أسامة مهدي من لندن: بدأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس زيارة الى بغداد اليوم لاجراء مباحثات مع كبار المسؤولين العراقيين حول تطورات القضية الفلسطينية واوضاع الفلسطينيين في العراق. وابلغ مصدر عراقي quot;ايلافquot; ان عباس سيجري خلال زيارته مباحثات مع الرئيس جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي تتعلق بالعلاقات العراقية الفلسطينية والمساعدات التي يمكن ان يقدمها العراق الى الفلسطينيين وخاصة في اعمار مدينة غزة التي تعرضت لتدمير شامل خلال العدوان الاسرائيلي ضدها مؤخرا.

وكان العراق تبرع بخمسة ملايين دولار مساهمة منه في الجهود العربية والدولية لمساعدة شعبها كما ارسل معونات عينية الى هناك عبر رحلات جوية وبرية متعددة. واشار الى ان مباحثات عباس في بغداد ستتناول كذلك اوضاع الفلسطينيين في العراق الذين اضطر المئات منهم الى الهرب من البلاد خلال موجة العنف التي ضربته خلال عامي 2005 و2006.

وتأتي زيارة عباس لبغداد عقب زيارات مماثلة في ظل انفتاح عربي واقليمي على العراق حيث زارها الرئيس التركي عبد الله غول العراق مؤخرا في زيارة رسمية هي الاولى من نوعها لرئيس تركي منذ 33 عاما وزير الخارجية السوري وليد المعلم فيما سبقهما الى بغداد الاسبوع الماضي الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى وقبلهما زار بغداد رئيس مصلحة تشخيص النظام علي اكبر هاشمي رفسنجاني.

وفي وقت سابق انتقدت منظمة العفو الدولية التي تتخذ من لندن مقرا، quot;سوء المعاملة الفاضحةquot; التي يتعرض لها الاف اللاجئين الفلسطينيين في العراق ووجهت نداء لحمايتهم. وقالت في تقرير لها ان quot;عددا كبيرا جدا من اللاجئين الفلسطينيين في العراق قد قتلوا منذ التدخل الذي قام به الاميركيون في 2003quot;. واوضحت المنظمة انه quot;فور سقوط بغداد في نيسان (ابريل) عام 2003 تحول الفلسطينيون هدفا لكافة انواع سوء المعاملة والترهيب والتهديدات بالموت والخطف من جانب الميليشيات التي تعبر عن غيظها quot;للمعاملة المميزةquot; التي حصل عليها الفلسطينيون ابان حكم الرئيس السابق صدام حسين.

ووجهت منظمة العفو نداء الى الحكومة العراقية والتحالف لحماية هؤلاء الفلسطينيين quot;الذين يعيشون في وضع بالغ الهشاشةquot;، والى سوريا والاردن المجاورين لاستقبال اللاجئين الفارين من عمليات الاضطهاد والى المجموعة الدولية ولاسيما منها الولايات المتحدة وبريطانيا لتقديم مساعدة quot;فعالةquot; لاعادة اسكان هؤلاء اللاجئين.

لكن اوضاع الفلسطينيين شهدت بعض التحسن مؤخرا اثر تدخل الرئيس الفلسطيني لدى السلطات العراقية واجراء مباحثات على اعلى مستوى بين البلدين حول هذه القضية. وقدرت المفوضية العليا للاجئين عدد الفلسطينيين في العراق بحوالي 34 الفا في ايار(مايو) عام 2006 لكن عددهم لم يعد يتخطى 15 الفا في العراق ويعيش معظمهم في بغداد والموصل (شمال) والبصرة (جنوب).

ويقيم اكثر من 2100 فلسطيني من العراق في معسكرات مرتجلة قرب الحدود بين سوريا والعراق. معروف انه لم يقم اي مسؤول فلسطيني كبير بزيارة للعراق منذ الاطاحة بنظامه السابق عام 2003 لكن عباس ارسل في شباط (فبراير) عام 2007 موفدا الى بغداد بعدما ندد بquot;الجرائمquot; التي يتعرض لها اللاجئون الفلسطينيون في العراق.