نيويورك: أعلنتالامم المتحدة ان القتال العنيف بين مقاتلي حركة طالبان والجيش الباكستاني في وادي سوات قد ادى الى نزوح اكثر من 200 الف شخص فيما يستعد 300 الف اخرين للنزوح. وفيما كانت المدفعية والطائرات تقصف مواقع المسلحين في المنطقة حذرت الامم المتحدة من ان الازمة الانسانية الناجمة عن هذا القتال قد تتحول الى واحدة من اكبر ازمات نزوح السكان في العالم.

وفيما يتعلق باخر حصيلة المعارك اعلن الجيش انه يقوم بهجوم واسع ضد المسلحين وانه قتل 170 منهم خلال 24 ساعة فيما قتل 10 من الجنود. واتهم الجيش مسلحي طالبان بمنع السكان من مغادرة مناطق القتال.

وصرح وزير الخارجية الباكستاني لـ بي بي سي ان هدف الهجوم هو quot;تطهير المنطقة من المتمردين والحاق الهزيمة بالمسلحينquot;. واضاف quot;لم تنفع كل الحلول السلمية مع المسلحين ولن تسمح الحكومة للمسلحين بتحدي هيبتهاquot;.

وقدر الجنرال أطهر عباس المتحدث باسم الجيش عدد المقاتلين المتحصنين في وادي سوات بنحو خمسة آلاف. كما اكد الجنرال عباس مقتل ستة مسلحين واعتقال اثنين في منطقة بونير، وقال الجيش أيضا إنه قتل 10 في منطقة ديرة من بينهم كفاية الله نجل زعيم حركة تطبيق الشريعة. وقد امتدت الاشتباكات بين الجانبين إلى مناطق جديدة فى شمال غرب البلاد فى الوقت الذى يحاول فيه الاف المدنيين الفرار.

وقد فرضت الحكومة الباكستانية حظر التجوال فى وادى سوات والمناطق المجاورة مما جعل محاولات الفرار من مناطق القتال أمرا صعبا للغاية. وتفيد بعض التقارير بأن مسلحى طالبان قد اغلقوا العديد من الطرق وزرعوها بالالغام تحسبا لتقدم الجيش الباكستانى.

ويحذر الصليب الأحمر من أزمة إنسانية، حيث يُعتقد أن مئتي ألف مدني قد تمكنوا من الفرار حتى الآن إلى بيوت ذويهم أو إلى معسكرات تابعة للأمم المتحدة منذ بدء العمليات العسكرية للجيش الباكستاني ضد طالبان. غير أن حوالي نصف مليون آخرين لا يزالون محاصرين في مينجورا المدينة الرئيسية في إقليم سوات بين نيران الجيش الحكومي والمسلحين.

وقال شاهد عيان من داخل مينجورا إن كلا من الجيش وقوات طالبان اطلقوا النار على المدنيين الذين يحاولون الفرار من المنطقة.

وكان رئيس الوزراء الباكستاني قد قال في كلمة متلفزة أمس quot;استدعيت القوات المسلحة للقضاء على المسلحين والارهابيينquot; في اشارة الى مسلحي طالبان والقاعدة المنتشرين في المناطق القبلية الباكستانية الحدودية مع افغانستان. واضاف جيلاني quot;حان الوقت لوقوف الامة الى جانب الحكومة والجيش ضد الذين يحاولون اخذ بلدنا رهينة لديهم وجعل مستقبلنا مظلما بقوة السلاحquot;. ودعا جيلاني المجتمع الدولي الى مساعدة بلده في التصدي للأزمة الإنسانية التي يواجهها المدنيون الذي اضطروا الى النزوح بسبب القتال.