دمشق: قال مصدر سوري مطلع إن مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط بالوكالة جيفري فيلتمان ورفيقه دان شابيرو كبير مديري مجلس الأمن القومي الأميركي، أثارا ملف حقوق الإنسان في سورية مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال لقائيهما معه في دمشق.

وكان فيلتمان وشابيرو قاما بزيارتين إلى دمشق منذ استلام الرئيس الأميركي باراك أوباما منصبه في كانون الثاني/يناير الماضي، كان آخرهما في الثامن من الشهر الجاري، واستمر لقائهما بالمعلم نحو ساعتين في كل مرة، في محاولة لتحسين العلاقة مع سورية عبر الحوار.

واستبعد المصدر أن يكون فيلتمان قد حصل على وعد سوري بالتغيير في هذا المضمار، وقال quot;عندما أشار فيلتمان بعيد اللقاء الأخير إلى وجود خلافات كبيرة وجدية بين الولايات المتحدة وسورية كان يقصد من ضمن ما قصد ملف حقوق الإنسان في سورية أيضاًquot;.

وكان فيلتمان قال قبل زيارته الأولى لسورية الشهر الماضي أنه quot;لا تزال هناك خلافات جوهرية بين حكومتينا، وخصوصاً في مسألة دعم سورية لمجموعات وشبكات إرهابية، ونشاطاتها في الحصول على أسلحة نووية غير تقليدية، والتدخل في لبنان، ووضع متدهور فيما يتعلق بحقوق الإنسانquot;.

وكانت سورية انتقدت أكثر من مرة تقارير أميركية رسمية عن سوء أوضاع حقوق الإنسان في سورية، واتهمت الإدارة الأميركية بأنها تخطئ كثيراً حين تنصّب نفسها حامية لحقوق الإنسان في العالم، في الوقت الذي يجرى فيه انتهاك صارخ لهذه الحقوق من قبلها في أكثر من مكان في العالم.

وكانت تقارير صادرة عن الخارجية الأميركية آخرها في آذار/مارس 2007 أشار إلى أن السجل السوري quot;ما يزال رديئاً.. بسبب وجود النظام المتسلطquot;، كما أشار إلى quot;استمرار السلطات بسياسة الاعتقالات الاعتباطية والقيود المفروضة على حرية التعبير والصحافةquot; وفق تعبيرها.

وحاول الرئيس الأميركي السابق جورج بوش التدخل في قضايا حقوق الإنسان في سورية بشكل مباشر عبر مطالبته بالإفراج عن معتقلين سياسيين سمى منهم المعتقل السياسي كمال اللبواني والكاتب المعارض ميشيل كيلو. ورفض كيلو تدخل بوش في الشأن السوري، وشدد على أنه لا يريد أن يقوم الرئيس بوش بتحويل قضية تتصل بحقوقه إلى مجرد أداة في صراع مصالح دولة عظمى في المنطقة العربية، واعتبر أن أفضل دعم يمكن أن تقدمه أميركا لحقوق الإنسان والديموقراطية في الوطن العربي هو خروجها من العراق وإقامة الدولة الفلسطينية وإجبار إسرائيل على إنهاء احتلال الجولان السوري وجنوب لبنان.

وكان الرئيس السوري بشار الأسد دعا العام الماضي فرنسا والولايات المتحدة للمشاركة في المفاوضات الجارية بين سورية وإسرائيل ورعايتها، ورفضت الولايات المتحدة طلب الأسد واشترطت تحقيق quot;جملة من الشروطquot; إذا أرادت تحسين علاقاتها مع الولايات المتحدة، منها وقف الدعم السوري للمنظمات quot;الإرهابيةquot; ومنع التسلل إلى العراق، وإقامة علاقات دبلوماسية مع لبنان، وتحسين علاقتها بشعبها وتحسين سجلها في مجال حقوق الإنسان.