عامر الحنتولي، إيلاف: في وقت تتنامى فيه المبالغات والتهويلات وفقًا لاتّهامات حكوميّة من جانب جمعيّات وجهات بيئيّة كويتيّة بشأن المخاطر الجمّة التي أفرزها قرار السلطات الكويتيّة بتحويل مجرى مياه الصرف الصحّي إلى البحر بعد انفجار محطّة معالجة مياه الصرف الصحّي الأسبوع الماضي، وغرق شوارع كويتيّة رئيسة بتلك المياه، فقد علمت quot;إيلافquot; بأنّ الحكومة الكويتيّة شرعت على نحو فوري في الاتصال بشركات عالميّة عملاقة تملك خبرة في إبعاد شبح الكوارث البيئيّة البحريّة، وذلك بعد ساعات قليلة من قرار حكومي بمنع الصيد والسباحة في نقاط محدّدة على الساحل الكويتي، تجنّبًا لأيّ أمراض يمكنها أن تصيب مرتادي تلك الشواطئ بعد رصد بداية عمليّة تلوّث نجمت عن صبّ مئات الأمتار من مياه الصرف الصحّي غير المعالجة بعد الحادثة الشهيرة.
ووفقًا لمعلومات quot;إيلافquot;، فإنّ إبعاد مخاطر التلوّث البيئي عن الشواطئ الكويتيّة أصبح الهمّ الأساسي للحكومة الكويتيّة، خصوصًا مع تنامي نسبة المخاوف من حصول كارثة على سواحلها تؤدّي إلى إضعاف الثروة السمكيّة الكويتيّة، وقتلها وحصول ظاهرة مدّ أحمر، الأمر الذييعني في حال حصوله تلوّثًا بحريًّا شديدًا من شأنه أن يجعل المياه الكويتيّة خالية من الثروة السمكيّة، وارتفاعًا خطرًابالغازات السامّة في الأجواء الكويتيّة، إذ لا تزال السلطات المحليّة تسابق الوقت لإنهاء أزمة محطّة quot;مشرفquot; لمعالجة مياه الصرف الصحّي، إذ يخشى أن تشتدّ الغازات السامّة الناجمة عن تفاعل مخلّفات مياه الصرف الصحّي، وانبعاثها في الأجواء، علمًا بأنّ هذه الغازات السامّة من شأنها أن تصيب بأمراض خطرة وقاتلة، في وقت أكّدت فيه جمعيّات بيئيّة أنّ التحرّك الحكومي لا يزال بطيئًا جدًّا في وجه الكارثة الواقعة.
وصبّت جماعة الخطّ الأخضر، وهي أكبر جمعيّة بيئيّة كويتيّة، جام غضبها على الحكومة الكويتيّة والإجراءات التي اتّخذتها حتّى الآن، مطالبةً بإقالة رئيس الحكومة الشيخ ناصر المحمد الصباح ونوّابه بسبب التقاعس المريب عن التحرّك لحلّ المشكلة بشكل جذري، بدلاً من الحلول الموقّتة التي يمكن أن تكون سببًا في وقوع الكارثة المتأرجحة حتّى الآن، معلنةً أنّها بصدد عقد مؤتمر صحفي للشعب الكويتي الليلة في مقرّها في العاصمة الكويتيّة للإعلان عن نسب التلوّث وحجم المخاطر وخطر الغازات السامّة الذي يستوجب إخلاء المناطق المجاورة للمنقطة التي تقع فيها محطّة quot;مشرفquot; لمعالجة مياه الصرف الصحّي، وذلك بعدما ظهرت خلال الأيام الأخيرة تصريحات لمصادر حكوميّة كويتيّة نشرت في الصحف اليوميّة تتحدّث عن تطمينات للمخاوف الشعبيّة من أن تتطوّر الأمور نحو الأسوأ، والتأكيد على أنّ جميع المسائل المرتبطة بالحادثة الأخيرة لا تزال تحت السيطرة الكاملة.
التعليقات