واشنطن: نشرت صحيفة quot;كريستيان ساينس مونيتورquot; افتتاحية تحت عنوان laquo;أوباما يتودد إلى تركيا، فهل تبادله الود؟raquo;، أشارت فيها إلى أن الرئيس أوباما اختار تركيا لينهي بها أولى زياراته إلى الخارج، ولكن هذه ليست إشارة إلى قلة شأنها. بل إن أوباما في الواقع يرى في تلك الدولة ذات الأغلبية المسلمة شريكاً قوياً، وهي تستحق ذلك. وهذا لم يكن ممكناً في ظل الإدارة السابقة. فالافتتاحية ترى أن الرئيس جورج بوش لم يهده عقله ليعي أن تلك الدولة تلعب دوراً هاماً بإحدى أكثر بقاع العالم اضطراباً. العاهل الأردني يلتقي أوباما أواخر الشهر الحالي
ولكن الحرب الأميركية على العراق نفرت تركيا من الولايات المتحدة الأميركية. وتراجع الدعم الشعبي للولايات المتحدة الأميركية بتركيا إلى أدنى مستوياته مع استمرار الحرب الأميركية بالعراق. لكن الافتتاحية ترى أن تركيا أصبحت مستعدة للعمل بشكل أوثق مع الرئيس الأميركي باراك أوباما.
ويرجع ذلك جزئياً إلى أن الولايات المتحدة تستعد للانسحاب من العراق. كما ترى أيضاً أن الفوائد المُحتملة لتوثيق العلاقات التركية الأميركية هي فوائد هامة لكلا البلدين. فتركيا لاعب كبير بقضايا السياسة الخارجية التي تهم الولايات المتحدة الأميركية: العراق وإيران وإسرائيل والفلسطينيين وسوريا وأفغانستان. فتركيا في وضع يُتيح لها تقديم المساعدة المثالية للولايات المتحدة الأميركية بالمنطقة التي يغمرها الصراع. وفي الوقت نفسه، فإن الولايات المتحدة في موقع فريد لمساعدة تركيا على محاربة الارهابيين الذين يشنون هجمات على تركيا من شمال العراق. وقد سبق أن انتقدت أنقرة إدارة بوش لعدم اتخاذها اللازم في هذا الصدد. كما أن أوباما من الممكن أن يحث الاتحاد الأوروبي (المسيحي) للموافقة على عضوية تركيا (ذات الأغلبية المسلمة).
ولكن الافتتاحية ترى أنه يجب على تركيا أن تقطع على نفسها التزاماً بالإصلاحات الديمقراطية، فيما يتعلق بسيادة القانون وحقوق الأقليات الدينية، وفقاً لما أشار إليه أوباما. وبطبيعة الحال، فإن حُسن نوايا كل من الولايات المتحدة الأميركية وتركيا لن يضمن تحقيق نتائج إيجابية. ولكن من خلال زيارته لتركيا فإن الرئيس أوباما قرب الولايات المتحدة من إمكانية تحقيق تلك النتائج الايجابية.
التعليقات