بوسطن: أشارت صحيفة quot;بوسطنquot; إلى أن الانتخابات الأفغانية معيبة لكنها أبعد ما تكون عن الفشل، لافتة إلى أن في أعقاب الانتخابات الرئاسية في أفغانستان، وصف المتمردون عملية التصويت بالفاشلة، في حين يصر بعض المسؤولين الدوليين على أن الانتخابات كانت ناجحة. وأشارت الصحيفة إلى أن الانتخابات لم تكن فاشلة، حيث تحركت الملايين لتحدي تهديدات حركة quot;طالبانquot; وممارسة حقوقهم. كما أن الانتخابات الأفغانية لم تمثل نجاحاً، فلم يكن بوسع الجميع التصويت، وقد وردت تقارير ذات أهمية افادت بأن عمليات الغش عابت تلك الانتخابات.

لكن الأهم حسب الصحيفة هو أن الانتخابات كانت جيدة بما فيه الكفاية. وأوضحت أن استخدام كلمة quot;نجاحquot; من شأنها أن تخلق توقعات للمستقبل سيكون من المستحيل الوفاء بها، لا سيما وأن توقعات مواءمة عملية التصويت للمعايير الدولية المعتمدة هي ببساطة غير واقعية. وذكرت أنه على الرغم من عيوب الانتخابات الأفغانية، فان العملية الانتخابية لا تزال حاسمة لمستقبل أفغانستان. ورأت أن مزايا الانتخابات تفوق بكثير البديل الآخر وهوعدم وجودها، حتى في خضم التحديات الساحقة.

وكانت الانتخابات الرئاسية الأفغانية لعام 2004 قد سجلت مشاركة الناخبين بنسبة 70 %، أما الانتخابات البرلمانية لعام 2005 فقد واجهت تراجعاً شديداً لحماس الناخبين، اذ كانت نسبة الاقبال 50 % فقط. أما بالنسبة للانتخابات الحالية، فتقدر نسبة الاقبال على المشاركة بنسبة تتراوح بين 40 % و50 %. وعلى عكس انتخابات في العام 2004، فان الانتخابات الحالية في أفغانستان تمت تحت اشراف دولي، وان كان ذلك على نطاق واسع داخل تدهور البيئة الأمنية. ومن الناحية السياسية، تمثل الجولة الثانية من التصويت انتكاسة كبيرة للرئيس الأفغاني حامد كرزاي، وفوزه المحتمل في التصويت النهائي يمكن أن يضعفه سياسياً. كما قد تجبر الجولة الثانية من التصويت كرزاي على التقليل من ابرام الصفقات والتنازل عن المزيد من رأس المال السياسي.

وذكرت أن زيادة تقويض مصداقية كرزاي تزيد من احتمالية حدوث المزيد من الفساد والجمود والاستقطاب السياسي. ورأت أن لابد أن نكون واقعيين بشأن غياب حل قصير الأجل للوضع في أفغانستان، وأنه سيكون من الصعب على وسائل الاعلام والجمهور تفهم ذلك، خصوصاً أنهم اعتادوا على الحلول العلاجية السريعة لحل المشاكل. وأشارت إلى أن الحديث في دوائر السياسة الخارجية الأميركية بات يدور حول ما اذا كانت أفغانستان تمثل حربا اختيارية أم ضرورة لا بد منها. وقد فُرض الخيار على الولايات المتحدة، وتم اتخاذ هذا القرار لمواصلة مهمة الاتفاق مع الحلفاء، وذلك كله لصميم المصلحة الوطنية الأميركية ومن أجل الأمن والاستقرار الدولي.

أما بالنسبة لأفغانستان، فقد أظهر الاقبال على التصويت في ظل الظروف الصعبة بقاء بصيص من الأمل، والسؤال هو ما اذا كان لدى المجتمع الغربي الرغبة والارادة لمواصلة دعم الجهود المبذولة على المدى الطويل.