بغداد: تجمع المئات من العراقيين الغاضبين يوم الخميس حول الأنقاض التي خلفها تفجير في أحد الأسواق في بغداد حيث قتل 78 شخصا مطالبين الحكومة بحماية أفضل بعد ان تنسحب القوات الأميركية الى القواعد.
وأثارت سلسلة من الهجمات الشك في قدرة قوات الأمن العراقية على السيطرة على التمرد المستعصي بعد انسحاب القوات الأميركية القتالية من المدن العراقية نهاية الشهر الجاري. وقتل انفجاران آخران يوم الخميس خمسة من أفراد الشرطة واثنين من المدنيين على الاقل.
وانخفض مستوى العنف في العراق بشدة خلال العام الماضي لكن المسلحين ومن بينهم إسلاميون سنة والقاعدة لا يزالوا يواصلون هجماتهم الانتحارية وبالسيارات الملغومة التي تستهدف تقويض الحكومة التي يقودها الشيعة وتأجيج الصراع الطائفي.
وكان السكان في موقع تفجير الاربعاء في مدينة الصدر ببغداد ينتحبون ويعانقون بعضهم بعضا وصب الكثير منهم اللعنات على السلطات. وجاء الانفجار بعد أربعة أيام من تسليم الجنود الاميركيين السيطرة على المنطقة الى القوات العراقية.
وقال مصطفى حسين (33 عاما) وهو تاجر بقالة لرويترز في الموقع حيث لا تزال الأشلاء وقطع الملابس والاحذية الملوثة بالدماء تتناثر في المنطقة quot;انني اتوقع المزيد من الانفجارات. القوات العراقية ليس لديها خبرة كافية و لا تقوم بتفتيش السيارات جيدا عند الحواجز... ينبغي لهم ان يثبتوا قدراتهم للشعب.quot;
وقال جواد كاظم (40 عاما) وهو سائق سيارة اجرة بمدينة الصدر ان الهجوم استهدف تأجيج الكراهية الطائفية.
وقال quot;الجماعات الارهابية تريد ان تبعث برسالة بأنه عندما تغادر القوات الاميركية المدن سيحدث فراغ أمني. والفساد والأمن المتراخي عند حواجز التفتيش هو السبب الرئيسي لخوفنا مما هو آت.quot;
ودعا مبعوث الامم المتحدة الى العراق ستافان دي مستورا العراقيين في بيان الى تفادي العودة الى العنف الطئفي الذي كاد ان يدفع العراق نحو حرب اهلية شاملة في عامي 2006 و 2007.
وقال quot;نحن نعلم منذ فترة طويلة ان جماعات معينة... تأمل في عودة الى الأيام السوداء. ونحن نناشد كل فرد ... ألا يقع في فخ القتلة ويتفادى الرد على هذه الاستفزازات بالطريقة التي يتمنونها بشدة اي بالعنف والكراهية الطائفية.quot;
وتسبب انفجار هائل لشاحنة ملغومة يوم السبت الماضي في مقتل 73 شخصا قرب مدينة كركوك شمال العراق. وهذا الانفجار وانفجار السوق في مدينة الصدر ببغداد هما أكثر الهجمات دموية في العراق خلال أكثر من عام.
وأجل أعضاء البرلمان استجواب وزير النفط لاصدار إدانة لكلا التفجيرين كما وافق على منح عائلات ضحايا انفجار كركوك مليون دينار (856.5 دولار) لكل منها.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر انها نقلت مياها نقية وطنا من الامدادات الطبية الى المستشفى الذي يعالج فيه معظم المصابين في تفجير مدينة الصدر.
وقال طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي في بيان quot;البعد السياسي لهذه الهجمات بات معروفا وهو الدفع باتجاه تأخير او تعليق انسحاب القوات الاجنبية من المدن العراقية حسب الجدول الزمني المعتمد في اتفاقية سحب القوات.quot;
وقالت الشرطة في مدينة الفلوجة التي شهدت فترة طويلة من التوتر عادت بعدها الى الهدوء ان قنبلة زرعت على طريق دمرت عربة للشرطة وقتلت ركابها الخمسة من رجال الشرطة يوم الخميس.
كانت مدينة الفلوجة التي تقع في محافظة الانبار يوما ما مركزا للتمرد ضد القوات الاميركية الحكومية.
وقال مصدر بمستشفى ان تفجيرا آخر يوم الخميس قتل ما لا يقل عن شخصين وأصاب 30 عندما انفجرت قنبلة في موقف مزدحم للحافلات جنوب العاصمة.
وقال الجيش الاميركي ان تسعة جنود أميركيين جرحوا في شرق بغداد عندما انفجرت قنبلتان في طريق دوريتهم.
وحث رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي العالم يوم الخميس على شجب إراقة الدماء.
وقال في بيان quot;ان أصابع الاتهام في ارتكاب الجريمتين الارهابيتين في الاسواق والمناطق المكتظة بالمدنيين في مدينتي الصدر والبياع تؤشر بوضوح على الحلف التكفيري - البعثي البغيض المدعوم من الخارج والذي أوغل في دماء الابرياء من ابناء الشعب العراقي.quot;
وأضاف quot;اننا نطالب المجتمع الدولي والدول العربية والاسلامية على وجه الخصوص باعلان موقف واضح وحاسم من هذه الجرائم المروعة وان السكوت عليها لم يعد موقفا مقبولا ولا وديا تجاه الشعب العراقي.quot;
وكان المالكي قد حث العراقيين على ألا يفقدوا الأمل اذا ما استغل المسلحون انسحاب القوات الاميركية لتصعيد هجماتهم.