واشنطن: ازدادت حدة التوتر بين الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية في الأسابيع القليلة الماضية بعد تمسك واشنطن برفض كافة العمليات الاستيطانية التي تشرع إسرائيل بتنفيذها داخل الأراضي الفلسطينية.
ويتهم المسؤولون الإسرائيليون في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو إدارة الرئيس باراك أوباما بمحاولة تجاهل تفاهمات تم الاتفاق على أطرها العامة بين إدارة الرئيس جورج بوش السابقة وحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق آرييل شارون عام 2003.

وفي هذا السياق، قال نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي دان ميريدور أمس الثلاثاء إن على إدارة أوباما التعامل مع تلك التفاهمات، معتبرا أنه تم إبرام التفاهمات مع الولايات المتحدة الأميركية لا مع إدارة بوش فقط.

quot;إدعاءات لا تفاهماتquot;
غير أن صحيفة واشنطن تايمز قالت في عددها الصادر الأربعاء إن الاتهامات الإسرائيلية ليست إلا ادعاءات، حيث أن واشنطن لم توقع مطلقا أي اتفاق مع تل أبيب بهذا الصدد.

وأوضحت الصحيفة، نقلا عن دوف وايسغلاس، كبير مستشاري رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق آرييل شارون ، أن الاتفاقات التي يتحدث عنها المسؤولون الإسرائيليون حول السماح بتوسيع المستوطنات الإسرائيلية في إطار نموها الطبيعي، لم تكتمل وأن الطرفين لم يوقعا على أي اتفاقية بهذا الخصوص.
وأضاف وايسغلاس الذي كان معنيا بالمفاوضات مع واشنطن آنذاك، أن الاتفاق لم يتم تفعيله بين الطرفين لأنهما لم يحددا التفاصيل المتعلقة بعمليات بناء مساكن جديدة داخل المستوطنات وحدودها.

وأشار إلى أن الاتفاق يقضي بأن توقف إسرائيل مصادرة الأراضي الفلسطينية وبناء مستوطنات جديدة وتلغي الإعفاءات الضريبية للإسرائيليين الراغبين بالانتقال إلى المستوطنات التي أقيمت على أراض كانت مملوكة من قبل العرب.
ويسمح لإسرائيل، ضمن الاتفاق، ببناء مساكن جديدة داخل حدود البناء في المستوطنات، إلا أن هذه الحدود لم يتم ترسيمها مطلقا، وفقا لوايسغلاس.

وقال وايسغلاس إن شارون انشغل بحلول عام 2005 بالانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة وإن الجانبين الأميركي والإسرائيلي ألغيا خطط ترسيم حدود المستوطنات في الضفة الغربية.
ورأت واشنطن بوست أن إسرائيل تتعرض بسبب قضية الاستيطان لضغط أميركي شديد لم تعهده منذ أن حجبت إدارة بوش الأب ما قيمته 10 مليارات دولار كانت مخصصة لإسرائيل.

صدام حتمي
يأتي ذلك فيما اعتبر باحثون في أكبر معهد إسرائيلي للدراسات الإستراتيجية الاربعاء أن إسرائيل والولايات المتحدة تتجهان إلى quot;صدامquot; بسبب التعثر الذي تشهده عملية السلام مع الفلسطينيين وسوريا.
وقال خبراء معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب في تقريرهم السنوي quot;لا الموافقة المشروطة لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو على إقامة دولة فلسطينية ولا التفاهمات الجزئية بين إسرائيل وواشنطن حول الملف النووي الإيراني، تكفي لمنع البلدين من أن يجدا نفسيهما على طريق صدام.quot;

ودعا الباحثون في تقريرهم تل أبيب إلى القيام بمبادرات تجنبها مواجهة طويلة الأمد مع واشنطن، من ضمنها التأكيد على فكرة السلام الاقتصادي التي دعا إليها نتانياهو.
ورأى هؤلاء أن هذه المبادرات ينبغي أن تستهدف quot;اتفاقات جديدة مؤقتة مع الفلسطينيينquot; تمهيدا لتسوية شاملة على المدى الطويل، بالنظر إلى استحالة تجاوز الخلافات العميقة والانشقاق داخل الصف الفلسطيني بين الرئيس محمود عباس وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة على المدى القريب.