موسكو: قالت وزارة خارجية جمهورية أوزبكستان في بيان لها حول إتفاق الرئيسين الروسي والقرغيزي على إقامة قاعدة عسكرية روسية جديدة في جنوب قرغيزيا إن أوزبكستان لا ترى مبررا لدخول مزيد من القوات الروسية إلى الجنوب القرغيزي، بل ترى إمكانية أن يستثير وجود قاعدة روسية قرب حدود جمهوريات آسيا الوسطى الثلاث (قرغيزيا وأوزبكستان وطاجيكستان) قوى التطرف، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى زعزعة استقرار منطقة شاسعة يصعب التكهن بتطورات الوضع فيها.

ويقول خبراء أوزبك إن أوزبكستان تخشى أن تُستخدم قوات روسية تعتزم قرغيزيا استضافتها لفض منازعات بين جمهوريات آسيا الوسطى، إذ يُفترض أن تكون هذه القوات ضمن قوات مشتركة تابعة لمنظمة الأمن الجماعي التي تضم إلى جانب روسيا وقرغيزيا، أرمينيا وبيلوروسيا وكازاخستان وطاجيكستان وأوزبكستان، مع العلم أن هناك مسائل خلافية كثيرة بين أوزبكستان وكل من قرغيزيا وطاجيكستان.

ويرى بعض الخبراء أن السبب الرئيسي وراء اعتراض أوزبكستان على إنشاء قاعدة عسكرية روسية جديدة في قرغيزيا هو أن موسكو لم تقدم إشعارا مسبقا بهذا الشأن إلى طشقند وبالتالي فإنها جرحت مشاعر الرئيس الأوزبكي اسلام كريموف خاصة أن الولايات المتحدة الأمريكية أقرت بأن أوزبكستان تلعب دورا زعاميا في منطقة آسيا الوسطى.

ويقول المحلل السياسي رفيق سيفولين، وهو مستشار سابق لرئيس جمهورية أوزبكستان، إنه يرى ضرورة أن يؤخذ رأي أوزبكستان في الاعتبار عندما يتم إعداد خطط من هذا القبيل.

ومن جهة أخرى، يرى الخبير الروسي ألكسي فلاسوف أنه من الضروري أن تنتهز روسيا أي فرصة للدخول في تعاون عسكري-سياسي ثنائي أو متعدد الأطراف مع بلدان آسيا الوسطى، معتقدا أن هذا ما تقتضيه ضرورة منع زحف حلف شمال الأطلسي على هذه المنطقة.

أما الخبير أندريه غروزين من معهد الدراسات الخاصة بالدول المستقلة الجديدة فقد رأى في بيان وزارة الخارجية الأوزبكية رسالة وجهتها طشقند إلى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مفادها أن أوزبكستان قد تستدير موقفها في مجال السياسة الخارجية باتجاه الغرب.