اسلام اباد: أكد الجيش الباكستاني نجاحَهُ في تطهير مدينة منغورا في وادي سوات من جميع مسلحي طالبان ويواصل عمليات ملاحقة المسلحين في أماكن أخرى من المنطقة.

وقال الجنرال آثار عباس، المتحدث باسم الجيش إن العملية التي بدأت قبل فترة وستنتهي خلال الأسبوع الحالي، وأضاف: quot;إننا نواصل تنفيذَ العملية، وقد حققنا تقدما ملحوظا خاصة ً في منطقة منغورا حيث تتمركز قواتُنا في مناطقِها الإستراتيجية وتقوم بعملياتِ تفتيشٍ واسعة النطاق تم خلالَها قتلُ ثمانية عشر إرهابيا وتنظيفُها كليا من المسلحين، كما عثَرنا على عددٍ من مخابئ الأسلحة وأبطلنا مفعول متفجراتٍ وقنابل محلية الصنع، وستنتهي هذه العمليةُ الناجحة خلال الأيام الأربعة أو الخمسة المقبلةquot;.

وأشار الجنرال عباس إلى أن الحكومة وضعت خطة ً محكمة للتصدي للمسلحين َالذين يحاولون اللجوء إلى مناطق مجاورة، وخطة إنسانية لمساعدة المُشردين.


هذا وتواصل قوات الجيش الباكستاني تفتيش مدينة منغورا من منزل إلى آخر بعد أن أحكمت سيطرتها على 70 بالمئة من مقاطعة وادي سوات للقضاء على جميع مسلحي طالبان.

وقال الجنرال آثار عباس المتحدث باسم الجيش إن القوات تركز حاليا على سلامة من تشردوا بسبب تلك العمليات، وأضاف: quot; لقد تسببت العملية في تهجير أكثر من مليونين من سكان سوات يقيمون حاليا في المخيمات، و تبذل القوات قصارى جهدها لتوفير ما يحتاجه المشردون وتطبيق الخطة الإنسانية التي وضعتها الحكومة لإنقاذ المدنيين المحاصرين في مناطق القتال، كما أرسلت شاحنات محملة بالمساعدات الضرورية لتوزيعها عليهمquot;.

ورغم تدهور أوضاع المحاصرين ، رفضت الحكومة رفع حظر التجول، إلا أن المتحدث باسم الجيش قال: quot; يعني إلغاء حظر التجول إتاحة الفرصة لمسلحي طالبان للتنكر ومغادرة المنطقة مع المدنيين، لهذا السبب رفضنا رفع الحظر لأننا في حالة حرب، ونحاول في الوقت نفسه تأمين المساعدات إلى المحتاجينquot;.

كما أكد الجنرال عباس أن معظم المدنيين غادروا المنطقة بسلام خلال العملية التي أودت بحياة العديد من قادة طالبان وأفرادها، وقال: quot; لقد تلقت قيادة الحركة ضربة قاسمة، وقتل العديد من القادة المحليين وأعتقل آخرون، ويعاني القادة الذين تمكنوا من الفرار من حالة ارتباك شديد بعد فرارهم من المنطقة لأنهم يعلمون جديا أن الهزيمة لحقت بهمquot;.

وأشار المتحدث باسم الجيش الباكستاني إلى وضع خطة محكمة لمنعهم من اللجوء إلى مناطق أخرى في باكستان، وقال: quot; لقد توجهوا بالفعل إلى بعض المقاطعات الأخرى، لكننا أبلغنا قواتنا والحكومات المحلية في تلك المناطق بتحركاتهم للتصدي لهم ومنعهم من العودة إلى سوات بعد انتهاء العمليات، كما أن خططنا تتمثل في إغلاق المنطقة في وجوههم وتطهير المنطقة منهم بشكل نهائيquot;.

على صعيد آخر، حذرت وكالات الإغاثة من خطر نقص مواد الرعاية الصحية ومرافقها في المناطق التي لجأ إليها الفارون من أماكن القتال. وأشارت وكالات الأمم المتحدة إلى أنها لا تمتلك الموارد الكافية لتلبية احتياجاتهم.

وقال خاليف بايل ممثل منظمة الصحة العالمية في بيشاور: quot; إن احتمال ظهور الأمراض قائم، فنحن نقترب من موسم الأعاصير حيث تضيف الرطوبة والفيضانات مزيدا من الأعباء. من هنا، ستكون مكافحة الأوبئة والأمراض المعدية إحدى مهامنا الرئيسية وتحديا كبيرا يواجهه القطاع الصحي.quot;

وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في بيشاور إن نصف عدد السكان في وادي سوات قد فروا وإن الجيش يقدم الأغذية ويوفر الرعاية الصحية لمن لم يتمكنوا من مغادرته حتى الآن.