في التضامن العربي وهو مصمم على بدء مرحلة جديدة من التعاون واقامة افضل العلاقات مع الدول العربية ودول الجوار الاقليمي والعالم على اساس المسؤوليات والمصالح المشتركة. واضاف quot;إننا حريصون على تجاوز الأزمات والمشاكل التي صنعها النظام السابق مع الدول العربية ونتطلع الى التنسيق والتعاون وصولا الى التكامل مع اشقائنا العرب في المجالات المختلفة بما يخدم مصالحنا المشتركة ويعزز فرص التقدم والازدهارquot; . واشار الى ان بلاده تتطلع لان تكون قمة الدوحة بداية لمصالحة عربية نعتقد انها اصبحت اليوم وفي ظل الظروف والتحديات التي تواجه امتنا خيارا لابد منه ما يستدعي من جميع الدول العربية العمل على تحقيقها على ان تنطلق هذه المصالحة من رؤية واقعية للمصالح العربية .

وعن اوضاع العراق اشار المالكي الى انه بعد صعوبات متعددة ومتنوعة quot;نجح اشقاؤكم في العراق في تجاوز اخطر الأزمات والتحديات التي كانت تهدد وحدته وسيادته هذا النجاح الذي تحقق في المجالات الامنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية لم يكن سهلا كما تعرفون ويعرف العالم ، انه ثمرة معاناة صعبة وشاقة تحملها العراقيون في مواجهة الهجمة الارهابية الشرسة التي ضربت البلادquot;. واوضح ان النجاح الكبير لجميع العراقيين ومن مختلف انتماءاتهم انهم اثبتوا وعبر اربع ملاحم انتخابية كان اخرها انتخابات مجالس المحافظات التي شهد العالم بنزاهتها وشفافيتها وتصميمهم على حماية وتعزيز تجربتهم الديمقراطية وبناء دولة المؤسسات ، هذه التجربة الفتية التي دفع شعبنا دماء عزيزة من اجل ترسيخها وتثبيتها في مواجهة الارهابيين الذين كانوا يخططون للعودة بالبلاد الى عهود الظلام والاستبداد والتخلفquot; .

واضاف quot; لقد نجحت المصالحة الوطنية في القضاء على الفتنة الطائفية وتعزيز الوحدة الوطنية واشاعة ثقافة التسامح والحوار والمحبة التي عرف بها العراقيون عبر التاريخ وكانت اقوى من سلاح الارهابيين والخارجين عن القانون . وقال quot;ان فرض سلطة القانون وتسلم المهام الأمنية في ثلاث عشرة محافظة من القوات متعددة الجنسيات كان المقدمة الاساسية لاستعادة السيادة الكاملة للعراق من خلال التوقيع على اتفاق سحب القوات الاجنبية وهو الاتفاق الذي انجزته حكومة الوحدة الوطنية واقره مجلس النوابquot; . واوضح ان اتفاق سحب القوات الاميركية قد مهد لخروج العراق من حالة تهديد الامن والسلم الدوليين التي كانت سببا لوضع العراق تحت طائلة الفصل السابع واستعادته السيادة التي فقدها اثر غزو دولة الكويت الشقيقة عام 1990 جراء القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الامن الدولي .

ومن جهة اخرى شارك المالكي في اليوم الثلاثاء في أعمال القمة الثانية للدول العربية ودول اميركا الجنوبية التي بدأت اعمالها في الدوحة ايضا .
وبدأ حفل افتتاح الجلسة بكلمة من حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر التي تترأس الدورة الحالية للقمة العربية. وانعقدت القمة الأولى للدول العربية ودول امريكا الجنوبية في البرازيل في ايار (مايو) عام 2005 وتبنت القمة اعلان البرازيل الذي تطرق إلى كيفية تعزيز سبل التعاون بين دول الاقليمين في مختلف المجالات كما أقر آلية للتعاون لمتابعة تنفيذ ماورد في الإعلان وتشكيل آلية التعاون من عقد اجتماعات دورية كل ستة أشهر على مستوى كبار المسؤولين في وزارات خارجية الدول الموقعة على اعلان البرازيل لمتابعة مشاريع التعاون التي اقرتها.