صنعاء: أعلنت وزارة الدفاع اليمنية اليوم عن تشكيل هيئات شعبية ووطنية للدفاع عن الوحدة بين الشمال والجنوب، وذلك في ظل تزايد المخاوف من انفراط عقد الوحدة اليمنية هاجساً لدى الشارع اليمني، إثر زيادة حدة احتجاجات الجنوب التي وصلت حد المطالبة بالانفصال، بالتزامن مع أعمال عنف استهدفت جنود شماليين في تلك المحافظات.

وذكرت وزارة الدفاع أنها بدأت في تشكيل هيئات شعبية ووطنية للدفاع عن الوحدة ومنظمات حراس الوحدة تناط بها مهمة التصدي لأية أعمال أو دعوات تمس بالوحدة والثوابت الوطنيةquot;. ويكرر الرئيس اليمني علي عبد الله صالح رسالة بخصوص الأوضاع في الجنوب بأن مطلب الانفصال هو quot;أبعد من عين الشمسquot;، رغم تأكيده بان أي اختلالات شهدتها تلك المحافظات من نهب للمال العام، أو الفساد يمكن معالجتها بطرق سلمية.

وفي هذا السياق، كان اجتمع وزير الخارجية اليمني أبوبكر القربي مساء أمس بسفراء واشنطن، والاتحاد الأوروبي، والقرن الأفريقي أطلعهم خلالها على مجريات الأوضاع فى البلاد وطالبهم وقوف بلدانهم مع الوحدة اليمنية التي تمت سلمياً في مايو 1990 بين شطري اليمن.

وبحث مجلس الوزراء اليمني في اجتماعه أمس quot;أعمال ما وصفهاquot; بـquot;التخريب والشغب التي قامت بها العناصر الخارجة عن الدستور والقانون والمثيرة للفتنة من أعمال شغب وتخريب وفوضى وإقلاق للأمن والاستقرار وإساءة للوطن في كل من زنجبار والمكلا وردفانquot;.

وكانت محافظات أبين، والمكلا، ولحج قد شهدت أعمال عنف واحتجاجات على مدى اليومين الماضيين أدت إلى إحراق محال لتجار شماليين في مدينة المكلا عاصمة حضرموت، إضافة إلى مقتل جندي، وإصابة 14 آخرين في هجوم على حاجز عسكري عند مدخل الريدة الواقع بين محافظتي لحج والضالع الجنوبيتين. وتباينت ردود الفعل لدى دول الخليج، ففي حين فضل بعضها الترقب ما ستؤول إليه الامور، سارعت السعودية والكويت إلى تأكيد تضامنها مع استمرار الوحدة اليمنية، فيما ذهبت صحيفة الرياض السعودية إلى حد وصف انفراط الوحدة بمثابة quot;زلزال كبيرة لدول الخليجquot;.

وكان اليمن قد توحّد سلمياً فى مايو 1990 إثر سلسة من الحروب بين شطري البلاد منذ ستينيات القرن الماضي وعقب إعلان الوحدة أغلق اليمن باباً كان مفتوحاً للصراع بين الشمال والجنوب. لكن الوحدة تعرضت لانتكاسة من قبل صانعي الوحدة الرئيس الشمالي على عبد الله صالح ونائبه على سالم البيض عن الجنوب انتهت بحرب أهلية صيف عام 1994 تمكن خلالها صالح من السيطرة على استمرار مقاليد الحكم منذ أن تولى حكم الشمال فى يوليو 1978 فيما طلب البيض اللجوء السياسي في سلطنة عمان.