جنيف: تبدأ يوم الاثنين اعمال مؤتمر للامم المتحدة بشأن العنصرية قاطعته الولايات المتحدة وكثيرون من حلفائها سيلقي خلاله الرئيس الايراني الذي ينظر اليه ايضا الغرب بشك كلمة ستكون محور الاهتمام.
ومن بين الدول التي تجنبت القمة استراليا وكندا والمانيا وهولندا وبولندا وايطاليا بسبب مخاوف من أنها ستكون منبرا لما اسماه الرئيس الاميركي باراك أوباما خصومة quot;زائفة وغير مثمرةquot; تجاه اسرائيل.
ويعد محمود أحمدي نجاد رئيس الدولة الرئيسية الوحيد الذي قبل دعوة الامم المتحدة للمشاركة في اجتماع quot;دربان2quot; في جنيف والذي سيلقي خلاله ايضا الامين العام للامم المتحدة بان جي مون خطابا يوم الاثنين.
وسترسل بريطانيا وجمهورية التشيك سفيري البلدين في جنيف دون ارسال مسؤولين بارزين.
وقد يلقي خطاب الزعيم الايراني الذي سيتزامن مع ذكرى المحرقة النازية بظلاله على القمة التي تريدها الامم المتحدة ان تتركز على تخفيف التوترات العرقية والعنصرية التي تهدد العمال المهاجرين والاقليات.
وكان أحمدي نجاد قد قال من قبل انه يجب quot;محو اسرائيل من على الخريطةquot; وشكك في حدوث المحرقة النازية.
وقال مسؤول عن أحمدي نجاد quot;سجله لا يجعلنا نشعر بالارتياح لما قد يقوله في ظل ما قاله من قبل ازاء المحرقة واسرائيل ومعاداة السامية.quot;
واضاف quot;نحن لا نتخلف عادة عن مؤتمرات الامم المتحدة ونفضل تجنب القيام بذلك. ولكن هذا لا يعني انه لا توجد خطوط حمراء اذا اخترقت ستحثنا على اتخاذ اجراء.quot;
وانسحبت الولايات المتحدة واسرائيل من قمة الامم المتحدة حول العنصرية التي عقدت في دربان بجنوب افريقيا في 2001 عندما حاولت الدول العربية توصيف الصهيونية بأنها عنصرية.
وقد اثبتت فقرة تمهيدية quot;تؤكد مجدداquot; لغة اعلان اجتماع 2001 الذي خص اسرائيل بالتدقيق انها الاكثر اثارة للجدل خلال الاعداد لقمة جنيف.
وقال الرئيس الاميركي باراك اوباما في مؤتمر صحفي بعد قمة الاميركتين التي عقدت في ترينيداد وتوباجو ان واشنطن تريد quot; سجلا ناصعاquot; قبل معالجة قضايا العرق والتمييز العنصري في الامم المتحدة.
وقال في تفسير للموقف الاميركي quot;اذا كانت لدينا بداية ناصعة بداية جيدة فانه يسعدنا الذهاب.quot; واضاف quot;اذا كنتم تدمجون مؤتمرا سابقا لم نشارك فيه والذي اثار مجموعة كاملة من البنود المثيرة للاعتراض فحينئذ لن نستطيع المشاركة.quot;
وشجبت هيومان رايتس ووتش وهي منظمة شاملة تضم 300 جماعة ناشطة قرار واشنطن بمقاطعة القمة بعد ثلاثة أشهر من تولي أوباما الرئاسة كأول رئيس أميركي من أصل افريقي.
وقالت ان انتخابه quot;لا يغلق فصلا حول العنصرية في الولايات المتحدة. انه لا ينهي التعهد الاميركي بتحدي العنصرية عالميا. على النقيض فان العالم يتطلع الى ان تتولى ادارة اوباما دورا رائدا في هذا النضال من أجل العدالة العنصرية وحقوق الانسان.quot;
ونأت الولايات المتحدة بنفسها بشكل كبير عن المفاوضات بشأن نص جنيف في حين شاركت دول الاتحاد الاوروبي الا انها ابدت تحفظات شاملة. وقال نشطاء حقوق الانسان ان غياب الدبلوماسيين الغربيين في اجتماع هذا الاسبوع يفتح امكانية تجديد او عدم تبني الوثيقة.
وتعد المشاركة الضعيفة في القمة صفعة لمفوضة الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان نافي بيلاي التي أكدت ان وجود مشاركة كبيرة في جنيف أحد اهم اهداف منصبها الذي تولته بعد الكندية لويرز اربور العام الماضي.
وقد تعوق ايضا جهود الامم المتحدة المستقبلية للتصدي لقضايا حساسة مثل الجنس والعرق والدين وهي قضايا حذرت بيلاي من ان تجاهلها قد يثير العنف.
وبرغم ذلك وصف البابا بنديكت الاجتماع بانه quot;مبادرة هامةquot; وقال ان مكافحة التعصب تحتاج الى quot;اجراء حازم وملموس على المستويين الوطني والدولي.quot;
وقال البابا بعد عظته الاسبوعية يوم الاحد quot;ادعو كل الوفود في مؤتمر جنيف باخلاص ان تعمل معا بروح من الحوار والقبول المتبادل من اجل وضع حد لكل اشكال العنصرية والتمييز والتعصب.quot;