موسكو: يرى بعض الخبراء الاسكندينافيين أنه بالإضافة إلى سعي موسكو إلى السيطرة على سوق أوروبا للغاز الطبيعي، يقف وراء إصرار موسكو على إنشاء خط أنابيب في قاع بحر البلطيق لنقل الغاز من روسيا إلى ألمانيا عبر ما يعرف بـquot;خط الغاز الشماليquot; (أو quot;التيار الشماليquot;) نية روسيا للسيطرة على منطقة بحر البلطيق عسكرياً.

واستدل الخبراء على هذا من تكثيف روسيا لنشاطها العسكري في المنطقة في الفترة الأخيرة حيث بدأت القوات الروسية مناورات quot;لادوغا 2009quot; في أغسطس، فيما ستبدأ مناورات quot;غرب 2009quot; في منطقة كالينينغراد الروسية وفي بيلوروسيا في سبتمبر، بمشاركة جميع الوحدات البحرية الروسية المرابطة في بحر البلطيق وبحار الشمال. وسيشارك في هذه المناورات عدد كبير من الجنود يزيد على عدد المشاركين في مناورات quot;لادوغا 2009quot; البالغ عددهم نحو 60 ألف شخص.

وهناك في جمهوريات البلطيق السوفيتية سابقا من يزعمون أن اتفاق نقل الغاز من روسيا إلى ألمانيا عبر بحر البلطيق يساوي اتفاقية عدم الاعتداء التي وقعتها ألمانيا مع الاتحاد السوفيتي قبيل بدء الحرب العالمية الثانية!

وفي تصور الكاتب الصحفي الفنلندي اولي كيفينين، معلق صحيفة quot;هلسنكين سانوماتquot; الفنلندية، فإن الوضع العسكري السياسي في منطقة بحر البلطيق سيتغير تغيرا جوهريا مع مد أنبوب الغاز في قاع البحر.

والحقيقة أن وزارة الخارجية الفنلندية لا تتفق مع هذا الرأي كما أشار إلى ذلك مستشار الوزارة هيسكي هاوكالا قائلا quot;إن مصالح روسيا في بحر البلطيق مصالح تجارية وليست عسكرية سياسيةquot;.

ورأى بعض المراقبين أن حادث اختطاف سفينة quot;اركتيك سيquot; التي قادها طاقم روسي، مثل ذريعة إضافية لتكثيف النشاط العسكري الروسي في بحر البلطيق. ويرى الخبير الروسي يوري ديريابن، وهو سفير سابق، أن الدوافع الاقتصادية هي الغالبة وراء مشروع خط الغاز الشمالي.

إلا أن هذا لا يلغي ضرورة أن تستعيد روسيا مواقعها العسكرية في بحر البلطيق والتي تضعضعت خلال العقد الأخير من الزمن بعد انضمام جمهوريات البلطيق السوفيتية سابقا إلى حلف الناتو كما أشار إلى ذلك سفير روسيا السابق.