موسكو: أصدر بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة أوامره بوقف عمل بعثة المنظمة الدولية في منطقة من جنوب القوقاز تقع فيها جورجيا وأبخازيا. وكانت روسيا قد أنهت مهمة الأمم المتحدة في هذه المنطقة حينما استخدمت حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار يدعو إلى التمديد لبعثة الأمم المتحدة في جنوب القوقاز أعدته النمسا وكرواتيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وتركيا والولايات المتحدة.

وصوتت 10 دول لصالح إقرار مشروع القرار هذا بينما امتنعت أربع دول - الصين وفيتنام وليبيا وأوغندا - عن التصويت. ورأت روسيا أن مشروع القرار الذي طرح للتصويت يتجاهل الواقع الجديد في جنوب القوقاز حيث ظهرت هناك دولتان سيدتان جديدتان - أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية - في حين استند معدو مشروع القرار إلى القرار 1808 الصادر في أبريل 2008 الذي أشار إلى وحدة الأراضي الجورجية. وبطبيعة الحال فإن روسيا التي اعترفت رسميا باستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية لا يمكنها أن تتبنى مثل هكذا قرار.

ومن المنتظر أن يغادر موفدو الأمم المتحدة أبخازيا في غضون فترة قد تمتد ثلاثة أشهر أو ستة أشهر وفق ما قاله وزير الخارجية الأبخازي سيرغي شامبا. وضمت بعثة الأمم المتحدة في مكان وجود جمهورية جورجيا السوفيتية سابقا 483 شخصا.

وعن لجوء روسيا إلى استخدام حق الفيتو في أول سابقة من نوعها في عصرنا الحديث قال نائب وزير الخارجية الروسي غريغوري كاراسين في مقابلة مع صحيفة quot;كوميرسانتquot; إن هذا دل على quot;فشل الدبلوماسية الغربيةquot;.

وأكد المسؤول الدبلوماسي الروسي أنه بعدما تعرضت أوسيتيا الجنوبية إلى عدوان جورجي في أغسطس 2008 لم يعد أمام روسيا خيار غير الاعتراف باستقلال أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا باعتبارهما دولتين مستقلتين لأن هذا يضمن إلى حد كبير عدم تعرض أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا إلى عدوان جديد.

وأضاف كاراسين quot;أننا نؤمن بأن العلاقات بين روسيا وجورجيا ستصير في نهاية المطاف وديةquot; ولكنه شدد على أنه لا يمكن أن يحصل هذا خلال حكم القيادة الجورجية الحالية التي تسببت عبر مغامراتها اللامسؤولة في الإخلال بوحدة الأراضي الجورجية.