الخرطوم: اتهم باجان أموم الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان الخرطوم بتوفير السلاح للمهاجمين الذين استهدفوا قوارب الأمم المتحدة المحملة بمساعدات الاغاثة الأحد. وقال المسؤول الجنوبي في تصريحات لبي بي سي انه يتم توزيع السلاح في الجنوب بين الجماعات المتنازعة حيث تسعى الخرطوم إلى زعزعة استقرار المنطقة قبل الاستفتاء على استقلال الجنوب في عام 2011. وقال أموم ان الخرطوم quot;اغتالتquot; معاهدة السلام.
وكان برنامج الغذاء العالمي قد أعلن الأحد ان عناصر قبلية مسلحة هاجمت قوارب تحمل مساعدات غذائية تابعة للامم المتحدة في جنوب السودان. يذكر ان الحرب الأهلية التي استغرقت 22 عاما بين الشمال المسلم والجنوب المسيحي والوثني والتي اسفرت عن مقتل 1.5 مليون شخص انتهت عام 2005.
وكان اعضاء من قبيلة جيكاني نوير هاجموا سبعة وعشرين قاربا كانت تحمل الغذاء الى منطقة تسيطر عليها قبيلة منافسة. وعاد ستة عشر قاربا فقط الى قواعدها في الناصر بولاية اعالي النيل. ويخشى سكان محليون من ان يكون الهجوم قد أسفر عن مقتل 40 شخصا على الأقل، ولكن يصعب التحقق من هذا الرقم. يذكر ان جنوب السودان شهد في الاشهر الاخيرة تصعيدا في الإشتباكات العرقية وقد اندلعت على وجه الخصوص بعد خلافات حول الماشية.
وقد فاقم تجدد العنف من المخاوف بشأن مقدرة حكومة الجنوب، التي تعتمد على عائدات النفط المتناقصة، على توفير الأمن في المنطقة التي تعاني من مشكلات امنية واقتصادية. ويرى مسؤولون جنوبيون أن هذه الموجة الأخيرة من العنف القبلي يمكن أن يستفيد منها منافسوهم من شمال السودان.
ونص اتفاق نيفاشا كذلك على اجراء استفتاء حول مصير جنوب السودان عام 2011، يختار فيه الجنوبيون بين البقاء ضمن السودان أو الانفصال.
لكن يخشى اليوم من أن يؤدي استمرار وتيرة العنف، التي اوقعت 900 قتيلاً وشردت 20 ألفاً خلال الأشهر الثلاثة الماضية، إلى تعطيل سير الانتخابات.
ويقول ديفيد جريسلي المنسق المقيم للامم المتحدة لشؤون جنوب السودان إنه إذا لم يتم احتواء التوتر القبلي بسرعة quot;فسيكون من الصعب جداً القيام بانشطة تتعلق بالانتخاباتquot;.
ويخشى بعض المتابعين للشأن السوداني من أن يتحول الوضع في جنوب السودان إلى ما يشبه اقليم دارفور غرب البلاد.
وبينما لقي 900 شخصاً مصرعهم في جنوب السودان خلال ثلاثة اشهر حسب الأمم المتحدة، تقول قوات حفظ السلام الافريقية في دارفور إن 2000 شخص قتلوا في دارفور خلال 15 شهراً.
ويشير مسؤولون في الأمم المتحدة ووكالات الاغاثة إلى واحدة من أسوأ الحوادث، عندما هاجم مسلحون من قبيلة النوير قرية لقبيلة المورل في بداية مارس/ آذار الماضي وقتلوا 400 شخص.
ويقول مسؤولون محليون إن مسلحين من المورل هاجموا منطقة للنوير منتصف ابريل/ نيسان الماضي وقتلوا 250 شخصاً منهم.
ولا يتوقف القتال في جنوب السودان على الاشتباكات بين القبائل فحسب، ففي فبراير/ شباط الماضي اشتبك جنود من الجيش السوداني مع قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان، التي تتمتع بما يشبه الحكم الذاتي في الجنوب، في مدينة ملكال الجنوبية مما أدى لمقتل 30 مدنياً وعدد من الجنود.
ومنذ ذلك الحين نشرت الأمم المتحدة 120 جندياً وموظفاً مدنياً اضافيين في المنطقة لمراقبة التوتر.
التعليقات