دكار: تفتقر دول خليج غينيا بأفريقيا إلى القدرة على التعامل مع التهديدات المتزايدة من القرصنة والخطف بينما تقيد الولايات المتحدة وهي أحد المشترين الرئيسيين لنفط هذه الدول من جهودها لمساعدتها.
عدد ضخم من الصراعات المحلية وعصابات مسلحة تسليحا ثقيلا ودول ضعيفة على امتداد ساحل غرب ووسط افريقيا حولت خليج غينيا الذي سيوفر ربع النفط الذي تحتاجه الولايات المتحدة في غضون خمسة اعوام الى حقل ألغام.
وذكر مسؤولون تنفيذيون في قطاع النفط أن الهجمات التي يشنها مسلحون يعملون في الخلجان التي تحدها أشجار المنجروف الاستوائية بدلتا النيجر في نيجيريا أدت الى خفض انتاج البلاد من النفط بمقدار 20 في المئة عل الاقل ورفع التكلفة السنوية للامن المتصل بالخدمات النفطية هناك الى 3.5 مليار دولار.
لكن على مدار العام الماضي نقلت جماعات أخرى تعمل ايضا في البحر تكتيكاتهم وقدرتهم التسلحية الى أبعد من هذا حيث شنت هجمات على منصات للنفط وسفن وبنوك في الشوارع الرئيسية وحتى القصر الرئاسي لغينيا الاستوائية.
وقال فيليب دي بونتيت المحلل المتخصص في شؤون الشرق الاوسط وافريقيا بمجموعة يوراسيا لرويترز quot;وقائع الهجمات خارج المياه الاقليمية لنيجيريا خاصة الهجوم الغامض على مالابو أثارت الدهشة والمخاوف.quot;
وأضاف quot;هناك مخاوف كبيرة جدا في واشنطن وعواصم أخرى بشأن خليج غينيا.quot;
وتضم المنطقة نيجيريا وانجولا فضلا عن الجابون والكاميرون اكبر منتجين للنفط بافريقيا جنوب الصحراء الى جانب الكونجو والكونجو الديمقراطية وغينيا الاستوائية وهي دولة نفطية تطمح الى انتاج الغاز. ويتم تصدير النفط من تشاد وهي دولة داخلية من خلال هذا الخليج.
وأنتجت افريقيا جنوب الصحراء اكثر من تسعة ملايين برميل من النفط يوميا عام 2008 وتمثل دول خليج غينيا نحو خمسة ملايين من الاجمالي.
ويقول مجلس المخابرات القومي الاميركي ان المنطقة ستوفر 25 في المئة من النفط لاميركا بحلول عام 2015. وذكر المكتب البحري الدولي أن المياه الواقعة قبالة نيجيريا هي بالفعل ثاني اخطر مياه في العالم بعد الصومال.
وكما هو الحال في نيجيريا حيث يتهم مسلحون يزعمون أنهم يقاتلون من أجل الحصول على نصيب اكبر من الثروة النفطية بسرقة النفط وبيعه في السوق السوداء فان الخطوط الفاصلة بين الشكاوى السياسية والاعمال الاجرامية في الخليج غير واضحة.
وتشير هجمات عل بنوك في بنين والكاميرون وغينيا الاستوائية الى الجريمة المنظمة. وقال دبلوماسي quot;قد يطلقون على أنفسهم مقاتلون من أجل الحرية لكن هذا هراء. الامر يتعلق بالمال.quot;
وأضاف quot;انهم يتعلمون خدعا ويحصلون على أسلحة وفي بعض الحالات يختلطون مع الناس في الدلتا.quot;
وظهر مسلحون يزعمون أنهم يقاتلون ضد عودة شبه جزيرة باكاسي الغنية بالنفط الى الكاميرون من نيجيريا حيث أخذوا يخطفون عاملين في مجال النفط. ويتساءل محللون ايضا عم لماذا استهدف المسلحون الذين هاجموا مالابو في غينيا الاستوائية في فبراير شباط القصر الرئاسي بدلا من أهداف سهلة مثل البنوك.
وقال هانا كويب محلل شؤون غرب افريقيا بمؤسسة كونترول ريسكس لاستشارات المخاطر quot;انه مزيج معقد من العمليات. لا أعتقد أنه حاسم جدا بعد. لكن هذا الاعتقاد عن تهديد ممتد قائم بالتأكيد.quot;
وبعد أن راقبت أعمال العنف في نيجيريا من على الهامش تدرك الحكومات بالمنطقة التهديد جيدا.
وقال جابرييل اوبيانج ليما نائب وزير الطاقة بغينيا الاستوائية quot;اعتقدنا دوما أننا بعيدون للغاية عن الدلتا.quot;
واثر هجوم مالابو عززت الجابون حدودها.
ويقول دبلوماسيون ان الكاميرون استبدلت جنود الجيش النظامي في باكاسي بقوات خاصة تتلقى اوامرها من الرئيس مباشرة.
ودعت انجولا الرئيس الحالي للجنة خليج غينيا الى وضع آلية للامن الاقليمي للتعامل مع التهديدات المشتركة. وكثيرا ما يتحدث مسؤولون من نيجيريا والكاميرون الآن عن التعاون بشأن استراتيجيات مشتركة.
لكن التنسيق ليس سهلا في منطقة توجد بها نزاعات متأججة على النفط وترسيم الحدود.
وقال ليما quot;نبذل أقصى ما في وسعنا داخل غينيا الاستوائية. لكن معركتنا كبيرة للغاية... اذا لم نستطع أن نفعل هذا مع جيراننا فهذا لا يفيدquot; ملقيا باللوم على بنين والكاميرون لعدم تمتعهما بقدر اكبر من الصراحة بشأن الهجمات على اراضيهما.
وسمح ضعف الدول بالمنطقة لجماعات مغمورة تنفذ عملياتها في بعض الاحيان من سفن كتلك التي يستخدمها القراصنة الصوماليون بالتحرك بسهولة في مساحات شاسعة من المياه.
وقال كويب من مؤسسة كونترول ريسك quot;حتى اذا التزم الجيران الاقليميون بالتعاون مثلما زعموا سيكون من الصعوبة الشديدة بمكان القيام بهذا في ظل القدرات البحرية الحالية.quot;
وفي منطقة من المستعمرات البريطانية والفرنسية والاسبانية السابقة فان الولايات المتحدة هي أبرز المشاركين في الجهود لتعزيز القدرات المحلية اذ ان لها تواجدا دائما بسفن تدرب قوات الامن الخاصة.
ويقول بيتر فام الاستاذ بجامعة جيمس ماديسون في الولايات المتحدة ان هذا ليس غريبا حيث تمد المنطقة الولايات المتحدة بكم من النفط اكبر من ذلك الذي يمدها به الخليج.
وأضاف quot;على المدى الابعد ستصبح المنطقة ضروريةquot; مستشهدا بانتعاش الاقتصاد في نهاية المطاف وقلة النفط الجديد وعدم الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط والتهديد المستمر بنشوب صراع في السودان.
وتجوب السفينة الحربية الاميركية ناشفيل التي يبلغ وزنها 17 الف طن وعدد افراد طاقمها 400 فرد المنطقة وتستضيف دورات تدريبية تتناول موضوعات من حماية المنصات النفطية الى اطفاء الحرائق والقانون البحري وجمع معلومات المخابرات والقتال المتلاحم.
لكن في خليج غينيا تواجه الولايات المتحدة قضايا شائكة مثل السيادة خاصة بعد أن استقبلت خطط انشاء قاعدة عسكرية في افريقيا بترحيب فاتر.
وقال دي بونتيت من مجموعة يوراسيا quot;الولايات المتحدة حذرة فيما يتعلق ببصمتها العسكرية حتى في المياه الواقعة قبالة افريقيا... لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين