لندن:بدأت شرطة العاصمة البريطانية الجمعة تحقيقاً جنائياً في إدعاءات المعتقل السابق بالقاعدة العسكرية الأميركية في خليج quot;غوانتانوموquot; بكوبا، بنيام محمد، بتورط الحكومة البريطانية بعمليات تعذيب تعرض لها أثناء اعتقاله من قبل الجيش الأميركي.

وكان محمد، والذي احتجزته القوات الأمريكية بالمغرب قبل نقله إلى أفغانستان ومن ثم إلى غوانتنامو، قد تقدم بشكوى اتهم فيها وكالة المخابرات البريطانية MI5، بأنها زودت القوات الأمريكية بمعلومات مفصلة عن حياته وأصدقائه أثناء إقامته ببريطانيا.

ومن جهتها ذكرت شرطة العاصمة البريطانية، في بيانها، أن القضية تستحق المتابعة، وذلك بناء على شهادة شاهد آخر، رمّز إليه باسم quot;الشاهد بيquot;، والذي يعتقد أنه ضابط في MI5، كان قد كشف أمام المحكمة العليا البريطانية العام الماضي عن أساليب التحقيق التي تستخدمها وكالته.

وكان محمد قد وصل إلى مطار العاصمة البريطانية لندن يوم 23 فبراير/ شباط الماضي، بعد أن زادت قضيته الجدل الدائر حول أساليب معاملة واشنطن للمشتبهين بالتورط في قضايا الإرهاب بالمعتقل.

وجرى إطلاق سراح محمد، وهو إثيوبي الأصل، بموجب اتفاقية بين السلطات الأمريكية والخارجية البريطانية، وذلك لإنهاء قضيته التي بدأت بعد اعتقاله في باكستان عام 2002، حيث ادعى أنه اعترف بأدوار في تنظيمات quot;إرهابيةquot; تحت التعذيب في المغرب، قبل أن يتم نقله لأفغانستان، ومن ثم إلى غوانتانامو عام 2004.

وسبق لمحمد أن اتهم MI5 بالضلوع في ما تعرض له، علماً بأن الإفراج عنه يأتي بعد اتهام واشنطن له العام الماضي بمحاولة تفجير مبنى سكني باستخدام quot;قنبلة قذرةquot; مشعة، قبل أن تعود السلطات الأمريكية لإسقاط التهم في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وتبع ذلك قيام محمد بإضراب مفتوح عن الطعام احتجاجاً على توقيفه، وفي بيان عقب الإفراج عنه، عاد ليكرر اتهام سجانيه الأمريكيين بتعذيبه، كما طالب بإطلاق سراح كافة سجناء معتقل غوانتانامو.

وقال محمد: quot;لقد مررت بتجربة لم أعتقد أنني سأعيشها في أسوأ كوابيسي.. قبل هذه المحنة، كان تعبير 'تعذيب' مجرد مصطلح في ذهني، ولم أتصور يوماً أنني سأكون ضحيته.quot; وتابع محمد: quot;لست أطالب بالثأر، بل فقط بكشف الحقيقة كي لا يكون على أحد في المستقبل التعرض لما تعرضت إليه.quot;