بيروت: حذّر لبنان من تمادي إسرائيل في ضرب عرض الحائط بالقوانين الدولية والإستمرار في إزدراء قرارات الأمم المتحدة، لما لذلك من عواقب وخيمة على أرواح المدنيين وتهديد للسلام في الجنوب، وتعريض قوات الأمم المتحدة نفسها للخطر. وأدان مندوب لبنان الدائم، نواف سلام، مجدّداً في رسالتين موجّهتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة وإلى رئيس مجلس الأمن الممارسات الإسرائيلية في سماء لبنان وبرّه وبحره.هل يخسر حزب الله الانتخابات لتضامنه مع الجيش اللبناني؟
ووصف سلام بالتفصيل العواقب الإنسانية المؤلمة التي تصيب الأبرياء في الجنوب. فقال إنه في ٢٧ آذار الماضي quot;بُترت الساق اليسرى واليد اليمنى لطفل في العاشرة من عمره، اسمه محمد جمال عبد العال، على أثر انفجار قنبلة عنقودية بينما كان يلعب في أحد الحقول اﻟﻤﺠاورة لبيته في بلدة حلتا بالجنوب. ويقول محمد، وهو يتذكر اللحظات التي سبقت الانفجار، إنه خرج إلى أحد الحقول اﻟﻤﺠاورة لبيته للاستمتاع بالربيعquot;.
وقال جمال عبد العال quot;كنت أمشي بين أزهار الأقحوان الصفراء عندما سمعت دويّ انفجار وشعرت بجسدي يتمزق إرباًquot;. وبدأ يشعر بالألم في ساقه وكان ينزف من جميع أجزاء جسده. وقال للإعلاميين، quot;عندئذ استحال كل شيء إلى ظلام دامس. ولم أعد قادراً على اللعب من بعدquot;. وتضيف الرسالة في حادثة أخرى، quot;ومرة ثانية في آذار، فقد الفتى رياض الأحمد وعمره ١٦ سنة ساقه بسبب انفجار لغم أرضي إسرائيلي. وكان رياض يرعى أغنامه في حقل من حقول قرية الوزانيquot;.
وذكّرت رسالة البعثة اللبنانية بإلقاء إسرائيل 4 ملايين من القنابل بعد صدور قرار مجلس الأمن الدولي 1701 والكثير منها لم ينفجر عند الارتطام بالأرض quot;فأصبح في الواقع ألغاماً أرضية أثبتت أﻧﻬا تشكل خطراً فتاكاً على المدنيين الذين لا يتوجسّون خطراً. ولا تزال مساحة من الأرض تبلغ اثني عشر مليون متر مربع ملوثة بهاquot;. وأشار إلى تصريحات يان إيغلاند، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية السابق عندما قال quot;الأمر المروّع، بل ما أعتبره غير أخلاقي تماماً، أن نسبة ٩٠ في المئة من عمليات القصف بالقنابل العنقودية وقعت في الساعات الـ٧٢ الأخيرة من النزاع، عندما كنا نعلم بقرب صدور قرار، وكنا نعلم فعلاً بأن هناك ﻧﻬاية وشيكة لذلكquot;.
وأشارت الرسالة إلى أنه منذ وقف الأعمال القتالية، قُتل أو شُوّه ٣٣٧ شخصاً، منهم ٣٤ طفلاً، بسبب القنابل غير المنفجرة التي سقطت عشوائياً في مناطق مدنية. ويمضي خطاب لبنان مقدماً نماذج من الحالات المأسوية التي يتعرض لها سكان المنطقة الحدودية بالتذكير أنه في ١٩ آذار ٢٠٠٩، أصيب فؤاد موسى غناوي بجروح خطيرة عندما داس على قنبلة عنقودية إسرائيلية، توفي على أثرها وهو في طريقه إلى المستشفى.
ونبّه لبنان إلى خطورة استمرار استهتار إسرائيل المستمر لنداءات الأمين العام ونداءات مجلس الأمن التي تدعوها إلى تسليم البيانات والخرائط الدقيقة المتعلقة بالذخيرة العنقودية. ووصفه بأنه quot;يمثل تهديداً لقرار مجلس الأمن الدولي 1701، ويهدد يومياً حياة الشعب اللبناني، من مدنيين وعسكريين، وحياة أفراد قوة الأمم المتحدة المؤقتة، اليونيفيل في لبنان، ومنهم أفراد إزالة الألغام. كما يحول هذا الرفض دون الاستغلال الفعلي لأراض زراعية شاسعة في جنوب لبنانquot;.
وشدد على خطورة الأعمال التي تقوم ﺑﻬا إسرائيل التي quot;لا يمكن السكوت عنها وتُضاف إلى قائمة الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة لقرار مجلس الأمن 1701quot;، مشيراً إلى أعمال التحليق والتوغل اليومية انتهاكاً لسيادة لبنان، واحتلال الأراضي اللبنانية في الجزء الشمالي من قرية الغجر ومزارع شبعا وتلال كفر شوبا. وطالب مندوب لبنان بتعميم هذه الرسالة باعتبارها من وثائق الجمعية العامة في إطار البند ١٥ من جدول الأعمال، ومن وثائق مجلس الأمن.
التعليقات