رئيس الوزراء البريطاني يخوض معركة حياة أو موت

تصاعد الضغوط المطالبة بتنحي غوردون براون

توقعات بإستقالة وزيرة داخلية بريطانيا وبراون يبدو غير قادر على مجارة الأحداث.

لندن، وكالات: ذكرت شبكة quot;سكاي نيوزquot; اليوم الجمعة أن وزير الدفاع البريطاني جون هاتون إستقال من منصبه وعزا الخطوة لأسباب شخصية، في وقت يعكف فيه رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون على وضع اللمسات الأخيرة على التعديل الوزاري الذي ينوي ادخاله على حكومته. وقالت quot;سكاي نيوزquot; إن وزير الصحة ألن جونسون سيصبح في التعديل الجديد وزيراً للداخلية بدلاً من جاكي سميث التي تعتزم الاستقالة من منصبها، فيما سيحتفظ ديفيد ميليباند بحقيبة الخارجية، وألستير دارلينغ بحقيبة الخزانة (المالية)، وجاك سترو بحقيبة العدل، وبيتر ماندلسون بمنصبه كوزير الأعمال والشركات والإصلاح التنظيمي.

ويأتي هذا التطور بعد ساعات من إعلان جيمس بورنيل وزير العمل والتقاعد استقالته من منصبه ودعوته براون للتنحي عن منصبه من أجل حزب quot;العمّالquot;، بعد أن حذره في رسالة وجهها إليه من أن استمراره في منصبه كزعيم لحزب quot;العمالquot; سيزيد من فرص حزب quot;المحافظينquot; للفوز في الإنتخابات العامة المقبلة.

ويُعتبر هاتون في حال ثبتت استقالته، رابع وزير يعلن الاستقالة من حكومة براون، في غضون الأيام القليلة الماضية إلى جانب وزيري دولة من بينهم شاهد مالك وزير الدولة لشؤون العدل الذي استقال الشهر الماضي، بسبب فضيحة نفقات النواب، ويُعدّ أول مسلم يشعل منصباً وزارياً في المملكة المتحدة.

وكانت وزيرة الجاليات هيزيل بليرز أعلنت الأربعاء الماضي استقالتها من حكومة براون على خلفية فضيحة نفقات النواب، بعد أن تردد بأن زميلتها وزيرة الداخلية جاكي سميث تعتزم ترك منصبها في غضون الأيام القليلة المقبلة واستبقتا بذلك التعديل الوزاري الذي يريد براون ادخاله على حكومته بعد الإنتخابات المحلية والأوروبية.

وأظهرت النتائج الاولية خسائر كبيرة لحزب براون في الانتخابات المحلية التي جرت يوم الخميس مما زاد من الضغوط على رئيس الوزراء البريطاني المحاصر الذي يعلن يوم الجمعة تعديلا وزاريا في محاولة لاعادة ترتيب الصفوف. ومع تزايد عدد السياسيين العماليين الذين يدعون علنا الى تنحي بروان يرى محللون سياسيون ان رئيس الوزراء قد يتعرض الى جرح قاتل.

ويقول سايمون لي الخبير السياسي في جامعة هال انه في حالة ان تكشف نتائج انتخابات البرلمان الاوروبي التي جرت في بريطانيا يوم الخميس ولن تعلن قبل يوم الاحد القادم عن اداء سيء لحزب العمال البريطاني الحاكم ان يكون ذلك بمثابة ضربة قاضية لبراون.

وقال quot;حتى لو لم يحذ اي وزير اخر حذو برونل من الان وحتى يوم الاحد واذا جاءت النتائج سيئة كما هو مرجح سيكون من الصعب على غوردون براون ان ينجو.quot; ويشعر الناخبون بوخز ألم أسوأ كساد منذ الحرب العالمية الثانية ويريد كثيرون معاقبة حزب العمال الذي يشغل سدة الحكم منذ عام 1997 على فضيحة سياسيين انتهكوا لوائح حسابات المصروفات الخاصة.

حكوميون يعلنون تأييدهم لبراون

في المقابل اعلن الوزراء واعضاء البرلمان البريطاني هنا اليوم تأييدهم ودعمهم للتصريحات التي ادلى بها براون التي اتت في اعقاب استقالة وزيرالعمل. وتعليقا على ذلك ذكر وزير النقل البريطاني جيوف هون quot;انه من الضروري ان نعيد بناء الثقة باقتصادنا وبنظامنا السياسي لذلك يعتبر براون هو الشخص الانسب لقيادة البلاد لاخراجها من الركود ومناقشة دستورناquot;.

من جانبه قال المتحدث باسم وزير العدل جاك سترو ان الوزير حزين وفوجئ بقرار الوزير بورنل معربا عن معارضته الكاملة لما قاله الاخير في اشارة لطلبه من رئيس الوزراء البريطاني تقديم استقالته والتنحي من منصبه.

وعلى الصعيد نفسه اعلن عدة وزراء تأييدهم الكامل لبراون ورفضهم لتصريحات بورنل من بينهم وزير الدفاع جون هاتون ووزير الثقافة والاعلام والرياضة اندي بيرنهام. ومن جانبه أكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند انه لن يقدم استقالته من مجلس الوزراء لكنه لم يبد ما اذا كان يؤيد براون ام لا.

حزب العمال أكبر الخاسرين في الإنتخابات المحلية

الى ذلك أظهرت النتائج الأولية للإنتخابات المحلية في بريطانيا أن حزب quot;العمّالquot; الحاكم بزعامة براون هو أكبر الخاسرين في الإنتخابات بمدينة بريستول، وفقد ثمانية من أصل 10 مقاعدة في مجلس بلديتها.وانتزع حزب quot;الديمقراطيين الأحرارquot; أربعة مقاعد من أيدي quot;العمّالquot; في مجلس بلدية بريستول، ورفع رصيده الآن من 32 مقعداً إلى 36 مقعداً، كما انتزع حزب quot;المحافظينquot; المعارض هو الآخر أربعة مقاعد من الحزب الحاكم، ورفع رصيده من 13 إلى 17 مقعداً، فيما احتفظ quot;العمّالquot; بمقعدين فقط لكن رصيده هبط من 23 إلى 16 مقعداً في مجلس بلدية بريستول. وحلّ quot;الديمقراطيون الأحرارquot; في المرتبة الأولى في انتخابات بريستول، تلاهم حزب quot;المحافظينquot; ثم quot;العمالquot;.

وتأتي هذه النتائج التي تعكس سخط الناخبين البريطانيين من تعامل حكومة quot;العمالquot; مع فضيحة نفقات النواب، في وقت يضع فيه براون اللمسات الأخيرة على التعديل الوزاري الذي يزمع ادخاله على حكومته بعد استقالة ثلاثة وزراء. وأوردت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) اليوم الجمعة نقلاً عن مصادر مطلعة أن وزير الخزانة (المالية) في حكومة براون سيبقى في منصبه بعد أن كان تردّد من قبل بأنه سيكون من بين الوزراء الذين سيفقدون مناصبهم في التعديل الوزاري الجديد.