أشرف أبوجلالة من القاهرة: أصدر المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في قطر تقريرا ً مطولا ً أكد من خلاله على أن المجهودات التي يتم بذلها في سبيل تدعيم المرأة القطرية والدفع بها لاعتلاء مناصب عليا في السلك الدبلوماسي والوزارات الاقتصادية بالبلاد باءت جميعها بالفشل. ووجد هذا التقرير أنه في الوقت الذي توجد فيه زيادة طفيفة بعدد السيدات القطريات اللائي يشغلن مناصب بارزة في الوزارات الخدمية المدنية، إلا أنهن لم يتمكن إلى الآن من الوصول إلى المناصب العليا في الوزارات الحكومية المرتبطة بالسياسة والقانون والاقتصاد والشؤون الخارجية.
من جانبه، اهتم اليوم موقع quot;ذا ميديا لاينquot; الإخباري الأميركي المهتم بالشؤون الشرق أوسطية بتسليط الضوء على تلك الدراسة، التي كشفت أيضا ً عن أن السيدات يستحوذن على نسبة قدرها 43 % من المناصب العليا في المنظمات القطرية غير الحكومية، وأن نسبة السيدات اللائي يشغلن مناصب بارزة بمجالات العمل الخدمية المدنية قد ارتفعت من 5.2 % في عام 2001 إلى 7 % في عام 2007. ومع هذا، فقد وجدت الدراسة عدم وجود سيدات يشغلن مناصب على مستوى السفراء، وأن تمثيلهن لمناصب الوكلاء قد انخفض من 14.3 % في عام 2001 إلى 2.4 % في عام 2007.
وقالت الدراسة :quot; لازالت فرص السيدات القطريات في الترقي الوظيفي للمناصب العليا بالوزارات الحكومية أقل من تلك الفرص الخاصة بالرجال الذين يحملون نفس المؤهلات الدراسية. وبينما كان تمثيل المرأة في المناصب العليا متركزا ً فقط على الوزارات والإدارات المعنية بالشؤون الاجتماعية، بما فيها الصحة والتعليم وجامعة قطر، إلا أنهم لم يحظون بتمثيل في تلك الإدارات والوزارات المعنية بالشؤون السياسية والاقتصاديةquot;. إلى هنا، أوضح الموقع أن الحكومة تقوم بتوظيف 71 % من القطريين بشكل مباشر، بينما يتم توظيف نسبة أخرى قدرها 16.7 % من جانب الهيئات أو الشركات الحكومية. كما تبين أن السيدات يواجهن أيضا ً سقف زجاجي محكم في مجالي العمل بالقانون ووسائل الإعلام.
فتقول الدراسة :quot; رغم أن المحاميات القطريات يُشكلن نسبة قدرها 13.7 % من إجمالي عدد المشتغلين بمهنة المحاماة في البلاد، إلا أن مناصب القضاة في المحاكم القطرية لا زالت مقتصرة على الرجال، في الوقت الذي تشغل فيه سيدتين فقط منصب المدعي العام مقارنة ً بـ 48 رجل يمتهنون هذا المنصب. وبالرغم من ازدياد عدد السيدات القطريات العاملات في الصحف والمجلات من 13.2 % في 2004 إلى 22.1 % في عام 2007، إلا أن الرجال لازالوا يهيمنون على منصب رئيس التحريرquot;.
في غضون ذلك، عبَّرت منظمات المجتمع المدني القطرية عن تفاخرها بعدد السيدات اللائي يَقُدْنَ العمل في المنظمات غير الحكومية. وفي معرض تعليقه على نتائج تلك الدراسة، نقل الموقع عن مسؤول كبير من مؤسسة قطر التي تقوم بتمويل مجموعة من منظمات التنمية الاجتماعية في البلاد، بعد أن طلب عدم الكشف عن هويته :quot; نحن نعتني في قطر عموما ً بالجودة وليس الجنس. فمنذ عامين وعندما بدأنا في تطبيق المزيد من التغييرات النسائية، بدأنا نرى كثير من السيدات في مناصب بارزة، سواء في قطاع الأعمال أو في الحكومة. وإذا كانت المرأة مؤهلة، فلما لا يتم منحها المنصب ؟quot;.
ونوه الموقع في النهاية إلى أن السيدات القطريات في المجمل يحملن مؤهلات دراسية أعلى في الدرجة من أزواجهن، وذلك في الوقت الذي تمتلك فيه البلاد أعلى نسبة طلاق بالعالم العربي. وقد وجدت دراسة مسحية للقوى العاملة أجرتها هيئة الإحصاء القطرية الشهر الماضي أن 36.4 % من السيدات القطريات quot;نشطاء اقتصاديا ًquot; مقارنة ً بـ 87 % من الرجال.
التعليقات