تساؤلات وعلامات استفهام بعد البيان الختامي
قمة الثماني أصابت الجميع بخيبة الأمل .. إلا برلسكوني !
إعداد أشرف أبوجلالة :
جاءت مسودة البيان الختامي لقمة الثماني التي تستضيفها مدينة quot;لاكويلاquot; الإيطالية منذ الأربعاء الماضي وتختتم أعمالها اليوم الجمعة لتطرح الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام حول جدوى النتائج التي تم التوصل إليها من جانب قادة الدول التي شاركت في القمة، وكذلك مدى فاعليتها المنتظرة على الصعيد العملي بشأن مجموعة من القضايا الحيوية والشائكة خلال الفترة المقبلة. وفي هذا السياق، تعد اليوم صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية تقريرا ً مطولا ً حول النتائج التي خلص إليها القادة، وتحت عنوان يحمل بين طياته الكثير والكثير من الانتقادات لرئيس الوزراء الإيطالي، قالت الصحيفة ( قمة الثماني أصابت كثيرين بخيبة الأمل إلا برلسكوني ) ndash; حيث تقول أنه في الوقت الذي اعتبر فيه رئيس وزراء إيطاليا تلك القمة بأنها quot;معجزة لوجيستيةquot;، شجب منتقدون عدم إحرازها تقدماً ملموساً في بعض القضايا التي يأتي على رأسها التغير المناخي، وإيران، والتجارة.

وبصورة تبعث على التهكم والتقليل من شأن البيان الختامي للقمة، استهلت الصحيفة حديثها بالقول أن ما تم إنجازه في قمة لاكويلا بدا أقل إشراقا ً من الشمس التي تسطع على القمم الوعرة المطلة على تلك المدينة الجبلية الإيطالية. وأردفت الصحيفة، لتقول أنه وبالرغم من الجهود التنظيمية الهائلة التي بذلتها إيطاليا في سبيل استضافة تلك القمة التي شهدت تجمع قادة 40 دولة تقريباً، ونحو 3500 صحافي، إلا أن الحدث لم يسفر عن قدر كبير من الموضوعية. من جانبها، قالت منظمة غرين بيس التي تعنى بالدفاع عن البيئة في العالم، أن الدول التي شاركت في قمة الثماني أهدرت quot;فرصة تاريخيةquot; بشأن التعهد بإحداث تخفيضات نصفية في انبعاثات الغازات الدفيئة.

وقالت الصحيفة أن الدول الثمانية الصناعية الكبرى ndash; الولايات المتحدة، وكندا، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، واليابان، وروسيا ndash; تعهدوا بخفض انبعاثاتها من الكربون بنسبة 80 % قبل عام 2050 ، غير أنها تعثرت في محاولاتها لإشراك الاقتصادات النامية الكبرى مثل الصين والهند في مبادرات التغيير المناخي. بينما قال خبراء متخصصون في الشؤون المناخية ومجموعات عاملة في الحقل البيئي أن ارتفاعا ً بمقدار درجتين في درجات الحرارة المؤوية للأرض سيكون أمراً من شأنه أن ينشر حالة من الخراب في الزراعة والنظم الإيكولوجية والمناطق الجليدية. وقالت الصحيفة أن فشل القمة في إيجاد أرضية مشتركة يُشدد على التحديات الكبيرة التي تلوح في الأفق، بينما يحاول العالم وضع معاهدة تغيير مناخي جديدة خلال الاجتماع الذي سيُعقد في كوبنهاغن في شهر ديسمبر / كانون الأول القادم.

وفي هذا السياق، تنقل الصحيفة عن بول كوك، مدير وكالة quot;تيرفاندquot; الخيرية للإغاثة والتنمية البريطانية، قوله :quot; لقد فُقِدت هنا فرصة كبيرة لإظهار القيادة والطموح. كما غرقت الأحلام الطموحة بالوصول لمعدل انخفاضات معين للانبعاثات في عام 2020 دون أي أثر ، كما لا تزال الخلافية المالية أمراً قائما ً. كما أن الدول الثرية تحتاج لوضع أهداف قصيرة الأجل، وسيتعين عليها أن تقدم أداءا ً أفضل خلال قمة العشرين للاقتصاديات الكبرى المزمع إقامتها في مدنية بتسبيرغ الأميركية خلال شهر سبتمبر / أيلولquot;.

وعلى الصعيد الإيراني، تشير الصحيفة إلى موجة التكهنات التي سادت الأوساط المشاركة في القمة بأن القادة سيقومون بفرض عقوبات على طهران نتيجة أعمال القمع التي شنتها الحكومة هناك عقب انتهاء الانتخابات الرئاسية، لكن ذلك لم يحدث، واكتفوا في النهاية بإصدار بيان quot;استنكرواquot; فيه أعمال العنف التي شهدتها البلاد. وبالنسبة لمبلغ الـ 20 مليار دولار الذي خصصه القادة للدول الفقيرة من أجل الغذاء، فقد ثارت حوله أيضاً موجة كبيرة من الشكوك، نظراً لعدم اتضاح الصورة إلى الآن بخصوص المبالغ التي سيتم منحها لكل دولة. وتنقل الصحيفة في هذا الشأن عن أوتيف إيغبوزر من منظمة (اكشن أيد) غير الحكومية، الذي تساءل بقوله :quot; هل كل هذه الأموال خاصة بعمليات تمويل جديدة ؟ فمن منظور سجل عمليات التسليم الخاصة بالقمة، لا يزال هناك قدر كبير من العمل جاريا ً في هذه الأثناءquot;.