فيينا: رأى الرئيس السوري بشار الأسد أن quot;عملية السلام هي عبارة واسعة ولها عناوين رئيسية وأخرى فرعية وثلاثة مسارات مع إسرائيل هي الفلسطيني والسوري واللبناني، بالإضافة إلى مكافحة الإرهاب وقضايا أخرى لا يمكن أن تنفصل عن السلامquot;.

وأشار الرئيس السوري في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره النمساوي هاينز فيشر بعد انتهاء جولة مباحثات جرت بينهما بحضور أعضاء الوفدين السوري والنمساوي في قصر الهوفبورغ، إلى أن وجهات نظر سورية والنمسا كانت شبه متطابقة حول السلام ومجمل القضايا والمسائل التي تصدرت المباحثات، وفي طليعتها تأكيد الدعم المشترك لعملية السلام في الشرق الأوسط. وقال إنه ناقش كذلك مع الرئيس فيشر كيفية تحويل التوافق في المواقف بين سورية والنمسا وأوروبا إلى خطة عملة تنفيذية لتحقيق السلام الدائم والشامل في الشرق الأوسط على قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

وأكد الرئيس الأسد أن quot;العالم أمام مجال جديد، ولكن هذا لا يعني أن كل شيء إيجابي أو على ما يرام، وهناك موجة من التفاؤل، ولكنها محصورة بزمن معيّن، وقد لا تستمر، ولا أحد يعرف متى تنتهىquot;. وشدّد على القول quot;المهم أن نتحرك وبأقصى سرعة من أجل تحويل حالة التفاؤل إلى عمل مباشر ومنتج وفاعل، مع الأخذ في الاعتبار الأولوية الأولى تجاه عملية السلامquot;.

وأوضح الرئيس السوري أنه تباحث مع نظيره النمساوي في موضوع الملف النووي الإيراني، وقال إنه quot;أكد على ضرورة أن تلتزم أية مبادرة دولية تطرح بالمبادئ والأحكام الواردة في معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، والتي تقر بحق جميع الدول الأعضاء باستخدام الطاقة الذرية للأغراض السلمية، وفي نفس الوقت هناك آليات من أجل المراقبةquot;. وشدّد على القول quot;من هذا المنطلق، لا بدّ من أن يكون هناك حوار دولي مع إيران بناءً على هذا الحق المكرّس، وهو ما تؤيده سوريةquot;.

كما أوضح الاسد أنه وفيشر أعربا عن quot;الارتياح المشتركquot; إزاء التطورات الإيجابية في العراق، وخاصة نجاح الانتخابات المحلية الأخيرة، وقال quot;أعتقد أن تلك الانتخابات كانت خطوة مهمة إلى الأمام بالنسبة إلى العملية السياسية، ولكنها بحاجة إلى خطوات أخرى مكملة، وهو ما يدفع إلى التفاؤل بأن العراق أصبح بعيداً عن خطر حرب أهلية حقيقية أم أي تفتت، بل على العكس، يعود العراق الآن إلى وحدته، وسورية تعمل على تحسين علاقتها مع العراق وتسعى لمساعدته من أجل الوصول إلى الاستقرارquot;.

ورداً على سؤال حول أنباء إسرائيلية تتحدث عن قرب استئناف مفاوضات السلام مع سورية قال الرئيس الأسد quot;مثل هذا الحديث هو حديث إعلامي، لأن ما نراه ونسمعه من تصريحات لمسؤولين إسرائيليين هو العكس تماماً. فمند أيام قليلة سمعنا بأن الحكومة الإسرائيلية ليست مستعدة لإعادة الجولان إلى سورية. وقبل أيام أيضاً سمعنا مسؤولاً إسرائيلياً يؤكد أنه إسرائيل ترفض حل القضية الفلسطينية على أساس مبدأ حل الدولتين، ولكن الكل يعلم أن هناك اجماعاً دولياً حول مبدأ الدولتين: فلسطين وإسرائيل، وهناك دعم دولي لسورية بدون استثناء حول حقها في استعادة أرضها المحتلة بالكاملquot;.

وأكد الرئيس الأسد أنه quot;إذا لم يتوفر العنصر الأول والعنصر الثاني، فمن الصعب القول أن هناك شيئاً جدياً أو توجهاً حقيقياً نحو السلام العادل والشامل، في ظل غياب أية مؤشرات أو أفعال. ولذلك فإن سورية تعتقد أن الكلام الإسرائيلي عن قرب استئناف المفاوضات هو كلام إعلامي وللاستهلاك المحلي فقط، لأنه عندما يكون هناك تصريح واضح والتزام من الحكومة الإسرائيلية بهذه البنود، نستطيع عند ذلك أن نتحدث عن الاحتمالات الممكنة في أية عملية سلامquot; في المنطقة.

وحول رفض سورية لأية معاهدة سلام مع إسرائيل إذا لم تعيد مرتفعات الجولان، قال الأسد quot;لا نستطيع أن نقول فقط أن الجولان مهم أو غير مهم، بل الجولان أرض سورية محتلة، وحي حق لنا، وبالتالي يجب أن يعود إلى سورية بكافة الأحوالquot;. وتابع quot;لكن أن نقول بأننا نثق بالحكومة بالإسرائيلية. بصراحة لا أستطيع أن اقول بأننا قد وثقنا بالحكومات الإسرائيلية السابقة. فمنذ اغتيال إسحق رابين، لم نرّ أي مؤشر حقيقي على الأرض باتجاه عملية السلام، وهذا موثق في مذكرات عدد من كبار المسؤولين الأميركيين ومن بينهم الرئيس كلينتون تحديداًquot;. واضاف الرئيس السوري quot;وبصراحة أعود لأؤكد أننا لا نتوقع بأن الحكومة الإسرائيلية ستقرّ بالسلام الحقيقي، ولكنها لا تناور، بل هي تصرّح أنها لا تريد السلامquot;. وتابع quot;مع ذلك، نحن عندما نعمل من أجل هدف كبير كالسلام، نضعه في موقع استراتيجي وليس في مستوى آخرquot;.

وحول إمكانية تحقيق معاهدة سلام مع إسرائيل، هل ستقنع سورية كلاً من حزب الله وحركة حماس بتأييد الحل القائم على الدولتين، قال الرئيس الأسد quot;لا بدّ أولاً من التأكيد بأن سورية تستطيع أن تحقق السلام على أرضها وضمن حدودها، ولكنها لا تستطيع أن تحقق السلام نيابة عن الدول الأخرى، وهناك ثلاثة مسارات للسلام كما ذكرت، وحزب الله غير موجود في سورية بل هل حزب لبناني منخرط في الحياة السياسية اللبنانية، وله قواعده الشعبية في لبنان. أما حركة حماس في حركة موجودة داخل الأراضي الفلسطينية. وإذا كانوا يريدون أني يتعاملوا مع الجهتين ضمن إطار عملية السلام، فهذا يعني أنه ينبغي على إسرائيل أن تأخذ في الاعتبار المسارات الثلاثةquot;.

وخلص الرئيس الأسد إلى القول quot;أما الحديث عن المسار السوري، فربما تتحقق اتفاقية سلام على هذا المسار فقط، ولكن من جانب آخر، اقرار اتفاقية سلام على المسار السوري لا يعني أن السلام تحقق بأكمله، ونتج عنها سلاماً حقيقياً على الأرض، ولذلك فإن موقف سورية هو دائماً مع إطلاق المفاوضات على المسارات الثلاثة ndash;السورية والفلسطينية واللبنانية بشكل متزامن، وبهدف تحقيق السلام الشامل والعادل والدائمquot;.