نضال وتد من تل أبيب: حصلت الحكومة الاسرائيلية التي شكلها زعيم اليمين بنيامين نتانياهو مساء الثلاثاء على ثقة الكنيست (البرلمان) باغلبية 69 صوتا من اصل 120 عضوا في الكنيست. وصوت 69 عضوا في الكنيست من اصل 120 لهذه الحكومة التي انبثقت من الانتخابات التشريعية التي جرت في 10 شباط/فبراير، في حين صوت ضدها 45 نائبا، بينما امتنع بقية النواب عن التصويت او غابوا عن الجلسة.
ولم يخرج خطاب نتنياهو عند عرض الخطوط العريضة لحكومته الجديدة، عما كان متوقعا، فقد لجا نتنياهو على تهويل الخطر الإيراني وخطر الإسلام الأصولي باعتبارهما التهديد الأكبر ليس فقط لإسرائيل وإنما أيضا للعالم الحر وللأنظمة العربية، في محاولة أولية من نتنياهو لمد جسور تعاون أو تفاهم مع الأنظمة العربية ضد غيران وضد الحركات الأصولية.
فقد أبرز نتنياهو في خطابه أمام الكنيست، مساء الثلاثاء، الأخطار والتهديدات الرئيسية التي تتعرض لها إسرائيل كما التحديات الكثيرة التي ستواجهها حكومته الوليدة. وبحسب نتنياهو فإن quot; إسرائيل تواجه امتحانين رئيسيين : الأول اقتصادي والثاني امني وكلاهما نتيجة لعواصف كبيرة تعصف بنا، وقراراتنا هي التي ستحدد ما إذا كنا سنجتازهما بسلام. وحمل نتنياهو بشدة على قادة الدول الأجنبية والمجتمع الدولي لعدم استنكاره لتصريحات رئيس غيران بشأن إبادة إسرائيل معتبرا أن هذه التصريحات تمر في العالم مر الكرام . لقد مر الشعب اليهودي بتجارب واستخلص منها العبر وهو لن يستهين بطغاة يهددون بإبادته. لسنا اليوم عاجزين، بل توجد لنا دولة ونعرف كيف سندافع عنهاquot;
وجاء خطاب نتنياهو ليركز أكثر من كل شيء على الملف والخطر القادم من إيران في حال امتلكت القوة النووية، مما سيجعلها تشكل خطرا أولا وقبل كل شيء على إسرائيل ومن ثم على باقي دول العالم والأنظمة العربية، في محاولة من نتنياهو لتكرار خطاب وزيرة الخارجية السابقة، تسيبي ليفني في الدوحة، عندما دعت العالم العربي إلى مواجهة النفوذ الإيراني والخطر الذي تشكله غيران على دول المنطقة.
في المقابل، فإن نتنياهو وبموازاة حديثه عن غيران وعن خطر الحركات الأصولية الإسلامية، تطرق على مصير المفاوضات على المسار الإسرائيلي الفلسطيني، معلنا أن إسرائيل لا تريد السيطرة على شعب آخر، وهو موقف كرره في الآونة الأخيرة، لتفادي الضغوط الدولية على حكومته، لاسيما من قبل الإدارة الأميركية الجديدة التي اعتبرت أنها ترى حل الدولتين هو الحل الأمثل للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
وقال نتنياهو موجها كلامه لقادة السلطة الفلسطينية: إذا كنتم تريدون حقا السلام، فيمكن تحقيق السلام، وسنعمل في ثلاث مسارات : أمني واقتصادي وسياسي من أجل تحقيق السلام ... سندعم أجهزة أمن فلسطينية تحارب الإرهاب... لا نريد السيطرة على شعب آخر ولا على الفلسطينيين. اتفاق الحل الدائم سيمنح الفلسطينيين كل الصلاحيات لإدارة أمورهم- باستثناء ما قد يهدد أمن إسرائيل. فقد قادت كل محاولات اختصار الطريق إلى نتائج عكسية: المزيد من الإرهاب والكثير من سفك الدماء، نريد السير في طريق سليمة بروح إيجابية منطلقين من نوايا صادقة لوضع حد للنزاعquot;.
ويرى المراقبون أن خطاب نتنياهو كان معدا بدقة لتجاهل عبارة الدولة الفلسطينية أو أي تطرق لحل الدولتين، إذ يرفض نتنياهو وشركائه في الحكومة الجديدة، مبدا حل الدولتين، ويرى نتنياهو وبراك، ان الجانب الفلسطيني الحالي غير قادر على التوصل على حل دائم، إذ لا يوجد شريك فلسطيني قادر على ضمان تنفيذ اتفاق مع إسرائيل طالما بقيت حماس مسيطرة في القطاع.
ويتفق براك مع نتنياهو على وجوب انتظار بروز قيادة فلسطينية تقبل بما رفضه الرئيس الفلسطيني الراحل عرفات، وتكون في الوقت ذاته قادرة على فرض مثل هذا الاتفاق. كما يتفق براك ونتنياهو على ان مهمة الحكومة الإسرائيلية الجديدة، يجب أن تتمحور في مواجهة إيران، ولا سيما في ظل السياسة الأميركية الجديدة التي قد تتجه نحو الحوار والحل الدبلوماسي مع غيران، فيما ترى إسرائيل وجوب تشديد الحصار الاقتصادي على إيران لوقف برنامجها النووي، وصولا على اعتماد الخيار العسكري في حال رفضت غيران ذلك.
وفي هذا السياق فإن التسريبات الأخيرة عن قيام إسرائيل بضرب السودان ومهاجمة قوافل قالت إنها كانت محملة بالسلاح الموجه لحركة حماس، اعتبرت في إسرائيل رسالة إلى غيران بشأن قدرة إسرائيل على الوصول إلى أهداف داخل إيران نفسها.
أعضاء الكنيست العرب يدعون لمقاطعة حكومة نتنياهو
من جهة ثانية حملت الأحزاب العربية في الكنيست الإسرائيلي على حكومة نتنياهو الجديدة واصفة إياها بأنها حكومة يمين متطرفة لن تعمل على دفع السلام بل ستعمق من الاستيطان والتطرف وستغذي الفاشية في إسرائيل والعنصرية ضد المواطنين العرب. ودعا النواب العرب في الكنيست الإسرائيلي إلى عدم تعليق أية آمال على الحكومة الجديدة في إسرائيل، مهما حاولت الدعاية الإسرائيلية طمس حقيقة أهدافها وغاياتها.
من جهة ثانية حملت الأحزاب العربية في الكنيست الإسرائيلي على حكومة نتنياهو الجديدة واصفة إياها بأنها حكومة يمين متطرفة لن تعمل على دفع السلام بل ستعمق من الاستيطان والتطرف وستغذي الفاشية في إسرائيل والعنصرية ضد المواطنين العرب. ودعا النواب العرب في الكنيست الإسرائيلي إلى عدم تعليق أية آمال على الحكومة الجديدة في إسرائيل، مهما حاولت الدعاية الإسرائيلية طمس حقيقة أهدافها وغاياتها.
وقال رئيس كتلة الجبهة في الكنيست، النائب محمد بركة، وخلال خطابه أمام الهيئة العامة للكنيست: إن هذه حكومة علي بابا والأربعين حرامي، بضمها 37 وزيرا ونائب وزير، وهي حكومة ليست معنية بالحل ولا بالسلام، بل تثبيت الاحتلال والصراع. هذه حقا حكومة علي بابا والأربعين حرامي ولكن صاحب المغارة، نتنياهو، لا يعرف كيف يتصرف، ولا يعرف كيف سيفتح مغارته، quot;لا افتح يا سمسم ولا افتح يا بطيخquot;، إنه يتخبط بين الشيء ونقيضه وهذا ما برز من خطابه.
وأضاف بركة: إن هذه المركبة (الحكومة) يقودها سائق متهور مغمض العينين (نتنياهو)، في منحدر خطر يتمثل بشخص أفيغدور ليبرمان، وأخذ لمركبته دولابا خامسا، ولكنه دولاب مثقوب، يتمثل بشخص إيهود باراك. وخلص بركة إلى القول: إن نتنياهو لم ينطق بكلمة واحدة عن القرارات الدولية والاتفاقيات التي وقعت عليه الحكومات السابقة، ولم ينطق بكلمة واحدة عن الاستقلال الفلسطيني، فعن أي سلام يتكلم. وأضاف بركة، إن هذه حكومة، وكما يظهر من برنامجها تسعى إلى ضرب الحيز الديمقراطي، ولكن بشكل خاص تسعى إلى تعميق العنصرية ضد العرب، حتى من دون ضم كتلة quot;هئيحود هليئوميquot;، فمن في هذه الحكومة يكيفها من العنصرية.
دعوة لعزل حكومة نتنياهو ومقاطعتها
من جهته كان عضو الكنيست أحمد طيبي، رئيس الحركة العربية للتغيير قد دعا الدول العربية والرؤساء والملوك العرب، أمس، خلال حضوره لمؤتمر القمة في الدوحة، إلى مقاطعة الحكومة الإسرائيلية الجديدة، ومقاطعة ليبرمان والضغط على الحكومات الأوروبية لفرض العقوبات على إسرائيل.
من جهته كان عضو الكنيست أحمد طيبي، رئيس الحركة العربية للتغيير قد دعا الدول العربية والرؤساء والملوك العرب، أمس، خلال حضوره لمؤتمر القمة في الدوحة، إلى مقاطعة الحكومة الإسرائيلية الجديدة، ومقاطعة ليبرمان والضغط على الحكومات الأوروبية لفرض العقوبات على إسرائيل.
كما دعت كتلة التجمع الوطني الديموقراطي، برئاسة النائب جمال زحالقة في بيان رسمي أصدرته بعد عرض الحكومة على الكنيست، على العمل من أجل عزل الحكومة الإسرائيلية الجديدة ومحاصرتها على الصعيد الدولي لاسيما بعد اختيار المتطرف ليبرمان وزيرا للخارجية.
وجاء في البيان: quot;تعلن حكومة نتنياهو ndash; ليبرمان عملياً أنها ستسير نحو المواجهة والحرب والدمار، إذ لم تجد من يردعها، فهي ستكون في غاية الخطورة. ومع أنها حكومة أكثر تطرفاً، إلا أنه يمكن حشد الضغوط عليها، وهي قابلة للضغط كما يدل تاريخ نتنياهو، الذي أضطر في الماضي عدة مرات لتغيير مواقفه بعد تعرضه لضغوطات خارجية. المطلوب عربياً وفلسطينياً، هو العمل على عزل هذه الحكومة ومحاصرتها وعدم منحها الشرعية، خصوصاً وأنها تضم في صفوفها شخصيات فاشية وعنصرية.
ويرى الفلسطينيون في إسرائيل أن حكومة نتنياهو ستكون حكومة حرب واستيطان على صعيد المسار الفلسطيني، كما أنها ستواصل سياسة التمييز العنصري ضدهم، ومصادرة الراضي وهدم البيوت. وكان عضو الكنيست طلب الصانع من القائمة الموحدة، كشف أن اتفاقية الائتلاف الحكومي بين شاس ونتنياهو نصت على عدم زيادة مخصصات الأطفال لمن لا يقومون بتطعيم أبنائهم، حيث تبين أن الهدف من وراء هذا البند هو حرمان الأطفال العرب في النقب، ولا سيما في القرى البدوية غير المعترف فيها، من مخصصات الأطفال.
إلى ذلك يرى الفلسطينيون بأن إيداع وزارة الأمن الداخلي لوزير من حزب يسرائيل بيتينو، وقبول نتنياهو بالقانون العنصري المعروف باسم الولاء يكشف حقيقة توجهات نتنياهو ونواياه بشأن الفلسطينيين في إسرائيل.
إذ أن القانون المذكور، يتحدث عن ضرورة إلزام الفلسطينيين في إسرائيل، ومنتخبيهم في الكنيست بإعلان الولاء لإسرائيل باعتبارها دولة يهودية شرط الحصول على حقوقهم المدنية.
وجاء في البيان: quot;تعلن حكومة نتنياهو ndash; ليبرمان عملياً أنها ستسير نحو المواجهة والحرب والدمار، إذ لم تجد من يردعها، فهي ستكون في غاية الخطورة. ومع أنها حكومة أكثر تطرفاً، إلا أنه يمكن حشد الضغوط عليها، وهي قابلة للضغط كما يدل تاريخ نتنياهو، الذي أضطر في الماضي عدة مرات لتغيير مواقفه بعد تعرضه لضغوطات خارجية. المطلوب عربياً وفلسطينياً، هو العمل على عزل هذه الحكومة ومحاصرتها وعدم منحها الشرعية، خصوصاً وأنها تضم في صفوفها شخصيات فاشية وعنصرية.
ويرى الفلسطينيون في إسرائيل أن حكومة نتنياهو ستكون حكومة حرب واستيطان على صعيد المسار الفلسطيني، كما أنها ستواصل سياسة التمييز العنصري ضدهم، ومصادرة الراضي وهدم البيوت. وكان عضو الكنيست طلب الصانع من القائمة الموحدة، كشف أن اتفاقية الائتلاف الحكومي بين شاس ونتنياهو نصت على عدم زيادة مخصصات الأطفال لمن لا يقومون بتطعيم أبنائهم، حيث تبين أن الهدف من وراء هذا البند هو حرمان الأطفال العرب في النقب، ولا سيما في القرى البدوية غير المعترف فيها، من مخصصات الأطفال.
إلى ذلك يرى الفلسطينيون بأن إيداع وزارة الأمن الداخلي لوزير من حزب يسرائيل بيتينو، وقبول نتنياهو بالقانون العنصري المعروف باسم الولاء يكشف حقيقة توجهات نتنياهو ونواياه بشأن الفلسطينيين في إسرائيل.
إذ أن القانون المذكور، يتحدث عن ضرورة إلزام الفلسطينيين في إسرائيل، ومنتخبيهم في الكنيست بإعلان الولاء لإسرائيل باعتبارها دولة يهودية شرط الحصول على حقوقهم المدنية.
التعليقات