بغداد:وصل إلى بغداد الجمعة قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي، الجنرال ديفيد بتريوس، في زيارة هي الأولى للعراق منذ انسحاب القوات الأميركية من المدن العراقية في 30 يونيو/ حزيران الماضي، وذلك ضمن جولة له بالمنطقة شملت عدداً من الدول العربية. وأكد مسؤول في السفارة الأميركية في بغداد أن الجنرال بتريوس، والذي كان يتولى قيادة قوات الجيش الأميركي في العراق، سوف يلتقي عدداً من المسؤولين العسكريين والسياسيين، وفي مقدمتهم الجنرال ريموند أوديرنو، الذي يُعد أكبر مسؤول عسكري أميركي في العراق.

وتهدف زيارة قائد القيادة المركزية الأميركية للعراق، التي تأتي قبل يوم من إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية فيما يُعرف بإقليم quot;كردستانquot;، إلى بحث وتقييم الوضع الأمني في مختلف البلدات والمدن العراقية التي انسحبت منها القوات الأميركية أوارخ الشهر الماضي. ووصل المسؤول العسكري الأميركي إلى بغداد قادماً من الكويت، التي وصل إليها الخميس، حيث اجرى مباحثات مع نائب رئيس الأركان العامة للجيش الكويتي، الفريق الركن أحمد الخالد، وبعد زيارة للملكة العربية السعودية الأربعاء، استقبله خلالها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز.

وكان الجنرال بتريوس قد أعرب، في تصريحات أدلى بها مؤخراً في القاهرة، عن قلقه إزاء ارتفاع وتيرة أعمال العنف في العراق، مشيراً إلى أن الهجمات قد تستمر بعد انسحاب القوات الأميركية من المدن العراقية، ولكنه شدد على أن مستوى العنف قد تراجع كثيراً. تتزامن زيارة بتريوس إلى العراق مع فرض قوات الأمن العراقية إجراءات مشددة في إقليم quot;كردستان، استعداداً للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقرر إجراؤها السبت، شملت تلك الإجراءات إغلاق حدود الإقليم ووقف الحركة الجوية.

وجاء في بيان صدر عن quot;وزارة الداخلية في الإقليمquot;، أنها أعدت خطة أمنية محكمة للحفاظ على أمن واستقرار الأوضاع في يوم التصويت العام للانتخابات، تتضمن إغلاق المعابر الحدودية مع دول الجوار، لمدة 24 ساعة قبل موعد الانتخابات، كما ستتوقف الملاحة الجوية من وإلى الاقليم لمدة 24 ساعة أيضاً. وأشارت الوزارة الإقليمية إلى أنها أمرت بوضع حواجز أسمنتية أمام مراكز التصويت بمختلف مدن الإقليم، إضافة إلى انتشار قوى الأمن بصورة مكثفة في تلك المراكز ومحيطها، بهدف الحفاظ على سلامة الناخبين.

ويتمتع إقليم quot;كردستانquot;، الواقع شمالي العراق، بحكم ذاتي موسع منذ عام 1991، عندما وُضع تحت حماية غربية، في أعقاب حرب الخليج الثانية، ويضم محافظات quot;دهوكquot; وquot;إربيلquot; وquot;السليمانية.quot; ويتنافس خمسة مرشحين على منصب رئيس الإقليم، أبرزهم الرئيس الحالي مسعود البرزاني، فيما يتنافس 507 مرشحين على 111 مقعداً في برلمان الإقليم.