بعد أربعة أشهر على تنحي المشهداني لوصفه النواب بالغجر
برلمان العراق بلا رئيس والكواليس تضج بالمرشحين
عبد الرحمن الماجدي- إيلاف:
استهل مجلس النواب العراقي فصله التشريعي الجديد اليوم الثلاثاء بالتصويت على عدد من القوانين المعدة سلفاً، ليصطدم بعقبة اختيار رئيس له بقيت عصية على الحل بسبب التناحر الحزبي بين الكتل السنية التي كانت تتكون منها جبهة التوافق التي اتفقت جميع المكونات السياسية على أن يكون من حصتها بعد تنحي الرئيس السابق محمود المشهداني الذي كان ينتمي إلى الجبهة ذاتها قبل تفككها عقب استقالته الاجبارية بسبب هجومه على أعضاء مجلس النواب العراقي حين وصف المجلس بـquot;مجلس الكاوليةquot; ويجب أن يكون رئيسه quot;كاولياً أيضاًquot; ما فتح عليه نيران قادة الكتل بمن فيهم زملاء له في جبهة التوافق فاجبر على تقديم استقالته قبل أربعة أشهر ليدخل المجلس في دوامة العثور على بديل توافقي.
وكان فوز مرشح الحزب الإسلامي أياد السامرائي محل جدل حول نسبة التصويت وتفسير عبارة الأغلبية المطلقة وإن كانت أغلبية الأعضاء الحاضرين أم أعضاء المجلس جميعاً.
فقد أكد الناطق باسم جبهة التوافق وعضو الحزب الاسلامي سايم الجبوري قبيل انتهاء الدورة الفصل التشريعي الماضي مع النائب اياد السامرائي: أنه وفقا لتفسير المحكمة الإتحادية العليا لعبارة ((الأغلبية المطلقة)) في كتابها الصادر بتاريخ 22/10/2007 بتفسير ((الأغلبية المطلقة)) بأنها ((أغلبية عدد الحاضرين في الجلسة بعد تحقق النصاب القانوني)) حسب نص القرار.
لكن وجود منافسين للحزب الاسلامي داخل وخارج جبهة التوافق الذين يتهمونه بالهيمنة على المناصب المخصصة للعرب السنة قلبت التحالفات وبات مرشحو الحزب مجبرين على ارضاء جميع الكتل أو الموافقة على مرشح بديل توافقي من خارج الحزب الاسلامي. خاصة بعد ارجاء المحكمة الاتحادية للبت في شكوى الحزب الاسلامي على تفسير الاغلبية المطلقة.
فقد صرح عضو الائتلاف الشيعي عن حزب الدعوة الاسلامي حسن السنيد اليوم أن جواب المحكمة الاتحادية لن يكون حاسما بشأن رئاسة المجلس، مشيرا الى أن قرارا صوت عليه مجلس النواب يمنع أياد السامرائي من الترشيح للمرة الثالثة. وعليه فقد برز من خلف الكواليس عدد من المرشحين مثل حاجم الحسني وعدنان الباجه جي من القائمة العراقية وطه اللهيبي ومحمد تميم وخليل جدوع عن جبهة الحوار الوطني وصالح المطلك من الجبهة العربية للحوار الوطني وعبد مطلك الجبوري من المستقلين إضافة إلى مرشح الحزب الاسلامي أسامة التكريتي بعد ان فقد أياد السامرائي فرصته في الترشح.
حيث يتوجب على واحد من هؤلاء أن يحظى بقبول جميع الكتل مع تراجع حظوظ مرشحي الحزب الاسلامي، فيتحتم على بقية المرشحين إما الانسحاب لزميل لهم أو انتظار ما يصوت عليه النواب في جلسة بعد غد الخميس، وهو أمر مستبعد بعد أن درجت كل قرارات البرلمان على التوافق بين الكتل واجتماعات زعمائها خلف أبواب موصدة. وسط تسريبات عن رجحان كفة حاجم الحسني من العراقية وطه اللهيبي من مجلس الحوار بزعامة خلف العليان الذي كان أول المنسحبين من جبهة التوافق بعيد تنحي زميله في المجلس محمود المشهداني معلنا اقترابه من خصوم الحزب الاسلامي بمن فيهم الائتلاف الشيعي الذي كان لايكف عن انتقاده.

يذكر أن النظام الداخلي لمجلس النواب العراقي ينص على انتخاب رئيس بديل للمجلس في الجلسة التي تعقب جلسة استقالة او تنحي او اقالة الرئيس السابق للمجلس وهو ما لم يحصل حتى الان منذ اكثر من أربعة أشهر.