أتلانتا:تحارب الولايات المتحدة العديد من quot;الأعداءquot; في العراق وأفغانستان، وعدد من المنظمات المتطرّفة حول العالم. ولكن هناك ما هو أخطر من ذلك في وجه الرئيس باراك أوباما، حيث أن 50 مليون أمريكي لا يملكون المبالغ الكافية لزيارة الأطباء عندما يمرضون.

وتقول مصادر حكومية إن 18000 شخص يموتون سنوياً بسبب نقص الرعاية الصحية، وهذا أكثر بكثير من أهداف المنظمات الإرهابية. وقال أوباما خلال هذا الأسبوع:quot; إن نظام الرعاية الصحية لدينا هو ضعيف جداّquot;.

وقد تطرّقت معظم الدول الصناعية لهذه المشكلة منذ عقودٍ مضت، وكانت الولايات المتحدة الأميركية مصممة على تجنب علاج شامل لهذه القضية كنظام حكومي او نظام تأمين صحي. ولدى الحكومة حالياً نظام تأمين وذلك لتغطية النفقات الصحية للفقراء والعجزة، ولكن بالنسبة للأمريكيين وخصوصاً الجمهوريين منهم، يظنون ان عملية توسيع هذه الخدمات لتشمل الجميع تُشبه النظام الاشتراكي. وهم أيضاً لا يثقون بواشنطن في مسألة تخصّ صحتهم.

لذلك فمعظم الشعب الأميركي يدفع من أمواله الخاصة للرعاية الصحية أو عبر التأمين الخاص الذي تقدمه الشركات، ومن لا يستطيع تحمّل هذه النفقات لا يحصل على اية رعاية. وقد انعكس ذلك على قطاع التأمين الخاص الذي اتسم بالإزدهار.

ولا يريد أوباما تغيير النظام، ولكنه يريد توسعته ليشمل الملايين من الذي لا يستطيعون تحمّل النفقات الخاصة بالرعاية الصحية، وهو كان قد اجتمع مع الديمقراطيين في الكونغرس ليعرض عليهم خطته، وحثهم على اقرار القانون مع نهاية السنة. وقد حاول العديد من الرؤساء السابقين فعل شيء ما تجاه هذه القضية، ولكنهم فشلوا، ولكن تبدو الظروف السياسية الان أفضل بكثير من السابق.

ومع الظروف الاقتصادية التي يشهدها العالم، يتخوّف الكثير من الأمريكيين من خسارة وظائفهم، وبالتالي التأمين الصحي التي تقدمه الشركات، وقد أعلنت بعض الجمعيات الطبية والقطاعات التي تتعلق بالرعاية الصحية عن تجاوبها مع هؤلاء هذه المرة.

وتبقى مشكلة كبيرة بالنسبة لواشنطن، وهي انها تحتاج ايجاد التمويل اللازم والذي يقدّر بترليون دولار في العشر سنوات المقبلة، ولكن ادارة اوباما تنفق وتستدين مبالغ قياسية قبل ذلك. الجميع يتذكر الوعود التي أطلقها أوباما والتي تتمثّل بالانسحاب من العراق وإقفال معتقل غوانتانامو، ولكن يبدو ان قضية العناية الصحية تأخذ حيّزاً كبيراً لدى الشعب الأمريكي والذي ينتظر من الرئيس تقديم أفضل الحلول.