بغداد: قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري السبت ان بلاده مع احتواء الازمة مع دمشق، لكنه كرر في الوقت نفسه تصميم العراق على المضي قدما في مطالبة مجلس الامن بتشكيل محكمة جنائية دولية لمحاسبة المتورطين في التفجيرات الاخيرة في بغداد والذين يؤكد انهم في سوريا. واوضح زيباري في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الايراني منوشهر متكي في اطار الحديث عن التوتر بين بغداد ودمشق quot;نحن مع معالجة الازمة واحتوائها ومنع اي تصعيد او توتر اكبرquot;. الا انه اوضح ان quot;الحكومة العراقية مصممة على المضي في قراراتها واجراءاتها التي اعلنها مجلس الوزراء، حول المطلوبين قضائيا وحول السعي للذهاب الى مجلس الامن لتشكيل محكمة جنائية لمحاسبة ومعاقبة المتورطين في هذه الجرائم البشعة والشنيعة ضد الشعب العراقيquot;.

وتابع مؤكدا استمرار العلاقات الدبلوماسية مع سوريا quot;نحن هنا لسنا في معرض طلب وساطة من ايران، فالعلاقة مع سوريا قائمة وموجودة وسفارتا البلدين موجودتان ومتواصلتانquot;. وكان مجلس الوزراء العراقي قرر في الخامس والعشرين من الشهر الحالي تكليف وزارة الخارجية مطالبة مجلس الأمن الدولي بتشكيل محكمة جنائية دولية لمحاكمة مجرمي الحرب الذين خططوا ونفذوا جرائم حرب وجرائم إبادة ضد الإنسانية بحق المدنيين العراقيين. ووصل متكي الى بغداد السبت للمشاركة في تشييع الزعيم الشيعي عبد العزيز الحكيم وتقديم التعازي لضحايا الهجوم المزدوج الذي استهدف وزارتي الخارجية والمالية في التاسع عشر من آب/اغسطس الحالي واوقع اكثر من مئة قتيل ونحو 600 جريح.

ووصل الوزير الايراني صباح السبت الى العاصمة العراقية quot;لتقديم التعازي بوفاة السيد الحكيم وضحايا الهجوم المزدوجquot; حسب ما قال زيباري لفرانس برس. وتوفي الحكيم (60 عاما) في طهران الاربعاء بعد صراع مع مرض سرطان الرئة. وقال مصدر في السفارة الايرانية في بغداد ان وزير الخارجية جاء في زيارة رسمية تستمر يوما واحدا للمشاركة في مراسم تشييع عبد العزيز الحكيم. واستنكر متكي التفجيرات الاخيرة التي استهدفت مؤسسات الدولة، حسب ما افاد بيان لمكتب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي التقاه.

واكد متكي ان quot;تثبيت الأمن والاستقرار وفقدانه في العراق له تأثيرات مباشرة على جميع الدول المجاورة للعراقquot;. واضاف متكي quot;على كل جيران العراق الالتزام وبارادة جادة للمساعدة في توفير الامن والاستقرارquot; مضيفا quot;يخطئ الذين يعتقدون ان بامكانهم باعمال ارهابية ان يؤثروا على العراقquot; وارباك اوضاعه قبل الانتخابات التشريعية. وكان العراق طلب من سوريا تسليم قياديين بعثيين عراقيين يشتبه بضلوعهم في الهجومين اللذين وقعا في بغداد. واستدعت بغداد بعد كشف مصادر امنية لاعترافات احد المتورطين بالهجوم تشير لتورط قيادي في حزب البعث المنحل يعيش في سوريا بالتخطيط للهجوم، سفيرها في دمشق التي ردت بعد بضع ساعات باستدعاء سفيرها.

من جانبه، اعتبر المالكي ان quot;ما حدث من جرائم مروعة يوم الأربعاء الدامي لن يثنينا او يقلل من عزيمتنا في التصدي للتحالف البعثي-التكفيري الذي يخطط للعودة بالبلاد الى مربع الديكتاتورية ولعهود الاستبداد والتمييز والتهميشquot;. واشار زيباري خلال المؤتمر الصحافي الى quot;بحث عدد من القضايا الثنائية المشتركة وتفعيل اللجان المشتركة الفنية لترسيم الحدود البرية والبحرية خصوصا وان هناك قضايا عالقةquot;. واعلن زيباري موافقة ايران على تشكيل لجنة فنية مشتركة لبحث قضية شح المياه. وقال quot;بحثنا مسألة الشح والنقص في المياه ومصادر المياه القادمة من الجانب الايراني الى العراق ووافقت الجمهورية الايرانية على تشكل لجنة فنية عراقية ايرانية لبحث الموضوع والمساعدة في هذا الجانب، وهذا ما توقعنا من الجارة المسلمة لمساعدة الشعب العراقيquot;. ويعاني العراق من شح كبير في المياه، خصوصا بعد ان قطعت ايران اكثر من 30 رافدا تصب في نهر دجلة، بالاضافة الى اقامة تركيا العديد من السدود على روافد نهر الفرات.