لندن: أوباما يريد نتائج، المعارضون الإيرانيون يسعون إلى تكريم قتلى الإحتجاجات، النخبة الحاكمة في إقليم كردستان العراق تخسر كثيرا من الأصوات. من هذه العناوين يٌلاحظ ان الصحف البريطانية الصادرة الاثنين ركزت في تغطياتها الشرق اوسطية على التطورات الجارية في المنطقة، وتحديدا في جولة جورج ميتشل المبعوث الاميركي الخاص للشرق الاوسط، وتداعيات نتائج الانتخابات الايرانية، والتغييرات في موازين القوى التي افرزتها الانتخابات التي شهدها اقليم كردستان في العراق.

ففي الغارديان نقرأ عنوانا يقول: اوباما يريد رؤية نتائج، والنتائج هنا تتعلق بالجولة التي يقوم بها ميتشل في المنطقة، بعد اسبوع عد من الاسوأ خلال عهده الرئاسي، واجه خلاله الرئيس الاميركي معركة من اجل انقاذ خطته لاصلاح نظام الرعاية الصحية، التي تقع في صلب سياسته الداخلية.

الرئيس الاميركي يريد ان تخرج جولة ميتشل، وبعده وزير الدفاع روبرت جيتس، ومستشاره للأمن القومي جيم جونز، اللذين سيزوران المنطقة لاحقا، في اطار الاندفاعة الاميركية نحو تحريك وتنشيط عملية السلام، هذا المريض الذي ما زال في غرفة الانعاش، لكن اوباما لم يفقد شيئا من طموحاته لانجاز شيء على هذا الصعيد، حسب الصحيفة.

quot;مهمات صعبة جداquot;

وترى الصحيفة ان امام المعنيين عددا من القضايا الكبرى في المنطقة على الطاولة، من ابرزها دعوة سورية الى التفاوض مجددا، واحتواء ايران، وتطبيع العلاقات بين اسرائيل والعالم العربي، والضغط على اسرائيل لتجميد نشاطات الاستيطان في الضفة الغربية.

الغارديان تقول انها جميعا مهمات في غاية الصعوبة، ورغم ذلك يبحث اوباما عن تحقيق نتائح ملموسة فيها، والدرس الذي تعلمته الادارة من ادارة بوش السابقة يتمثل في وجوب وضع مسؤول اميركي كبير في كل غرفة يتم فيها التفاوض على اي شأن من هذه الشؤون. واوباما لا يمكن ان يتهم بالتقصير هنا، فهو يرسل مبعوثيه، لكن السؤال هنا: هل سيعني هذا ان الامر سيختلف، او ان شيئا سيتحقق بالفعل.

الصحيفة تعتقد انه من الممكن ان تتحقق انجازات محدودة في عدد من القضايا، اذ قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون امام وزراء الخارجية الاوروبيين الاسبوع الماضي ان الاطراف تقترب من الاتفاق على وقف عمليات التوسع الاستيطاني في الضفة، وهو الحد الادنى من المطالب الفلسطينية.

اما اعادة احياء المفاوضات السورية الاسرائيلية غير المباشرة، والتي علقت بسبب الحرب التي شنتها اسرائيل على غزة، هو احد اهم اهداف وجود ميتشل في المنطقة، والتي يرى الاخير انها هدف ممكن التحقق في المستقبل القريب بوساطة تركية، حيث اعلنت انقره قبل ايام عن استعدادها للقيام بها الدور.

الغارديان تقول ان الثمن الذي تطلبه اسرائيل لاعادة مرتفعات الجولان التي تحتلها من عام 1967 ربما يفوق قابلية الرئيس السوري بشار الاسد، حتى لو كان بمقدوره تقديمه في حال ظل في الحكم مدة كافية، هذا الثمن هو الانتقال من جهة الى جهة اخرى، او بمعنى آخر تغيير التحالفات، او، بمعنى عملي، التوقف عن تسليح حزب الله اللبناني، واغلاق مقر حركة حماس في دمشق، والتخلي عن العلاقة القريبة مع ايران.

الصحيفة تقول انه لا توجد اي علامات على ان الاسد ابدى استعدادا للضغط على حماس، ولا توجد مؤشرات على ان دمشق ستقدم شيئا ملموسا في المفاوضات المزمعة، فسورية ترى نفسها قوة اقليمية، ومن غير المرجح ان تضحي بحلفائها القدامى لتشكيل تحالف جديد مع اسرائيل.

انتخابات كردستان

صحيفة الاندبندنت غطت الانتخابات البرلمانية والرئاسية في اقليم كردستان العراق تحت عنوان: مكاسب الاصلاحيين تهز شمالي العراقي المستقر، وتقول ان الدعوات لوقف احتكار السلطة اتت بمكاسب قوية لصالح حزب quot;جورانquot; او حزب التغيير، وهو حزب اصلاحي، هزت هذا الجزء من العراق.

هذا الحزب حقق، حسب الصحيفة، نتائج قوية في محافظة السليمانية الواقعة شرقي الاقليم، والتي تعتبر معقلا تقليديا قويا للرئيس العراقي جلال طالباني، على حساب تراجعات قوية لاداء حزبه، الاتحاد الوطني الكردستاني، نقلا عن محطة الشرقية الفضائية العراقية.

وتشير الصحيفة الى ان الحكومة المركزية في بغداد تراقب تلك الانتخابات عن قرب للوقوف على اي مؤشرات تفيد بأن التحالف الكردستاني بين الحزبين الرئيسين، الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي الكردستاني، ربما بدأ يتصدع، وهو امر مهم بالنسبة لبغداد التي على خلاف مع حكومة الاقليم، التي هددت باللجوء الى السلاح في حال لم تتحقق مطالبها بضم منطقة كركوك الغنية بالنفط الى الاقليم.

صفعة قوية

اما صحيفة التايمز فقد شاركت زميلتها القول ان الحزبين الرئيسيين منيا بصفعة قوية بتحقيق المعارضة الكردية انتصارات ملموسة، مما يضعهما امام مواجهة سياسية صعبة من الداخل، لاول مرة.

وتقول الصحيفة ان آخر النتائج تشير الى ان مكاسب الحزبين الرئيسيين ربما تراجعت الى النصف لصالح حزب التغيير، في كلا جناحي الاقليم، السليمانية واربيل، عاصمة الاقليم شبه المستقل، ومقر زعيم الحزب الديمقراطي ورئيس الاقليم مسعود بارزاني.

وتنقل الصحيفة عن حزب جوران قوله انه حصد بين 27 و 30 مقعدا من مقاعد البرلمان، وحصلت احزاب المعارضة الاخرى على ما بين 12 الى 15 مقعدا، في حين لم تزد مقاعد المعارضة في البرلمان المنتهية ولايته على 18 مقعدا، ثلاثة منها فقط يحتلها غير الاسلاميين.

العلم اخضر

ومن انتخابات كردستان العراق الى تداعيات الانتخابات الرئاسية الايرانية، حيث نطالع في صحيفة الاندبندنت تحليلا بقلم ربرت فيسك تحت عنوان: احتجاجات ايران تتحول الى الساحة الدولية، والنظام يرد.

يقول فيسك ان انعكاسات تلك الاحتجاجات وصلت الى 80 مدينة في ست قارات، مع تحول مقلق تمثل في ارتفاع الاصوات المطالبة بالتخلص من نظام الجمهورية الاسلامية برمته، وهو امر لم يشجع عليه المعارض الرئيسي مير حسين موسوي او مؤيدوه.

فيسك يرى ان لا احد بين المحتجين الاصليين دعا الى اسقاط نظام الجمهورية الاسلامية، بل كانوا يطالبون بالعدالة والنزاهة في الانتخابات واعادتها، والعلم كان اخضر، وموسوي من الداعين، ولعدة اعوام، الى امة يشرف على حكمها رجال الدين.

الدعم والانقسام

ويقول الكاتب ان الدعم الشخصي للمرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي للرئيس الفائز محمود احمدي نجاد يظهر عمق الانقسام في النخبة الدينية الحاكمة، وكيف ان العديد من رجال الدين الشيعة في مدينة قم، حيث يتركزون، قلقون من الاوضاع الحالية، لكن هذا كله لم يؤد بموسوي واعوانه الى فكرة التخلي عن انجازات الثورة التي اطاحت بنظام الشاه محمد رضا بهلوي في عام 1979.

ويضيف فيسك ان المشكلة تكمن هنا، فالقيادة الايرانية تريد اقناع العالم والايرانيين معهم، بل وحتى نفسها، ان مظاهرات واحتجاجات طهران ليست سوى مؤامرة شيطانية شريرة خطط لها من الخارج، والمتأمرون هم، كالعادة، وكالة المخابرات المركزية الاميركية ومجاهدي خلق، ولا ننسى بريطانيا بالطبع.

ويقول الكاتب انه كلما نجحت السلطات في اضفاء تهمة quot;الجاسوسيةquot; على موسوي وانصاره كلما كثرت الاعتقالات والاعتداءات والقتل، على اعتبار انها اجراءات ضرورية تهدف الى السيطرة على النشاطات المعادية للثورة الاسلامية في ايران.

صحيفة التايمز تناولت الموضوع الايراني من زاوية اعتزام المعارضة تنظيم مناسبة لتكريم قتلى الاحتجاجات في البلاد، والمقرر ان تقام في مسجد في طهران الخميس، والتي تقول انها تضع الرئيس احمدي نجاد تحت وجبة جديدة من الضغوط.

طلب المعارضة تنظيم هذه المناسبة اعلن عنه في وقت يواجه فيه احمدي نجاد مصاعب في تشكيل حكومته الجديدة، والطلب، كما تقول الصحيفة، وضع تحديا امام السلطات، فان وافقت عليه فقد تفتح الباب امام مزيد من الاحتجاجات على ما اعتبر نصرا quot;مسروقاquot; لاحمدي نجاد.