برلين: أعلن نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي دان ميريدور ان الحكومة الإسرائيلية الجديدة مستعدة للتفاوض بشأن الحدود النهائية، إلاّ انه جدد رفض إسرائيل العودة إلى حدود العام حزيران/يونيو من العام 1967.
وأكد ميريدور في حديث إلى مجلة quot;دير شبيغلquot; الألمانية على استعداد حكومته للتفاوض مع الفلسطينيين وقال quot;لا نريد أن ننتظر، قلنا ذلك منذ اليوم الأول لحكومتناquot;، إلاّ انه لفت إلى وجود مشكلة أساسية مع الفلسطينيين وهي quot;عدم قبولهم بوجود دولة يهودية إلى جانب الدولة الفلسطينيةquot;. وأشار إلى ان إسرائيل منفتحة على التفاوض حول الحدود النهائية إلاّ ان أكد انها لن تعود إلى حدود العام 1967، لافتاً إلى انه تم الاتفاق في رسالة بوش إلى أولمرت وفي تفاهمات جنيف بأن التكتلات الاستيطانية ستكون جزءاً من دولة إسرائيل في أي اتفاق نهائي.

وفي ملف القدس، قال ميريدور ان جميع الحكومات الإسرائيلية اتفقت على عدم تقسيم القدس، وأضاف quot;هذا هو موقفنا الواضح ولكن يمكننا التفاوض حول القدس. لا يوجد شروط مسبقةquot;. وأقر بصعوبة العملية السلمية وعزا ذلك بشكل خاص إلى quot;إدخال الدين إلى الصراعquot;، وقال ان quot;الحكام العرب كرهونا في الماضي ولكنهم شعروا بذلك بناء على أفكار قومية ولكن منذ الثورة في طهران عام 1979 سمعنا لهجة مختلفة: الإيرانيون وحزب الله وحماس يقاتلوننا باسم الدينquot;. واعتبر ان هذا الأمر سيئ لأن quot;الناس يمكن أن يقدموا تنازلات، أما الله فلا يتنازل عن شيء أبداًquot;.

ورداً على اعتبار القدس، بنظر الإسرائيلييين، شأناً دينياً، واعتبار المستوطنين المتشددين ان quot;الأرض المقدسة لهم وحدهم لأنها حق منحها الرب لهمquot;، أجاب ميريدور انه quot;لا مجال للمقارنة هناquot;، مضيفاً quot;ان البابا يوحنا بولس الثاني قال 'ان القدس مكرسة لجميع الأديان ولكن شعباً واحداً وعد بها'quot;. وقال ان حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو جاءت بعد سعي رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين يقدم أكثر مما قدم أي إسرائيلي من قبل، مؤكداً ان حكومة نتنياهو لن تقدم أكثر مما قدم أولمرت. وفي موضوع التوسع الاستيطاني، قال ميريدو ان أولمرت توصل مع إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش إلى اتفاق وافق بموجبه الأميركيون على أن يكون هناك بناء في المستوطنات القائمة.

وفي حين أكد ميريدور ان الإسرائيليين لا يشعرون ان أوباما يضغط عليهم في موضوع الاستيطان، قال ان هناك بعض النقاشات المتواصلة حول التوصل إلى تسوية في هذا الشأن إلاّ انه رفض إعطاء تفاصيل أو تأكيد أو نفي ما قيل عن نية إسرائيل تجميد الاستيطان لـ12 شهراً. وفي الملف الإيراني، أكد ميريدور ان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لم يتخذ قراره بضرب إيران مثلما أثير في وسائل الإعلام، وأضاف ان عدم السماح لإيران بامتلاك طاقة نووية ليس مشكلة إسرائيل وحدها بل مشكلة العام بأسره. واعتبر ان امتلاك إيران قنبلة نووية سيشكل quot;انتصاراً للمتطرفين على المعتدلين في العالم العربي وسيغير التوازن في الشرق الأوسط، ودعا إلى تشديد العقوبات على إيران وأن تقود الولايات المتحدة الجهود الدولية في هذا الاتجاه.

ووصل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو على رأس وفد أمس الإثنين إلى العاصمة البريطانية، لندن، في مستهل جولة أوروبية تشمل أيضا ألمانيا. ويضم الوفد الوزراء يعالون ودان ميريدور وبني بيغن ويوسي بيلد ونائب وزير الخارجية داني أيالون والقنصل السابق ألون بنكاس. ومن المقرر أن يلتقي نتنياهو المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في برلين الخميس المقبل.