ميركل ستبحث مع مبارك مقتل مروة الشربيني

تداعيات حادث مروة الشربيني تلقي بظلالها المتفاوتة في مصر

تشييع جثمان مروة الشربيني ظهر اليوم وسط دعوات بالتعقل

المزيد من المظاهرات من أجل المصرية مروة الشربيني

الإدعاء الألماني يحظر النشر في قضية الشربيني

جنازة رسمية بمصر لـquot;شهيدة الحجابquot;

برلين: شارك آلاف الألمان من مدينة درسدن شرق البلاد، ومدن أخرى السبت في احتفال تأبين للمصرية مروى الشربيني التي تقيم في ألمانيا وقتلـها في قاعة المحكمة ألمانيًا كانت قد ادعت عليه بتهمة المضايقة العنصرية. وقد وصفـت الجريمة بأنها جريمة عنصرية أثارت سخط الجاليات الإسلامية في ألمانيا. ورفِعَت على الدرج المؤدي إلى مبنى بلدية دريسدن صور لمروى وسط تجمع صامِت، ثم عمد المشاركون واحدًا تلو الآخر إلى وضع وردة بيضاء قبل أن يوقِعوا على سجل تعاز.

وشارك في التجمع العديد من المسؤولين المِصريين والألمان، بينهم الزعيم الاشتراكي الديمقراطي فرانز ميونتي فيرينغ ورئيس بلدية درسدن لوتز فوغل، وذلك بعد اقل من أسبوعين على هذه الجريمة التي أثارت تساؤلات حول رد الفعل المتأخر لوسائل الإعلام الألمانية والأوساط السياسية. وقالت مارتينا رونش غروسر التي تقيم في المدينة، ووفـدَت مع زوجِها، إنها متأثرة جدًا كأم وكجدة، وتـُعَد اكبر خسارة لدرسدن منذ وقت طويل، مضيفة أن الضحية هي ضحية، مهما كان أصلها.

هذا وقرر الإدعاء الألماني فرض حظر النشر في القضية. وجاء هذا القرار في أعقاب تقارير أفادت بأن المتهم، وهو من أصل روسي، قام بالتخطيط لتنفيذ جريمته داخل ساحة المحكمة، حيث نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن المتحدث باسم الإدعاء العام في دريسدن، قوله إنه quot;لن يتم نشر أي تفاصيل تتعلق بجريمة القتل، قبل تحريك الدعوى القضائية ضد المتهمquot;.

ووفقًا لما نقل موقع quot;أخبار مصرquot;، فإن قرار حظر النشر جاء ردًا على تقرير لمجلة quot;فوكوسquot; الألمانية، ذكرت فيه المتهم أليكس دبليو (28 عامًا)، خططًا لجريمته قبل ارتكابها، ولكن المتحدث باسم الإدعاء رفض التعليق على صحة التقرير، مشددًا على عدم الإدلاء بأي تفاصيل متعلقة بالقضية في ظل استمرار التحقيقات.

إلى ذلك، بعث وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، رسالة إلى نظيره المصري أحمد أبو الغيط، أبلغه فيها تعازيه للشعب المصري، وخاصة لعائلة الضحية مروة الشربيني، وفقًا لما نقل الموقع الرسمي لراديو quot;دويتشه فيلهquot; الألماني. وأعرب شتاينماير، في بيان صدر عن وزارة الخارجية الجمعة، عن quot;بالغ أسفه لمقتل المواطنة المصريةquot;، وشدد على قوله: quot;سنبذل كل ما في وسعنا للحيلولة دون حدوث مثل هذه الجرائمquot;، وتابع قائلاً: quot;لا مكان في ألمانيا لمعاداة الأجانب أو معاداة الإسلامquot;.

وأثارت الجريمة، التي لم تلق اهتمامًا إعلاميًا في ألمانيا إلا بعد أسبوع من وقوعها، حالة من الغضب الشديد، امتدت إلى وسائل الإعلام الألمانية نفسها، حيث تساءلت صحيفة quot;دير تاغشبيغلquot;، قائلة: quot;لماذا بقي مقتل امرأة محجبة لم تسقط ضحية جريمة شرف، مجرد خبر هامشي صغير لمدة أسبوع؟quot;

وفي سياق متصل، دعا البروفيسور بيتر هاينه، أستاذ العلوم الإسلامية بجامعة quot;هومبولتquot; في برلين، إلى quot;التعامل بشكل جدي مع حالة الغضب التي انتابت مصر، عقب مقتل مروة الشربينيquot;، وأضاف: quot;يجب أن نأخذ غضب الشعب المصري بشكل جدي للغايةquot;، مشددًا على أن هذا الغضب quot;حقيقي لا تنظمه أنظمة معينةquot;.

وعزا هاينه حالة الغضب التي ظهرت في عدد من المظاهرات في مصر، والتي تم خلالها ترديد هتافات ضد ألمانيا، إلى ثلاثة أسباب، أولها الاعتقاد بأن مروة قتلت لأنها محجبة، وثانيها ما تردد من أن رجل الشرطة الألماني أطلق الرصاص على زوج مروة في قاعة المحكمة بعدما اعتقد أنه الجاني لمجرد أن بشرته داكنة.

أما السبب الثالث، بحسب البروفيسور الألماني، هو أن الشعب المصري رأى أن رد فعل الحكومة الألمانية على الحادث، لم يكن متعاطفًا بالقدر الكافي، وفقًا لما نقلت صحيفة quot;بيلدquot; الألمانية الجمعة. وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قد أعربت عن تعازيها الشخصية للرئيس المصري حسني مبارك، في quot;وفاةquot; مروة الشربيني، خلال لقاء على هامش قمة الثمانية بمدينة quot;لاكويلاquot; الإيطالية.

وقُتلت الزوجة الشابة (33 عامًا)، والتي كانت حاملاً في شهرها الثالث، بعدما تلقت 18 طعنة قاتلة، من قبل مواطن ألماني، داخل قاعة محكمة quot;لاندس كريتشquot; في دريسدن، كما أُصيب زوجها علوي علي عكاز، العميد بمعهد الهندسة الوراثية بجامعة المنوفية، بعدة طعنات وعيار ناري، أثناء محاولته إنقاذ زوجته.

وكان علوي يقيم مع زوجته مروة، التي كانت حاملاً في شهرها الثالث، بالإضافة إلى طفلهما مصطفى، البالغ من العمر ثلاث سنوات، في دريسدن منذ عام 2003، بعد حصوله على منحة شخصية لدراسة الهندسة الوراثية بمعهد quot;فاكس بلانكquot;، وكان من المقرر أن يناقش رسالة الدكتوراة بعد أيام.