واشنطن: أفادت تقارير إعلامية أميركية اليوم الخميس بأن مدير وكالة الاستخبارات المركزية CIA ليون بانيتا قد أبلغ الكونغرس بأن الوكالة تعمدت إخفاء معلومات وتضليل النواب بشكل متكرر منذ عام 2001 وحتى الآن.
وقالت شبكة CNN الإخبارية إن سبعة من الأعضاء الديموقراطيين في مجلس النواب طالبوا بانيتا في خطاب بعثوا به إليه في 26 يونيو/حزيران الماضي بالكشف عن الحقائق كاملة وتحديد المواقف التي تعمد فيها مسؤولون في الوكالة تضليل الكونغرس.
وطالب الخطاب، الذي نشرت العضو الديموقراطية في الكونغرس آنا ايشو محتواه على موقعها الإلكتروني، بانيتا بإبلاغ جميع أعضاء الكونغرس بما ذكره في شهادة له مؤخرا حول قيام مسؤولي الوكالة بإخفاء أشياء مهمة عن جميع أعضاء الكونغرس وتضليل النواب لعدة سنوات بدءا من عام 2001 وحتى الأسبوع الحالي.
وذكرت الشبكة أن مدير الاستخبارات الأسبق جورج تينيت قام في 11 فبراير/شباط عام 2003 بإبلاغ لجنة في مجلس الشيوخ بأن أجهزة الاستخبارات تعتقد بأن تنظيم القاعدة قام بالتخطيط لمهاجمة أهداف في الولايات المتحدة والشرق الأوسط ريما باستخدام أسلحة كيميائية أو مواد مشعة.
وفي الشأن ذاته، اتهم رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب وكالة الاستخبارات المركزية CIA بالكذب على اللجنة في أمور سرية وذلك في تجدد للاتهامات ذاتها التي واجهتها الوكالة بعد قيام رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي قبل أقل من شهرين باتهام الوكالة بتضليل الكونغرس عمدا.
ونسبت صحيفة واشنطن بوست اليوم الخميس إلى رئيس اللجنة العضو الديموقراطي عن ولاية تكساس سيلفستر ريز قوله في خطاب بعث به إلى قيادة مجلس النواب إن مسؤولي الاستخبارات quot;كذبوا بشكل مؤكدquot; على لجنة الاستخبارات خلال إبلاغهم لها بأحد الأمور السرية التي لم يكشف عنها.
وأضاف ريز أن تلك الواقعة تعد واحدة من ضمن عدة وقائع قامت خلالها CIA بعدم تقديم معلومات كاملة للجنة حول عدد أخر من المعلومات السرية.
وتأتي اتهامات ريز لوكالة الاستخبارات المركزية لتعيد إلى الأذهان اتهامات مشابهة وجهتها رئيسة مجلس النواب الديموقراطية نانسي بيلوسي إلى CIA في 14 مايو/أيار الماضي واتهمتها حينها بتعمد إخفاء معلومات عن أساليب الاستجواب المستخدمة ضد مشتبهين بالإرهاب وذلك خلال جلسة إحاطة عقدتها الوكالة مع بيلوسي في عام 2002.
ورفض ريز في تصريحات صحافية له الكشف عن سبب توجيه الاتهامات لوكالة الاستخبارات وطبيعة المعلومات التي أخفتها عن الكونغرس، مشددا على أن جميع المعلومات تعد سرية إلا أنه قال لاحقا في بيان له إن مدير الوكالة الحالي ليون بانيتا أبلغ لجنة الاستخبارات بحقيقة ممارسات الوكالة وذلك خلال جلسة إحاطة في 24 يونيو/حزيران الماضي.
ومن جانبها، رفضت CIA الاتهامات الموجهة إليها، مؤكدة في بيان عبر المتحدث باسمها جورج ليتل أن quot;الوكالة ومديرها ملتزمان بالحوار مع الكونغرس وإبلاغه بأي أمور ينبغي إثارتها بسرعة ووضوحquot;.
وكان البيت الأبيض قد حذر أمس الأربعاء من استخدام حق النقض (فيتو) ضد أحد البنود التي وضعها الأعضاء الديموقراطيين في مجلس النواب في قانون سلطة الاستخبارات الذي سيتم عرضه على المجلس اليوم الخميس والتي تخول رئيسي لجنتي الاستخبارات في مجلسي الشيوخ والنواب سلطة تحديد المعلومات التي ينبغي الكشف عنها أمام أعضاء اللجنتين بالكامل.
وأبدى البيت الأبيض اعتراضه على اللغة المستخدمة في هذه المادة معتبرا أنها ستشكل انتقاصا لصلاحيات السلطة التنفيذية.
وكانت وكالة الاستخبارات المركزية قد أصدرت قبل شهرين وثائق قالت فيها إنها أطلعت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي عام 2002 خلال عضويتها في لجنة الاستخبارات بالمجلس على استخدامها لأسلوب محاكاة الغرق في استجواب مشتبهين بالإرهاب وهو ما نفته بيلوسي، مؤكدة أن الوكالة قامت بتضليل الكونغرس quot;عمداquot; إلا أن الأعضاء الجمهوريين في الكونغرس اتهموا بيلوسي بعدم قول الحقيقة كاملة وعبروا عن دعمهم لأساليب الاستجواب المستخدمة من قبل CIA.
التعليقات