موسكو: اكد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الجمعة انه لا quot;يميز في شكل كبيرquot; بين الماضي والحاضر، وذلك بعدما اعتبر الرئيس الاميركي باراك اوباما انه لا يزال متأثرا بالاسلوب القديم في ادارة الامور.وقال بوتين كما نقلت عنه وكالات الانباء الروسية quot;ليس من عادتنا التمييز في شكل كبير، نحن واقفون على قدمينا ونتطلع دائما الى المستقبلquot;.وكان رئيس الوزراء الروسي يرد على تصريحات ادلى بها الرئيس الاميركي في مقابلة مع وكالة quot;اسوشيتد برسquot; وقال فيها quot;اعتقد ان بوتين لا يزال متأثرا بالاسلوب القديم في كيفية ادارة الامورquot;.

الى ذلك، ذكرت وكالة انترفاكس للانباء ان بوتين دعا الجمعة الولايات المتحدة الى عدم تنفيذ خطط لنشر درع صاروخية دفاعية في اوروبا. وقبل ايام من زيارة الرئيس الاميركي باراك اوباما لموسكو نقلت وكالات الانباء عن بوتين قوله انه اذا غيرت واشنطن نهجها لتوسيع التحالفات العسكرية .. وهي اشارة واضحة لحلف الاطلسي.. فسيدفع ذلك العلاقات مع موسكو للامام.

ونقلت وكالة انترفاكس للانباء عن بوتين قوله للصحفيين quot;اذا رأينا شركاءنا الاميركيين يحجمون عن نشر تجمعات صاورخية جديدة وانظمة دفاعية مضادة للصواريخ.. او على سبيل المثال يراجعون نهجهم في توسيع الكتل العسكرية السياسية او بصورة عامة يحجمون عن التفكير على طريقة الكتل.. فسيكون ذلك تحركا كبيرا للامام.quot; وتأتي التصريحات قبيل زيارة اوباما الى موسكو في الفترة من السادس الى الثامن من يوليو تموز.

وقال بوتين اثناء تفقد لمشروعات زراعية في منطقة كراسنودار في جنوب روسيا quot;نحن مستعدون لتعاون فعال.. نتوقع فعلا الكثير من الادارة الجديدة.quot; وقال كبير مستشاري السياسة الخارجة بالكرملين سيرجي بريخودكو يوم الجمعة ان روسيا تأمل بان تساعد زيارة اوباما لروسيا الاسبوع القادم في اعادة الثقة بين اكبر قوتين نوويتين بعد التوترات التي شابت العلاقات بينهما بسبب جورجيا وخطة الدرع الصاروخية الاميركية.

واتفق اوباما والرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف على فتح صفح جديدة في العلاقات التي تضررت في ظل الادارات الاميركية السابقة. واتفق الزعيمان على ان تكون نقطتي البداية هي العمل المشترك بشأن اتفاق جديد لخفض الاسلحة النووية والتعاون بخصوص افغانستان. وقال بريخودكو ان القضيتين ستكونان على رأس جدول الاعمال عندما يجتمع اوباما مع ميدفيديف لاجراء محادثات يوم الاثنين في مستهل زيارته لموسكو والتي تستمر من السادس حتى الثامن من يوليو تموز.

وقال بريخودكو ان اعادة بناء الثقة المتبادلة تأتي في المقام الاول. وأدت النزاعات التي حدثت في الاونة الاخيرة بسبب الدرع الصاروخية الاميركية وتوسيع حلف شمال الاطلسي ليشمل دولا من الاتحاد السوفيتي السابق والحرب التي خاضتها روسيا العام الماضي ضد جورجيا حليفة الولايات المتحدة الى افساد الاجواء بين الخصمين السابقين خلال الحرب الباردة. وتعارض روسيا بشدة خطط أميركية لنشر بطاريات صواريخ مضادة للصواريخ وانظمة رصد بالرادار في جمهورية التشيك وبولندا لرصد واسقاط اي صواريخ معادية.

وقال بريخودكو quot;دون الثقة المتبادلة في العلاقات الثنائية لا نستطيع التعامل بشان ستارت (معاهدة خفض الاسلحة الاستراتيجية) او الخطط الاميركية المتعلقة بالانظمة المضادة للصواريخ.quot; وبالاضافة الى التوقيع على مذكرة بشأن معاهدة بديلة لمعاهدة ستارت1 الموقعة عام 1991 والتي ينتهي سريانها في ديسمبر كانون الاول القادم وعلى اتفاق بشأن نقل امدادات عسكرية أميركية الى افغانستان سيوقع ميدفيديف واوباما على عدة وثائق تتعلق بمجالات حساسة في العلاقات بين الجانبين.

والقضيتان الرئيسيتان في هذا الصدد هما التوصل لاتفاق لاعادة العلاقات بين الجيشين والتي قطعت بعد حرب جورجيا وبيان بشأن التعاون في القطاع النووي المدني. وفي اغسطس اب الماضي علقت واشنطن اتفاقا يتيح لروسيا الوصول الى سوق الطاقة النووية الاميركية المربحة وذلك في اطار اجراء عقابي ضد موسكو لحربها ضد جورجيا احدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق واعترافها بمنطقتين متمردتين كدولتين.

وأبلغ اوباما ميدفيديف بان انتقادات واشنطن للاجراء الروسي الذي اتخذ لمنع جورجيا من استعادة منطقة اوسيتيا الجنوبية الانفصالية لا تزال قائمة. غير ان احراز تقدم بشأن اتفاقيات جديدة مع روسيا يشير الى استعداد واشنطن لتغيير موقفها. وقال بريخودكو ان الزعيمين سيعلنان اعادة تشكيل لجنة حكومية عالية المستوى والتي شكلت لمعالجة العلاقات التجارية وعلقتها ادارة الرئيس الاميركي السابق جورج بوش. وسيجتمع ميدفيديف واباما مع عدد من رجال الاعمال الاميركيين والروس.