دبي: حذر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في أحدث تقرير له عن نشر القوات المختلطة للأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي في دارفور، أن طرد الحكومة السودانية لست عشرة منظمة إنسانية وأخرى تعنى بحقوق الإنسان، يعرض نحو مليون شخص للخطر الجسيم. وأشار كي-مون، في التقرير الذي صدر الثلاثاء، إلى أنه من المرجح أن يزيد موسم الأمطار، والذي يبدأ الشهر المقبل الوضع سوءاً، وحث الحكومة على إعادة النظر في قرارها.

وبادرت الحكومة السودانية بطرد 13 منظمة إنسانية من البلاد بدعوى عدم الالتزام بالتفويض الممنوح لها، وأكدت مراراً تمسكها بالقرار السيادي، الذي جاء في أعقاب إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق الرئيس، عمر البشير. وقال البشير إن المنظمات التي تم طردها كانت تعمل تحت ستار العمل الإنساني quot;لتنفيذ أجندتها الاستعمارية في المنطقة.

وعقب ذلك، لوح الرئيس السوداني لمنظمات الإغاثة الدولية محذراً من مغبة تجاوز تفويضها حسب قانون العمل الطوعي السوداني، وهدد بأن quot;أي منظمة تتجاوز تفويضها لا تلوم إلا نفسها.quot; هذا وقد عبر الأمين العام أيضا عن قلقه الشديد من تأثير هذا التحرك على عمل quot;يوناميدquot; بتعقيد قدرتها على القيام بالتفويض المتعلق بالحماية، وفق المنظمة الأممية.

وتناول تقرير الأمين العام أيضاً، الوضع الأمني بصفة عامة في دارفور، بالإشارة إلى أنه مازال مثار قلق كبير، مستشهداً إلى الاشتباكات المسلحة المتواصلة بين الحكومة والحركات المسلحة، والمعارك القبلية المتكررة، وحشد القوات على طول الحدود التشادية السودانية. وأضاف أن يوناميد لم تتمكن من زيارة بعض المواقع لتقييم تأثير القصف على المدنيين فيها بسبب الوضع الأمني.

من جهتها، تواصل البعثة المختلطة للأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي في دارفور القيام بأعمالها المعتادة، وبمراقبة الوضع عن كثب في قرى ومخيمات المشردين داخليا والمناطق المحيطة بها.

وناشد الأمين العام في تقريره الدول الأعضاء مجددا تزويد البعثة بالقدرات الهامة، خاصة فيما المروحيات العسكرية. كما دعا كافة الأطراف إلى التعاون مع الوسيط المشترك جبريل باسولي ومواصلة الانخراط في العملية السياسية. هذا وقد أكدت الخرطوم جاهزية حكومة الوحدة الوطنية لسد الثغرات، التي خلفها طرد المنظمات الإنسانية، بمنظمات المجتمع المدني السودانية.

وقال حسبو محمد عبد الرحمن، مفوض عام العون الإنساني بالسودان، إن إبعاد 13 منظمة من العمل في دارفور جاء بسبب انتهاكها لسيادة البلاد مؤكدا أن الأوضاع الإنسانية في منطقة دارفور تحت السيطرة، مبينا قدرة منظمات العمل الطوعي الوطني على سد الثغرة التي خلفها طرد هذه المنظمات. وأضاف quot;نحن قادرون على ملء الفراغ حتى لو انسحبت جميع المنظمات الدولية العاملة بالبلاد.quot;