تمديد لجنة تقصي الحقائق بكركوك وسط شكوك بإنجاز مهمتها
ثلاث جولات لإنتخاب رئيس البرلمان والسامرائي المرشح الأقوى

إيلاف من بغداد: باشرت الكتل السياسية في مجلس النواب العراقي إتصالات للإتفاق على مرشحين لإنتخاب أحدهم رئيسًا للمجلس في آخر موعد لهذه المهمة حدد لها بعد غد الاحد، حيث تم الاتفاق على اجراء ثلاث جولات للتصويت يتوقع ان يتنافس فيها أربعة متقدمين يبدو أن مرشح جبهة التوافق السنية اياد السامرائي الاقوى بينهم للفوز بالمنصب الشاغر منذ اربعة اشهر... فيما وافق المجلس بالغالبية المطلقة على تمديد عمل لجنة تقصي الحقائق في مدينة كركوك الشمالية الغنية بالنفط لمدة 60 يومًا بعد انتهاء الفترة المحددة لانهاء عملها نهاية الشهر الماضي وسط شكوك بانجاز اللجنة لمهامها خلال فترة التمديد هذه.

وابلغ مصدر نيابي quot;ايلافquot; اليوم ان الكتل السياسية باشرت اتصالات مكثفة للاتفاق على مرشحين لرئاسة مجلس النواب سيتنافسون على المنصب خلال عملية التصويت التي حدد موعد نهائي لها بعد غد الاحد من خلال آلية جديدة لذلك. واشار النائب قاسم داود رئيس اللجنة المشكلة من الكتل النيابية في المجلس لوضع آلية انتخاب رئيس جديد لمجلس النواب الى فتح باب الترشيح للمنصب، على ان يجري الإنتخاب على ثلاث جولات الأولى بين جميع المرشحين، واذا حصل احدهم على 138 صوتًا (اي ثلثي عدد النواب البالغ 275 عضوًا) سينال المنصب وان لم يحصل احدهم على ذلك ستجرى الجولة الثانية بين المرشحين اللذين حصلا على اكثر الأصوات وفي حال عدم حصول احدهما ايضًا على 138صوتًا ستجرى جولة ثالثة اخيرة للإقتراع على المرشح الذي حصل على أكثر الأصوات لمعرفة ما اذا سيحصل على 138 صوتًا المطلوبة ام لا.

وقد اعترض النائب خلف العليان رئيس مجلس الحوار المنسحب من جبهة التوافق على عدم احقية الترشيح لمن لم يفز بالإنتخابات السابقة لرئاسة البرلمان في اشارة الى السامرائي. وقال ان مجلس الحوار قدم ثلاثة مرشحين للمنصب هم مصطفى الهيتي ومحمد تميم وطه اللهيبي. واوضح أن واحدًا منهم سوف يتم تقديمه للتصويت عليه، ولكن بعد مشاورات مع بقية الكتل السياسية لكي يتم الوصول الى مرشح واحد فقط من هؤلاء الثلاثة.

ومن جانبه، نفى القيادي في حزب الدعوة والنائب علي الاديب ان يكون الحزب قد قدم اي مرشح لشغل منصب رئاسة البرلمان، معتبرًا ان هذا المنصب هو من احقية المكون السني سواء من داخل جبهة التوافق او من بقية الكتل السنية داخل البرلمان. وعن احقية السامرائي للترشيح مرة اخرى اشار الاديب الى انه بحسب الاتفاق المبرم سابقًا بين المكونات السياسية فإنه لا يجوز ترشيح السامرائي مرة اخرى.

وتوقع المصدر النيابي ان يفوز السامرائي برئاسة مجلس النواب نتيجة التحالفات التي عقدها الحزب الاسلامي الذي ينتمي اليه مع التحالف الكردستاني والمجلس الأعلى الاسلامي مما يحقق له الحصول على الاغلبية المطلوبة لتولي الرئاسة.

شكوك في اتمام لجنة تقصي الحقائق بكركوك لمهمتها برغم التمديد

ابدى سياسيون عراقيون شكوكًا في امكان انجاز لجنة تقصي الحقائق في مدينة كركوك الشمالية الغنية بالنفط لمهامها خلال فترة الستين يوما التي مدد لها مجلس النواب امس لعملها. فقد وافق المجلس على تمديد عمل اللجنة بعد ان قدمت تقريرًا اشارت فيه الى أنها وعلى الرغم من عقدها عدة إجتماعات لم تنهِ أعمالها، وذلك quot;لأسباب خارجة عن ارادتهاquot; علما انها درست كافة الملفات المتعلقة بعملها منها تقاسم السلطات السياسية والوظائف الإدارية كما قالت.. وبعد عرض الطلب وافق المجلس على تمديد عمل اللجنة. وقد عرض النائب المسييحي يونادم كنا طلب اللجنة بتمديد عملها لشهرين اخرين حيث ستقوم وبالتسيق مع اللجنة القانونية النيابية بتغيير قانون تمديد عملها ليتسنى لها استئناف مهامها من جديد قانونيا.

لكن مسؤول الجبهة التركمانية العراقية في بغداد quot;آيدن أقصوquot; عبر في حديث مع quot;إيلافquot; عن اعتقاده بأن هذا التمديد لن يكفي اللجنة لانجاز كامل مهمتها. واوضح ان سبب ذلك يعود الى ان النوايا الحسنة غير متوفرة والبعد الانساني للقضية صفر في المئة والبعد السياسي مئة في المئة، اضافة الى المطامع الموجودة بثروات المدينة واراضيها. واشار الى ان اللجنة قد فتحت ثلاثة ملفات للنقاش تتعلق بتقاسم السلطات والانتخابات في المحافظة وسجل الناخبين والتجاوزات حيث نوقش الملفان الاول والثاني بشكل مستفيض واستمعت اللجنة الى وجهات نظر مكونات كركوك المشاركة في اللجنة الذين تقدموا بمقترحات مكتوبة دونت ضمن عملها لبحثها خلال فترة التمديد هذه.

وكانت هذه اللجنة قد منحت صلاحية مراجعة وتدقيق جميع البيانات والسجلات المتعلقة بالوضع السكاني في المحافظة بما فيها سجل الناخبين ومن ثم تحقيق تقاسم للسلطة بين مكوناتها على أن تقدم اللجنة تقريراً نهائياً بأعمالها في موعد أقصاه 31 آذار(مارس) الماضي، لكن هذه الفترة انقضت ولم تتمكن اللجنة من انهاء مهمتها.

وينظر الاكراد إلى كركوك الغنية بالنفط باعتبارها عاصمتهم القديمة ويريدون ضمها الى منطقتهم شبه المستقلة في شمال العراق وهو ما يرفضه العرب والتركمان في المدينة. ويقول مسؤولون أميركيون إن النزاع بين العرب والاكراد بشأن الارض والنفط تجاوز التوتر الطائفي ليصبح هو الخطر الرئيس على استقرار العراق مستقبلاً. وبلغت حساسية القضية حدا اضطر معه المسؤولون العراقيون الى استثناء كركوك من انتخابات المحافظات التي أجريت في 31 كانون الثاني (يناير) الماضي لان أعضاء البرلمان المتنافسون لم يتمكنوا من الاتفاق بشأن كيفية اجرائها هناك.

وكانت اللجنة قدباشرت عملها في الثاني من شباط (فبراير) الماضي لتقصي الحقائق في المحافظة وهي تضم نوابا يمثلون مكونات كركوك من التركمان والاكراد والعرب والمسيحيين هم : محمد تميم رئيسا وعضوية خالد شواني ومحمد امين وعمر الجبوري وسعد الدين اركيج ويونادم كنا ومحمد مهدي البياتي.