أسامة مهدي من لندن : في أول موقف واضح وعلني للمرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني من مصير محافظة كركوك الشمالية الغنية بالنفط اكد ممثل له في خطبة الجمعة بمدينة كربلاء اليوم رفض استئثار مكون واحد بالسلطة في المحفظة او فرض واقع جديد قد يؤدي الى أزمة مشددا على انها عراق مصغر ولابد من الحفاظ على مصالح جميع مكوناتها من الاكراد والتركمان والعرب والتوصل الى حل قضيتها بالتوافق الوطني بينما توصل نائب رئيس اقليم كردستان كوسرت رسول مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في بغداد اليوم الى حل وسط للخلاف بين القوات العراقية والبيشمركة الكردية التي ترفض الانسحاب من مناطق متنازع عليها في محافظة ديالى شمال شرق العاصمة .
وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال خطبة الجمعة في كربلاء (110 كم جنوب غرب بغداد) اليوم ان بعض وسائل الإعلام تنشر احيانا اقوالا لما تسميها بمصادر مقربة من مكتب آية الله السيد علي السيستاني بأن رأي المرجعية الدينية العليا كذا وكذا لكن مثل هذه الأخبار لا يمكن التعويل عليها والركون إليها quot;حيث أن قضية كركوك لا بد أن تأخذ بالاعتبار ضرورة التوصل إلى توافق وطني لحلها، فهذه المدينة عبارة عن عراق مصغر وهناك أكراد وعرب وتركمان ومسيحيون وغيرهم ولا بد من الحفاظ على حقوق جميع هذه المكونات ولا يتحقق ذلك إلا بالتوافق الوطني كما انه ليس من الصحيح محاولة البعض الاستئثار بالسلطة أو محاولة فرض واقع جديد قد يؤدي إلى وقوع أزمة وأملنا من الجميع مراعاة المصالح لجميع سكان كركوك وعدم غمط حق أي مكون من هذه المكوناتquot; كما نقل عنه موقع quot;نونquot; من كربلاء . معروف ان الاكراد يطالبون بضم كركوك الى اقليم كردستان الذي يحكمونه منذ العام 1991 لكن تركمان وعرب المحافظة يرفضون ذلك ويطالبون ببقائها مستقلة او جعلها اقليما لوحده .
وكان مجلس النواب العراقي صادق في الثاني والعشرين من الشهر الماضي على قانون انتخابات مجالس المحافظات والأقضية والنواحي بأغلبية 127 نائبا من أصل 140 حضروا جلسة المجلس التي شهدت انسحاب كتلة التحالف الكردستاني منها احتجاجا على تحويل التصويت إلى سري على المادة 24 من القانون الخاصة بكركوك في حين كان التصويت على باقي مواد القانون علنيا.
ونقض مجلس رئاسة الجمهورية القانون بعد يوم واحد من إقراره وأعاده إلى مجلس النواب لتعديله والتصويت عليه من جديد بعد الاتفاق على تغيير مضمون المادة 24 التي يرفضها الاكراد لكن المجلس فشل في ذلك وقام بترحيل المشكلة الى الفصل التشريعي الجديد له والذي يبدأ في التاسع من الشهر المقبل وسط خلافات كبيرة بين الكتل السياسية.
ودعا الكربلائي الى ادامة زخم العمليات الأمنية لتكون شاملة وعدم إتاحة الفرصة للإرهابيين للعودة إلى المناطق التي كانت آمنة لهم في الماضي . وقال quot;لا بد للقوات الأمنية من أن تضع تقييما وتدرس نتائج الخطط التي وضعتها والإخفاقات التي واجهتها وأملنا كبير بالقوات الأمنية في تحقيق كل ذلك لأنهم نجحوا في الكثير من المناطق ونحن ندعو إلى تضافر الجهود من قبل المواطنين والمسؤولين والقوات الأمنية لفرض الأمن والاستقرار في جميع مناطق العراقquot; .
وشدد على ان التعايش السلمي الذي ينشده جميع العراقيين لا يمكن حصوله إلا برفض الإرهاب فكرا ونهجا وأشخاصا .. ودعا الى عدم ايواء الارهابيين او مؤازرتهم او تسهيل الأمور لهم .
وناشد افراد الأجهزة الأمنية أن يراعوا امن مئات الالاف من الزائرين الذي يتوجهون منذ ايام الى مدينة كربلاء لاحياء مراسم زيارة النصف من شعبان ذكرى ميلاد المهدي الامام الثاني عشر لدى المسلمين الشيعة والتي تصل ذروتها الاحد المقبل وسط اجراءات امنية مشددة حشدت لها السلطات 40 الف عسكري من اجل ان تمر بسلام ودون اعمال ارهابية تستهدف الزائرين الذين يتوقع ان يزيد عددهم على المليونين
المالكي ونائب بارزاني يبحثان خلاف الجيش والبيشمركة
بحث كوسرت رسول علي نائب اقليم كردستان نائب زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني الرئيس العراقي جلال طالباني مع رئيس الوزراء نوري المالكي في بغداد اليوم الخلاف بين القوات العراقية والبيشمركة الكردية التي ترفض الانسحاب من مناطق متنازع عليها في محافظة ديالى شمال شرق العاصمة .
ووصل علي الى العاصمة صباح اليوم على رأس وفد يضم فاضل ميراني سكرتير المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني وبعض القيادات الكردية للتباحث حول بعض المسائل العالقة مع الحكومة العراقية وفي مقدمتها التوتر الناشب حاليا بين الجيش العراقي وقوات البيشمركة الكردية في العديد من المناطق المشتركة.
وجرى خلال المباحثات التي شارك فيها نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي العلاقة بين وزارة الدفاع العراقية وقوات البيشمركة بعد إمهال الجيش العراقي قوات البيشمركة المتواجدة في ناحية قره تبة التابعة لقضاء خانقين ضمن محافظة ديالى مدة 24 ساعة للخروج من الناحية .
ولم يعلن بعد النتائج التي توصلت اليها مباحثات الوفد الكردي مع المالكي وفيما اذا تم حل الاشكالات التي حصلت الاسبوع الماضي بين الجيش والبيشمركة .
وكانت القيادة الكردية قررت أمس ارسال الوفد الى بغداد لعقد مباحثات مع المالكي وذلك اثر اجتماع لقيادة الحزبين الكرديين الرئيسيين الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي ترأسه في مدينة اربيل عاصمة الاقليم (220 كم شمال بغداد) رئيس وزراء حكومة الاقليم نيجيرفان بارزاني ونائب رئيس الاقليم كوسرت رسول علي.
وقد بحثت قيادتا الحزبين الكرديين مشكلة مناطق خانقين وقرة تبة بمحافظة ديالى فيما يخص حملة الجيش العراقي ضد المسلحين هناك وقال بيان رسمي عقب الاجتماع quot;إن حكومة إقليم كردستان تؤكد أن شعب كردستان كان ولا يزال قبل سقوط النظام البائد وفي الوقت الراهن ضحية للإرهاب وأن حكومة إلاقليم واجهت الإرهابيين في أرجاء العراق بلا هوادة وخاصة في محافظات الموصل وكركوك وديالى وهذا قبل أن تتشكل القوات العراقية وتقوم بتحركات عسكرية وفي الوقت الراهن حيث تمكن الجيش العراقي لحسن الحظ من إحراز نجاحات ملموسة على مستوى العراق فقد جاء الدور على محافظة ديالى... ويدرك الجميع الدور المؤثر الذي لعبته قوات البيشمركة والشرطة والآسايش وتنظيمات التحالف الكردستاني في مواجهة الإرهابيين وحماية المواطنين في هذه المحافظة من أجل أن يتم إحراز النصر النهائي على الإرهابيينquot;.
واضاف الحزبان انه لذلك فإن من الضروري أن يراعي رئيس وزراء العراق نوري المالكي ووزارة الدفاع خصوصية المنطقة والمناطق المتنازع عليها والخدمة الملموسة لحكومة الإقليم وقوات البيشمركة كجزء من الجيش العراقي في هذه المناطقquot;. وقالا انه quot;من المؤسف فقد واجهتنا هذه الايام بعض الحوادث خلافًا لتلك الحقائق ومن أجل إيجاد الحلول لكافة القضايا والإنتصار التام على الإرهابيينquot; .
وكان العميد ناظم كركوكي قائد اللواء (34) لقوات البيشمركة في منطقة كرميان قد اشار الى ان قوات الجيش العراقي قد انسحبت من منطقة قرتبة. وقال quot;لم يتضح بعد السبب في إنسحاب تلك القوات أو إلى أين ذهبت؟quot; ، وأردف: quot;إتضح لنا أن قدوم الجيش العراقي إلى المنطقة لم تكن له صلة بالمسألة الأمنية بل كان وراءها غايات سياسيةquot; . وأوضح أن quot;عددًا من المسؤولين العراقيين الكبار قاموا بزيارة قرتبة ودعوا البيشمركة إلى إخلاء المنطقةquot; .. لكنه أكد أن المسؤولين في قوات البيشمركة قد أبلغوا الوفد أن إنسحابهم ليس ضمن صلاحياتهم بل ضمن صلاحيات حكومة الإقليم.
وجاء الاعلان الكردي لرفض سحب قوات البيشمركة من المناطق المتنازع عليها في محافظة ديالى متناقضا مع اعلان الناطق بأسم وزارة الدفاع العراقية اللواء محمد العسكري الاربعاء الماضي بأن قوات البيشمركة وافقت على سحب قطعاتها من منطقة خانقين استعدادا لانسحابها من جميع مناطق محافظة ديالى على خلفية اتفاق جرى بين حكومتي المركز في بغداد والاقليم في اربيل . وأضاف أن quot;الدستور ينص على عدم تواجد قوات البيشمركة خارج إقليم كردستانquot; .. مشيرًا الى ان محافظة ديالى تقع تحت سيطرة الحكومة المركزية. وقال أن اللواء الرابع من الفرقة الاولى للجيش العراقي في طريقه للتمركز في خانقين بدلا من قوات البيشمركة . ويقع قضاء خانقين على مسافة 155كم شمال شرق مدينة بعقوبة التي تقع بدورها على مسافة 65 كم شمال شرق العاصمة بغداد.
وتأتي هذه التطورات بعد قيام وفد عسكري عراقي رفيع المستوى بتفقد ناحية قرة تبة بمحافظة ديالى حاملا رسالة من رئيس الوزراء نوري المالكي يطلب فيها سحب قوات البيشمركة من مناطق في المحافظة يطالب الاكراد بضمها الى اقليم كردستان الذي يحكمونه منذ عام 1991. وقال سيروان شكر مدير ناحية قرة تبة ان الوفد سلمه رسالة من المالكي تضمنت قرارًا بسحب قوات البيشمركة من المناطق التي تنتشر فيها بمحافظة ديالى. وقد قرر المالكي القائد العام للقوات المسلحة ان يتمركز اللواء الرابع التابع للفرقة الاولى في الجيش العراقي في مكان اللواء 34 للبيشمركة التي انتشرفي المنطقة منذ بدء عملية quot;بشائر الخيرquot; العسكرية الواسعة في المحافظة قبل اسبوعين مستهدفة مسلحي القاعدة والخارجين على القانون وافراد عصابات الجريمة المنظمة . لكن محمود سنكاوي ممثل الرئيس جلال طالباني زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني في قيادة قوات البيشمركة أكد قائلا quot;لحين صدور بيان من رئاسة اقليم كردستان فلن تترك قوات البيشمركة اماكنها في هذه المنطقةquot;.
يذكر ان ناحية قره تبة التي تسكنها غالبية من التركمان الشيعة هي إحدى المناطق التابعة الى محافظة ديالى حاليا بعد ان فصلها النظام السابق عن محافظة كركوك . وكان مدير ناحيتها قال مؤخرًا ان سكان المدينة بكل يطالبون مكوناتهم quot;بعودة ناحيتهم كما كانت ضمن حدود الاقليمquot; .
ويدخل قرار المالكي هذا ورفض قيادة البيشمركة ضمن صراع خفي بين سلطات اقليم كردستان والحكومة المركزية للسيطرة على بعض المناطق المتنازع عليها ويطالب الاكراد بضمها الى اقليم كردستان.
ويتبع قضاء خانقين الذي كانت قوات البيشمركة قد انتشرت فيه محافظة ديالى إلا أن حكومة إقليم كردستان أصدرت قرارا في شهر شباط (فبراير) الماضي بتشكيل إدارة تتبع حكومة الإقليم من الناحية الإدارية وتعتبر بمثابة محافظة وتضم أقضية خانقين وكفري وكلار وجمجمال وهي من المناطق المناطق المتنازع عليها بين الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان وينتظر حل النزاع بشأنها من خلال تطبيق المادة الدستورية 140 التي تنص على ان مشكلة المناطق المتنازع عليها وأبرزها محافظة كركوك الشمالية الغنية بالنفط تعالج على ثلاث مراحل وهي التطبيع ثم إجراء إحصاء سكاني يعقبه استفتاء بين السكان على مصير المناطق الأمر لتقرير ما إذا كانت كركوك ستبقى محافظة مستقلة أو تنضم إلى إقليم كردستان.
وكان مدير ناحية جلولاء التابعة لقضاء خانقين قال الثلاثاء الماضي أن دخول قوات الجيش العراقي إلى بعض المناطق التابعة إداريا للقضاء في إطار عملية quot;بشائر الخيرquot; قد ولد حالة من التوتر بينها وبين قوات البيشمركة الكردية محذرًا من إمكانية تفجر الموقف بين الطرفين في أي لحظة. وتتبع قوات البيشمركة الحزبين الكرديين الرئيسيين وقد تم دمج هذه القوات عقب دخول القوات متعددة الجنسيات إلى العراق عام 2003 وأطلقت عليها تسمية quot;قوات حراسة الإقليمquot; ويبلغ تعداد افرادها حوالي مائة الف مسلح تم الاتفاق مؤخرا على تشكيل فرقتين عسكريتين منها تضم 30 الفًا على ان تلحقا بالجيش العراقي النظامي.
التعليقات