نيويورك: اختتم مجلس الأمن الدولي جلسة على المستوى الوزاري للبحث في الوضع في الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية، بالتأكيد على أهمية تحقيق السلام الشامل في الشرق الأوسط بأسرع وقت ممكن.

وتبنى المجلس بياناً رئاسياً تلاه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يؤكد فيه على الحاجة إلى بذل مساع دبلوماسية حثيثة لبلوغ الهدف الذي حدده المجتمع الدولي وهو تحقيق سلام دائم في المنطقة بناء على التزام راسخ بالاعتراف المتبادل ونبذ العنف والتحريض والإرهاب وحل الدولتين وذلك انطلاقاً من الاتفاقات والالتزامات السابقة.

وأشار البيان إلى جميع قرارات المجلس السابقة بشأن الشرق الأوسط وإلى مبادئ مدريد ولاحظ أهمية مبادرة السلام العربية لعام 2002.

وأشاد بالدور الذي تقوم به المجموعة الرباعية دعماً لمساعي الأطراف المعنية الرامية إلى تحقيق سلام شامل وعادل ودائم في الشرق الأوسط.

وكرر مجلس الأمن تأكيد التزامه بعدم الرجوع عن المفاوضات الثنائية على أساس الاتفاقات والالتزامات السابقة.

وتابع البيان دعوته الأطراف والمجتمع الدولي إلى بذل جهود جدية وعاجلة لتحقيق سلام شامل وعادل ودائم في الشرق الأوسط، على أساس حل الدولتين إسرائيل وفلسطين تعيشان جنباً إلى جنب بسلام ضمن حدود آمنة ومعترف بها.

وأهاب مجلس الأمن كذلك بالأطراف للوفاء بالتزاماتها بموجب خريطة الطريق عبر امتناعها عن اتخاذ أية خطوات من شأنها تقويض الثقة أو المساس بنتائج المفاوضات المتعلقة بجميع القضايا الأساسية.

ودعا جميع الدول والمنظمات الدولية إلى دعم الحكومة الفلسطينية التي تلتزم بمبادئ المجموعة الرباعية ومبادرة السلام العربية وتحترم التزامات منظمة التحرير الفلسطينية.

وأضاف quot;يشجع المجلس على اتخاذ خطوات عملية في سبيل تحقيق المصالحة الفلسطينية، بما فيها الخطوات الداعمة لما تبذله مصر من جهود، بناء على هذا الأساس.

ودعا quot;إلى تقديم المساعدة من أجل الإسهام في تنمية الاقتصاد الفلسطيني، والسماح بوصول كل ما يمكن من الموارد للسلطة الفلسطينية وبناء المؤسسات الفلسطينيةquot;.

وعبر البيان الرئاسي عن تأييد مجلس الأمن اقتراح الاتحاد الروسي القيام، بالتشاور مع المجموعة الرباعية والأطراف، بالدعوة إلى عقد اجتماع دولي بشأن عملية السلام في الشرق الأوسط في موسكو العام الحالي.

وحث أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون في كلمته في الجلسة إسرائيل على تغيير سياساتها الاستيطانية مؤكداً ان حل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي أساسي لتحقيق رفاه الشعبين والمنطقة والعالم.

وقال ان الوقت قد حان لتجري إسرائيل تغييرات جذرية في سياساتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة كما وعدت تكراراً من دون أن تفي بأي من وعودها.

وأضاف ان التحرك على الأرض فضلاً عن الاستعداد الحقيقي للتفاوض حول جميع القضايا الأساسية بما فيها القدس والحدود واللاجئين على أساس الالتزامات الإسرائيلية الحالية، ستشكل اختباراً حقيقياً لالتزام إسرائيل بحل الدولتين.

وقال ان quot;التحدي يكمن في بدء تطبيق تغييرات جذرية على أرض الواقع، وبدء حملة متجددة ولا عودة عنها للوصول إلى اتفاق فلسطيني- اسرائيليquot;.

وقال ان quot;العنف والإرهاب لن يجلبا للفلسطينيين دولة وكرامة، كما ان التوسع الاستيطاني والإغلاق لن يحققا السلام والأمن لإسرائيل. ولا يمكن الوصول إلى حل الدولتين إذا بقي الوضع بين غزة وجنوب إسرائيل على ما هو عليه من المسار التدميري أو بقي الفلسطنيون منقسمينquot;.

وأعرب عن اعتقاده بأن هناك أزمة ثقة عميقة بين الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني، فالفلسطينيون يواصلون رؤية تحركات أحادية غير مقبولة في القدس الشرقية وما تبقّى من الضفة الغربية من تدمير المنازل وتكثيف الأنشطة الاستيطانية والعنف الذي يقوم به المستوطنون والقيود على منح تصريحات بالتنقل، فضلاً عن الجدار الفاصل الذي يربط المستوطنات نهائياً.

وأضاف ان الإسرائيليين العاديين يبحثون عن تطمينات بأن تضمن الدولة الفلسطينية المقبلة حقوقهم بالعيش في سلام وأمن.

ودعا إلى وقف الهجمات الصاروخية العشوائية التي تسببت بمقتل العديد من المدنيين والدمار في إسرائيل.

وأكد ان quot;الهدف هو قيام دولة فلسطينية ديمقراطية مستقلة قابلة للحياة تعيش جنباً إلى جنب في سلام وأمن مع إسرائيل، وتحقيق سلام عادل ودائم وشامل في المنطقةquot;.

وأضاف انه وفي ظل عدم التوصل إلى نتائج حاسمة في المفاوضات العام الماضي والدماء التي أريقت في قطاع غزة لم تشهد الأشهر الثلاثة الأخيرة أي تقدم فيما يتعلق بقراري مجلس الأمن 1850 و1860.

وأشار إلى الإجتماع الذي سيعقده الرئيس الأميركي باراك أوباما في واشنطن مع الزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين وقادة المنطقة، وقال إنه يتوقع أن تعقد اللجنة الرباعية أيضاً اجتماعاً وأن تتشاور مع الدول العربية.

وأكد بان أن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يعد أساسياً لتحقيق رفاه الشعبين، والمنطقة والعالم.

ودعا مجلس الأمن واللجنة الرباعية ودول المنطقة والمجتمع الدولي والعالم وأمين عام الأمم المتحدة، إلى لعب دورهم كاملاً، مشيراً إلى أن قرارات مجلس الأمن والإتفاقات والإلتزامات السابقة ومبادرة السلام العربية توفر كلها الإطار الذي يحتاجه الجميع.