نضال وتد من تل أبيب: دفع ازدياد وتيرة المظاهرات وأعمال الشغب التي يقوم بها اليهود الأصوليون الأرثوذكس المعروفون باسم quot;حريديمquot;، على خلفية قيام الشرطة باعتقال أمراة حريدية، دأبت على تجويع طفلها، وليس فقط على خلفية quot;حرمة السبتquot;، بالصحف الإسرائيلية إلى الحديث علنا عن الحرب الثقافية داخل القدس. وأبرزت الصحف على صفحاتها الأولى قضية الطفل المذكور، بعد أن تبين أنه عانى على مدار عامين من سوء التغذية،، كما أبرزت صور الحريديم وهم يرشقون أفراد الشرطة بالحجارة، ويغلقون الشوارع الرئيسية في القدس. إلى ذلك تناولت الصحف تسجيل أعلى نسبة بطالة في الأعوام الثلاثة الأخيرة، وقرار النيابة العامة تقديم لائحة اتهام ضد سكرتيرة أولمرت، واتهام الأخير للمستشار القضائي للحكومة بتلفيق ملف له.

حرب ثقافية وليس مجرد أعمال شغب

اعتمدت يديعوت أحرونوت في تغطيتها الصحفية لأحداث القدس ومظاهرات الحريديم المبدأ القائل بأن الصورة أبلغ من ألف كلمة، فنشرت صورة الطفل اليهودي، الذي اعتادت والدته على تجويعه، إلى جانب صور لحريديم وهو يشعلون الإطارات في القدس، وإلى جانب تغطيتها لمجريات المواجهات بين الحريديم وبين رجال الشرطة، فقد أبرزت الصحيفة عنوانا للكاتب يئير لبيد، نجل الوزير السابق الراحل تومي لبيد قال فيه إن هؤلاء ليسو حريديم بل هم مجرمين، ولبيد في السياق الثقافي الإسرائيلي، رمز من رموز العلمانيين وحربهم ضد الإكراه الديني في إسرائيل. إلى ذلك نشرت الصحيفة تعليقا لعالم الأنتروبولوجيا د. يهودا غودمان تحت عنوان حرب ثقافية قال فيه: إن ما يحدث في أوساط الحريديم هو أن مجموعات صغيرة تتنافس فيما بينها تكون في طليعة إطلاق المظاهرات والمواجهات مع أفراد الشرطة، وهي مجموعات اعتاد أفرادها تلقي ركلات خيل الشرطة، وهم على استعداد لتلقي الضربات وحتى السجن ليكونوا أبطال quot;الحريدية الحقيقيةquot;ز هيهذ المجموعات الصغيرة هي التي تبدأ بموجات الأعمال والاحتجاج وتجر وراءها جمهور اليهود الحريديم بأكمله.

وكشف د. غودمان في مقالته إن الحريديم اليهود يحملون عمليا موقفا مزدوجا من الدولة العبرية ورموزها، فهم على استعداد للتعامل مع المؤسسة والتعاون معها، ولكنهم في الوقت ذاته لا يترددون في مقارعتها ومواجهتا، كجزء من الحفاظ على هويتهم الدينية وتميزهم في حمل فكرة التقشف والزهد في الحياة المادية. وهم يعتبرون أن أساس الهوية عندهم لا يقف عند الالتزام في تعاليم الدين المتشددة، والحفاظ على حرمة السبت، وإنما أيضا في إظهار تمايزهم وتميزهم عن العلمانيين والدولة ورموزها.

ويصل غودمان إلى القول في مقالته quot;إن الأحداث الأخيرة في القدس، هي جزء من حرب ثقافية، من نوع الحروب التي ترافقها معارك مختلفة. ولا توجد معركة شبيهة بأختها. المعركة الحالية الدائرة حول اعتقال المرأة الحريدية التي يشتبه فيها تجويع ابنها لا تشبه المعارك حول فتح مواقف السيارات أيام السبتquot;. ويضيف غودمان أنه على الرغم من الاختلاف بين المعركتين ، معركة السبت والمعركة الحالية فإن كلا منهما تغذي الثانية وتشحنها بالطاقة.

إيران تواجه صعوبات في تهريب الأسلحة لقطاع غزة

قالت هآرتس إن عناصر استخباراتية غربية وإسرائيلية ترصد في الفترة الأخيرة صعوبات في أداء شبكة تهريب الأسلحة التي تديرها إيران، لمساعدة نظام حماس في قطاع غزة. وقالت الصحيفة إن الانخفاض في حجم التهريب، يعود إلى تزايد إدراك في الأوساط الدولية لهذه المشكلة، على أثر عملية quot;الرصاص المصبوبquot; في قطاع غزة وإطلاق الصواريخ الفلسطينية خلال الحملة باتجاه البلدات الإسرائيلية. وكانت وسائل الإعلام نشرت أن سلاح الجو الإسرائيلي هاجم خلال شهر آذار الماضي قوافل لتهريب الأسلحة إلى القطاع في السودان وأحبط تهريب الأسلحة إلى القطاع.

وتقوم إيران بتمويل عمليات تهريب الأسلحة، وتدير الشبكة التي تعمل بطرق شبيهة بتلك التي عملت بها على مدار نحو عقدين من الزمن لتهريب الأسلحة إلى حزب الله في لبنان عبر سوريا. لكن مسار التهريب إلى القطاع أكثر تعقيدا. إذ يبدو أن يتم تحميل البضاعة في ميناء بندر- عباس دنوبي إيران ومن هناك تمر عبر الخليج الفارسي إلى اليمن. ومن اليمن ترسل الأسلحة إلى السودان ومن هناك عبر مهربين مصريين إلى القطاع. ويتم تهريب الأسلحة للقطاع إما عبر قناة السويس، وإما عبر الأنفاق إلى البدو في سيناء، ومن ثم إلى رفح المصرية وأخيرا عبر الأنفاق مرة أخرى إلى رفح الفلسطينية .

ووفقا لهآرتس فإن جزءا من هذه الأسلحة يصنع في الصين حيث تقوم إيران، على ما يبدو بشرائه، أما القسم الآخر فيصنع في إيران نفسها. وتضم هذه الأسلحة قذائف صاروخية قصيرة ومتوسطة المدى، صواريخ مضادة للدبابات، متفجرات ووسائل قتالية أخرى. وبحسب هآرتس فإن الأسلحة تصل إلى السودان عبر سفن تجارية مدنية متوسطة الحجم، اعتادت أن تنقل في طريق عودتها، حسبما تبين من عمليات تفتيش قام بها الأسطول الأميركي لبعض هذه السفن، في البحر الأحمر، عمالا أجانب غير قانونيين، وبضائع مختلفة، من بينها كميات كبيرة من الرب.

أجهزة الأمن تضغط على الحكومة بعدم إقرار قانون حماس

قالت معاريف إن جهات في أجهزة الأمن الإسرائيلية، وديوان رئيس الحكومة، ومصلحة السجون تمارس ضغوطا مكثفة على عضوي الكنيست، داني دنون، يريف لفين، بهدف حثهما على سحب مشروع قانون quot;أسرى حماسquot;، والذي قدمه الاثنان بهدف حرمان أسرى حماس من الزيارات العائلية، طالما ترفض حركة حماس السماح بزيارة الأسير الإسرائيلي غلعاد شاليط. وتأتي هذه الضغوطات في الوقت الذي من المقرر أن تب اللجنة الوزارية لشؤون التشريع، بعد غد الأحد في مصير اقتراح القانون المذكور. ونقلت الصحيفة عن عضو الكنيست دنون، أنه يرفض الرضوخ لأي من هذه الضغوط، وأنه مصمم على طرح مشروع القانون أمام اللجنة الوزارية.

وبحسب معاريف، فإن الجهات الأمنية تمارس ضغوطها المذكورة بادعاء أن اقتراح القانون من شأنه أن يضر بالجهود الرامية للإفراج عن الجندي غلعاد شاليط، في حين تمارس مصلحة السجون العامة ضغوطا تحسبا من أن يؤيدي إقرار مشروع القانون إلى اضطرابات وأعمال شغب في السجون التي تحتجز فيها إسرائيل أسرى من حركة حماس.

وذكرت الصحيفة إلى أنه كان من المقرر أن تبت اللجنة في اقتراح القانون المذكور قبل أسبوعين إلا أن اللجنة الوزارية الخاصة أرجأت البت فيه بسبب الضغوط التي مارستها أجهزة الأمن الإسرائيلية على الوزراء خشية أن يعرقل ذلك الجهود الرامية للإفراج عن شاليط، فيما يقول عضو الكنيست دانون، مقدم الاقتراح إن منع الزيارات عن أسرى حماس سيدفع بأهاليهم إلى الضغط على حركة حماس للموافقة على زيارة الجندي شاليط من قبل عائلته أو مندوبين عن الصليب الأحمر الدولي.