عبد الخالق همدرد من إسلام آباد: بعد إعلان السياسة الأميركية الجديدة لأفغانستان وباكستان، يرى المحللون أن الولايات المتحدة تحاول كسب الحرب المزعومة على الإرهاب على حساب باكستان، فيما رحب رئيس الوزراء والرئيس الباكستاني بالسياسة الجديدة رغم أنها لا تضمن إيقاف الغارات الجوية الأميركية بالطائرات الاستطلاعية غير المأهولة، بل بالعكس أعلن قائد القوات الأميركية أن القوات الأميركية قد تقتحم الحدود الباكستانية كخيار أخير.
وليس هناك أي أحد من زعماء المعارضة يؤيد السياسة الأميركية في المنطقة أو سياسة الحكومة الباكستانية quot;السريةquot; المكشوفة التي بدأت بتحالف الجنرال مشرف مع الولايات المتحدة في الحرب المزعومة على الإرهاب في 2001. ومنذ ذلك الحين، والمعارضة تدعو الحكومة إلى تغيير السياسة الخارجية وتأسيسها على أسس الشراكة والصداقة بدلا من كونها علاقة بين السادة والعبيد.
وقد أوضح رئيس الوزراء السابق نواز شريف خلال لقاء له مع مسؤول أميركي رفيع المستوى أوائل العام الماضي أن quot; باكستان ترغب في أمن بريطانيا والولايات المتحدة؛ لكن لا يمكن لنا أن نحول ساحتنا إلى ساحة الحرب من أجل أمنكمquot;، بينما القادة الآخرون مثل قاضي حسين أحمد أمير الجماعة الإسلامية السابق وعمران خان رئيس حركة الإنصاف من أشد الناس على السياسة الخارجية الباكستانية.
وقد حذر رئيس حركة الإنصاف نجم لعبة الكريكت السابق عمران خان خلال مؤتمر صحافي أن باكستان متوجهة نحو الانتحار بسبب السياسات الحالية ولاسيما وقوفها إلى جانب الولايات المتحدة في الحرب المزعومة على الإرهاب. وأشار إلى أن هناك تآمرات دولية تحاك حول دولة باكستان وأجهزتها ولاسيما المخابرات العسكرية العامة، مضيفا أن باكستان قد تكبدت خسائر هائلة في تلك الحرب؛ إلا أنه لا يعرف أحد الطريق إلى كسبها، محذرا بأن الاستمرار في تلك الحرب العقيمة تشكل خطرا على كيان باكستان.
وبالإشارة إلى مساعدة مالية أميركية أعلنها الرئيس أوباما لباكستان وتساوي 1.5 بليون دولار سنويا، خلال الخمس سنين القادمة، أكد عمران خان أن الولايات المتحدة تنفق بليوني دولار على 30 ألف جندي أميركي في أفغانستان شهريا، متسائلا كيف ترضى الحكومة الباكستانية بـ 1.5 بليون دولار؟ رغم أنها اعترفت بأنها قد خسرت 36 بليون دولار.
وقد استغرب عمران خان الوضع في باكستان مشيرا إلى أن حامد كرزاي يقول quot;لا تسموا طالبان إرهابيينquot;، بينما تطير الطائرات الاستطلاعية غير المأهولة من باكستان لتقتل المواطنين الباكستانيين، مضيفا أن الهند تشهد 15 حركة انفصالية؛ لكنها لم تقم بقصف مواطنيها. ودعا الحكومة الباكستانية إلى المصالحة مع أهالي المناطق القبلية، مؤكدا أن هناك 1.5 شخص مسلح في تلك المناطق، وإذا أرادت باكستان كسب الحرب على الإرهاب، فلتقم بالمصالحة معهم ولا تدفعهم للوقوف إلى جانب الإرهابيين
التعليقات