مقاطعات وخروج عشرات الوفود إحتجاجا على كلمة الرئيس الايراني
كوشنير: مؤتمر دوربان quot;بداية نجاحquot; والفشل لأحمدي نجاد

الرئيس الإيراني: أنصار الليبرالية يشكلون الأقلية


HRW تطالب الأوروبيين المنسحبين من دوربان 2 بالعودة

الصحف الإسرائيلية تنتقد منح أحمدي نجاد quot;شرفquot; إفتتاح مؤتمر دوربان

عواصم، وكالات: تتوالى ردود الأفعال على كلمة الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، أمام مؤتمر المراجعة الخاص بمؤتمر دوربان لمكافحة العنصرية، التي انتقد فيها إسرائيل بأنها التجسيد الحقيقي للعنصرية والدول الغربية لاعتمادها المعايير المزدوجة تجاه حقوق الإنسان. وشهدت كلمة الرئيس الإيراني مقاطعات وخروج عشرات الوفود، تحديداً الأوروبية، احتجاجاً. واعترض محتجان، على الأقل، أحمدي نجاد قبيل بدء كلمته، بالهتاف: quot; أنت عنصري .quot; وتساءل أحمدي نجاد عن الأسباب الجوهرية للهجوم الأميركي على العراق أو غزو أفغانستان قائلا : quot; هل كان الدافع وراء غزو العراق أي شيء غير غطرسة الإدارة الأميركية والضغوط المستمرة للقوى لكي تزيد من نفوذها والسعي للقضاء على بلد ذو ثقافة عريقة من خلال استغلال المصادر الطبيعية للعراق .quot; هذا وقد أبدت مفوضة المفوضية العليا لحقوق الإنسان، نافي بيلاي، quot; صدمتها وحزنها من كافة ما أدلى به أحمدي نجاد .quot;

ويشار إلى أن المفوضية الأوروبية كانت أعربت صباح اليوم عن خشيتها من تحول هذا المؤتمر إلى منبر لتوجيه الاتهامات للدول والأديان، مهددة ، بصفتها عضو مراقب، بإمكانية انسحاب الوفود الأوروبية المشاركة في حال سماع كلام يحرض على التطرف والكراهية.

وكانت معظم الدول الغربية منها: إيطاليا، وألمانيا، وأستراليا، وكندا، وهولندا، ونيوزلندا، وهولندا، والسويد، وإسرائيل إلى جانب الولايات المتحدة، قد قاطعت المؤتمر. وبررت تلك الدول مقاطعتها بسبب تضمين الوثيقة الختامية للمؤتمر ما اعتبرته تلك الدول انتقاداً لإسرائيل، بعد حملتها العسكرية الأخيرة على قطاع غزة.

كوشنير: مؤتمر دوربان quot;بداية نجاحquot; والفشل لأحمدي نجاد

واعتبر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير اليوم أن مؤتمر quot;دوربان2quot; لمكافحة العنصرية الذي بدأ أعماله أمس في جنيف quot;ليس فشلاُ بل بداية نجاحquot;، مؤكدا أن باريس ستعود إلى المؤتمر بعد أن غادرت القاعة أمس احتجاجا على خطاب الرئيس الإيراني محمود، واعتبر أن الحوار صعب مع إيران التي تسعى لتصنيع قنبلة نووية.

وأوضح كوشنير أن فرنسا quot;غادرت القاعة مع بقية الوفود الأوروبية لأن خطاب أحمدي نجاد لم يكن مقبولاquot;، ولاسيما ضد إسرائيلquot;، حيث وصفها بالعنصرية. وقال quot;لم نغادر المؤتمرquot;، مضيفا quot;الفشل هو فشل أحمدي نجادquot;، موضحا أن نص البيان الختامي يمثل quot;تقدما مهماquot;، وتوقع التوافق على نص هذا البيان في الساعات المقبلة

وأشاد رئيس الدبلوماسية الفرنسية في حديث لإذاعة (أوروبا1) بنص البيان الختامي للمؤتمر وقال إنه أخذ بعين الاعتبار الخطوط الحمر التي وضعتها فرنسا ودول أوروبية أخرى، منوها بأن النص يمثل quot;تقدما مهما في مجال ذاكرة المحرقة وحقوق المرأة وضحايا مرض الإيدزquot;، وصرح quot;النص لن يغير العالم ولكن بالنسبة لدوربان1، الفارق كبير وهو كما بين الليل والنهارquot; على حد وصفه.

براغ وتشيكيا

واعلنت براغ اليوم ان جميع دول الاتحاد الاوروبي التي اختارت المشاركة في دوربان باستثناء تشيكيا قررت البقاء بالرغم من خطاب الرئيس الايراني، اي ما مجموعه 22 دولة من اصل 27 في الاتحاد. وقالت الرئاسة التشيكية للاتحاد الاوروبي في بيان ان quot;الاتحاد يرفض باشد العبارات تصريحات الرئيس (محمود) احمدي نجاد التي وصفت اسرائيل بالنظام العنصريquot;.

لكن بين الدول التي جاءت الى جنيف، وحدها جمهورية تشيكيا الحليف التقليدي لاسرائيل قررت الانسحاب نهائيا من المؤتمر. واعتبرت الرئاسة التشيكية ان الدول الاوروبية التي قررت البقاء ليس لديها quot;اي مشكلة جوهريةquot; مع مشروع الوثيقة النهائية للمؤتمر حول مكافحة التمييز والعنصرية وهي quot;مستعدة لدعمهاquot; اثناء تبنيها المرتقب الجمعة. واضافت quot;لكننا نطالب بان ينعقد المؤتمر ضمن روحية الاحترام المتبادل والكرامةquot;.

كي مون

واستنكر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في بيان استخدام منصة المؤتمر لتوجيه الاتهام، والفرقة، بل وحتى للتحريض. مضيفا أن ذلك هو على العكس مما يسعى هذا المؤتمر لتحقيقه، كما يصعب من العمل على بناء حلول بناءة لمشكلة العنصرية.

وقال كي مون إنه من المؤسف جدا ألا تجد مناشدته للتطلع إلى مستقبل من الوحدة آذانا صاغية من قبل الرئيس الإيراني، وأكد على الحاجة إلى التطلع إلى المستقبل، وليس إلى ماضي الإنقسام. وأشار المسوؤل الأممي إلى أن الأمم المتحدة قد تبنت قرارات بإلغاء مساواة الصهيونية بالعنصرية، وتأكيد الحقائق التاريخية المتعلقة بمحرقة اليهود.

وبادر رئيس الوزراء البريطاني، غوردون براون، الذي تمسك بالمشاركة رغم مقاطعة العديد الأوروبية للمؤتمر، بإصدار quot;إدانات دون تحفظquot; للرئيس الإيراني. وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد، بنيامين نتنياهو، أثناء إحياء ذكرى الهولوكوست، إن إسرائيل quot;لن تسمح لناكري الهولوكوست ارتكاب محرقة أخرى ضد اليهود.quot;

كندا

وبدوره قائل رئيس الوزراء الكندي، ستيفن هاربر، إن الاعتراض الصريح لموافق أحمدي نجاد quot;أمر إيجابي للغاية، مشيراً إلى أن جوهر الأزمات مع إيران، هو تهديداتها المتواصلة لإسرائيل وشعبها، إلى جانب طموحها النووي. وانبرى نائب المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة، أليغاندور وولف، بوصف تصريحات نجاد بأنها quot;جديرة بالازدراءquot; وquot;المقيتة.quot;

بلجيكا تدين خطاب نجاد في جنيف

وأدان وزير الخارجية البلجيكي كارل دوغيشت، بدون تحفظ خطابأحمدي نجاد، خلال مشاركته في مؤتمر دوربان 2 حول مكافحة العنصرية والذي انطلقت أعماله اليوم في جنيف. ووصف دوغيشت في تصريحات نقلت عنه اليوم، حديث نجاد بـquot;المحرض على الكراهية العنصريةquot;، مشيراً إلى أن ما جاء في مداخلة الرئيس الإيراني quot;يتناقض تماماًquot; مع أهداف الأمم المتحدة، وأردف quot;ليس لهذا الكلام مكان حيث اجتمعت أطراف المجتمع الدولي للتأكيد على التزامها محاربة العنصرية والتمييزquot;، على حد قول رئيس الدبلوماسية البلجيكية

ويذكر أن الوفد البلجيكي قد غادر قاعة الاجتماعات، مثل العديد من الوفود الأوروبية المشاركة في المؤتمر، على خلفية مداخلة الرئيس الإيراني، quot; لا يمكن للأمم المتحدة أن تترك نفسها ألعوبة في أيدي المتطرفينquot;، حسبما جاء في تصريح الوزير، الذي أكد أن بلاده مصممة على متابعة المشاركة في هذا المؤتمر وعلى إسماع صوتها للعالم.

الصحف الإيرانية منقسمة حول كلمة نجاد بالأمم المتحدة

أثنت الصحف الإيرانية المحاففظة على خطاب نجاد فيما شددت الصحف الإصلاحية على الجدل الذي حركه. وعنونت صحيفة quot;وطن امروزquot; quot;تصفيق للمنطق الايراني في جنيفquot;، بعدما وصف احمدي نجاد اسرائيل بquot;حكومة عنصريةquot;، فيما اشارت صحيفة كيهان المحافظة المتطرفة الى quot;حسن استقبال احمدي نجاد والحقد على اسرائيل العنصريةquot; في قاعة المؤتمرات في الامم المتحدة.

وتحدثت الصحف المؤيدة للرئيس بشكل مقتضب عن مقاطعة عدد من الدول الغربية المؤتمر وانسحاب 23 سفيرا لدول في الاتحاد الاوروبي من القاعة احتجاجا على كلمة احمدي نجاد. وكتبت صحيفة جامي جام quot;خطاب الرئيس يثير غضب الصهاينةquot; فيما رأت صحيفة ايران الحكومية ان quot;صرخة العدالةquot; التي اطلقها احمدي نجاد quot;اغضبت العنصريين الغربيينquot;.

وفي المقابل، وصفت الصحف الاصلاحية مثل صحيفة اعتماد كلمة الرئيس بانها quot;مثيرة للجدلquot; وتحدثت صحيفة اعتماد ملي عن quot;حضور صاخب لاحمدي نجاد في جنيفquot;. ولفتت الصحيفة الى ان مداخلته اثارت quot;نوعين من الاحتجاجاتquot; مع تدخل محتجين داخل القاعة وخروج سفراء دول اوروبية. وتصدرت هذه النقطة صحيفة صرمايه التي تحدثت عن quot;خروج اربعين دبلوماسيا غربيا احتجاجاquot;.

التايمز: خطاب نجاد في جنيف أثبته في مكانه كملك المواقف المحرجة

بدورها تطرقت صحيفة الـquot;تايمزquot; البريطانية لخطاب الرئيس الايراني وذلك في مقال بعنوان: quot;محمود احمدي نجاد يصدق بقوة ما يقول.quot; ويقول مراسل الصحيفة في طهران ريتشرد بيستون ان خطاب الرئيس الايراني في جنيف quot;يثبته في مكانه كملك المواقف المحرجة.quot; quot;قد يكون الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز صافح نظيره الاميركي باراك اوباما، كما قد يكون زعماء آخرون عرفوا بعدائهم لأميركا مستعدين لبدء صفحة جديدة مع واشنطن، لكن محمود احمدي نجاد يبين انه ايران لن تتزحزح قيد انملة عن مواقفهاquot;، على حد قول بيستون.

وقد انسحب دبلوماسيون غربيون وممثلو دول أُخرى من جلسات المؤتمر عندما وصف الرئيس الايراني، وهو رئيس الدولة الوحيد الذي يشارك في المؤتمر، في كلمته إسرائيل بالحكومة quot;العنصريةquot;، وهاجم تأسيس الدولة العبرية وحمَّل الغرب مسؤولية إنشائها. وقال احمدي نجاد انه quot;بعد الحرب العالمية الثانية لجأ (المنتصرون) الى العدوان العسكري لحرمان امة باسرها من اراضيها بذريعة المعاناة اليهودية، وارسلوا مهاجرين من اوروبا والولايات المتحدة ومن عالم المحرقة لاقامة حكومة عنصرية في فلسطين المحتلة.quot;

ويقول كاتب المقال: quot;قد تصدم هذه التصريحات غير المتعودين على خطاب الرئيس الايراني، لكن في طهران، هذه الافكار جار بها العمل بين انصاره المتشددين ووسائل الاعلام التي تسيرها الدولة. فالمسؤولون في ادارته يقولون علانية ان اسرائيل دولة اصطنعها الغرب، وانها ستختفي قريبا.quot; quot;والرئيس الايراني لا يتكلم لمجرد الكلام، بل هو مقتنع تماما بما يقول، ويظن ان معظم العالم يصدقه، ولم تكن هذه quot;الحركاتquot; لتكتسي اية اهمية لولا ان ايران من اللاعبين المحوريين في المنطقة، والعلاقة معها قد تحدد ان كانت المنطقة على باب السلام او على شفير اخطر النزاعات في عصرنا الحاضر.quot;

الفاتيكان: حرية التعبير للرئيس الإيراني الذي هاجم اسرائيل ولم ينكر المحرقة

أكدت دولة الفاتيكان على أن حرية التعبير تنطبق على الجميع بما في ذلك الرئيس الإيراني الذي لم ينكر المحرقة بل ألقى كلمة معادية لاسرائيل، خلال مؤتمر مناهضة العنصرية المنعقد حالياً في جنيف. جاء ذلك في تصريحات لمراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى مقر الأمم المتحدة في جنيف المونسنيور سيلفانو توماسي لإذاعة الفاتيكان اليوم، حيث شدد على أن quot;طبيعة الامم المتحدة تفسح المجال لجميع الأصوات بما في ذلك تلك المتطرفة التي غالبا ما تختلف معهاquot; وأضاف quot;بفضل حريةالتعبير هذه فإن وثيقة مؤتمر دوربان اثنين تم تعديلهاquot; و quot;لهذه الأسباب مجتمعة فإن وفد الفاتيكان لم يغادر القاعة أثناء خطاب الرئيس الإيرانيquot; حسب تعبيره.

وعن فحوى كلمة الرئيس الإيراني قال المونسنيور توماسي quot;لقد استخدم تعبيرات متطرفة لا يمكن للمرء أن يتفق معها بأي شكل من الأشكال لكن في الوقت نفسه ، فإن المناقشة التي يشهدها المجتمع الدولي ضمن الامم المتحدة فمن الممكن بروز بعض وجهات النظر الراديكالية أحياناً التي لا يمكن للمرء أن يشاطرها ولو أن من الضروري الاستماع إليها لأن بيئة وطبيعة الأمم المتحدة تقتضي أن تكون منتدى لجميع الدول لكي تعبر عن نفسهاquot; على حد قوله.