كركوك: قُتل 61 شخصاً وجُرح 75 في انفجار نفذه مهاجم انتحاري بمدينة كركوك العراقية الخميس، وفق ما أكدته مصادر أمنية، قالت إن العملية استهدفت مطعماً مزدحما بالزبائن في ساعة الذروة شمالي المدينة. وأشارت معلومات أولية غير مؤكدة أن الانتحاري قاد سيارته إلى مكان يقع بالقرب من موقع الحادث، ثم غادرها ودخل المطعم حيث فجّر سترة مفخخة كان يرتديها، في حين أبدى مسؤولون خشيتهم من وجود أطفال بين الضحايا، إذ أن المطعم يضم ساحة مخصصة للهوهم.

وقال قائد شرطة كركوك سرهاد قادير ان المطعم يقع على بعد نحو اربعة كيلومترات من المدينة. ويقع المطعم على الطريق الى اربيل، ويرتاده الكثير من المسؤولين في اقليم كردستان العراق. يذكر ان كركوك، الغنية بحقول النفط، تعيش حالة من الاحتقان بين مختلف الاعراق التي تعيش بها، ومن بينهم العرب والاكراد والتركمان.

وقال معاون قائد شرطة كركوك اللواء تورهان يوسف ان quot; خمسة واربعين شخصا على الاقل قتلوا واصيب 93 اخرون عندما فجر انتحاري يرتدي حزاما ناسفا نفسه وسط مطعم شمال كركوك على الطريق باتجاه اربيلquot;. واضاف ان ثلاثين جريحا في حالة حرجة. وكان يوسف اعلن في السابق مقتل ثلاثين شخصا وجرح حوالى ثمانين. وياتي التفجير في رابع ايام عطلة عيد الاضحى التي تنتهي الخميس.

من جهته، قال العقيد راغب العميري، من مركز قيادة عمليات محافظة ديالى، إن بين الجرحى أربعة من رجال الشرطة وثمانية من عناصر quot;الصحوةquot; المكونة من عشائر عربية معادية لتنظيم القاعدة، إلى جانب اثنين من الصحفيين المحليين. وتعرضت مدينة بعقوبة لهجوم آخر السبت، استهدف بدوره مقهاً مزدحماً، حيث جُرح 19 شخصاً بانفجار عبوة، وفقاً لما نقلته مصادر أمنية بمحافظة ديالى.ويقصد المقهى بشكل رئيسي عناصر مجموعات مسلحة معادية للقاعدة، وقد سقط من 17 جريحاً بين أفراد هذه المجموعات. وفي ذلك اليوم أيضاً، تعرض مدينة كركوك لهجوم، حيث فجّر انتحاري سيارة مفخخة كان يقودها قرب أكاديمية للشرطة في المدينة، ما أسفر عن مقتل شرطي وجرح سبعة، إلى جانب ثلاثة مدنيين.

ويسعى الاكراد الى الحاق كركوك بادارة اقليم كردستان، فيما يطالب سكان المدينة من العرب والتركمان ببقاء المدينة تحت سيطرة الحكومة المركزية في بغداد. وكان هجوم انتحاري على تجمع سياسي كردي في كركوك في شهر يوليه/جزيران 2008 ادى الى مقتل 25 فردا على الاقل. وعقب الهجوم تم احراق المركز الرئيسي للحزب التركماني في المدينة.

ويأتي الهجوم في عيد الأضحى، حيث تزدحم المحال والحدائق والمطاعم العراقية بالزوار، إلى جانب أن المطعم المستهدف يقع في شارع رئيسي مزدحم يصل بين كركوك ومدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق. يذكر أن مدينة كركوك كانت دائماً بؤرة للتوتر بين مختلف الإثنيات والطوائف العراقية، وخاصة بين العرب والتركمان والأكراد، وذلك بسبب الخلاف على هويتها، ومطالبة الأكراد بإلحاقها بإقليمهم، إلى جانب أنها تمتلك مخزوناً هائلاً من النفط. ويعتبر هذا الهجوم الحادث الأمني الأخطر في العراق منذ الأحد، عندما قُتل قائم مقام مدينة بعقوبة بانفجار عبوة ناسفة كانت مزروعة على الطريق في سوق شعبية بالمدينة، وفق ما أكدته الشرطة العراقية التي قالت إن الهجوم أسفر أيضاًَ عن جرح 35 شخصاً. ووقع الانفجار عندما كان القائم مقام يجول في السوق لتفقده قبل عطلة عيد الأضحى.