صنعاء، وكالات: أعلن مصدر عسكري يمني مسؤول اليوم الأحد أن وحدات من الجيش أحبطت هجوما للحوثيين على موقع في منطقة الجرائب بمحافظة صعده شمال اليمن وكبدت العناصر المهاجمة خسائر كبيرة. وقال المصدر الذي لم يذكر اسمه في بيان quot; تصدت قوات الجيش والأمن بباسلة للحوثيين في منطقة الجرائب ملحقين في صفوفها خسائر كبيرة نتيجة للكثافة البشرية للمهاجمين الذين سقطوا بين قتيل وجريح quot;. وأضاف أن الهجوم الخاطف الذي نفذته وحدات من الجيش والأمن أسفر عن مصرع أربعة من قادة الحوثيين، خلال المعركة التي استمرت أكثر من تسع ساعات قبل أن تفر العناصر التابعة للحوثي مخلفة بعض جثث القتلى من أتباعها. وأشار إلى quot; تدمير سيارة تابعة للحوثيين على مدخل وادي الشرج، وكذا تدمير عدد من الأوكار التي كان الحوثيون يتمرسون فيها بمناطق التباب المطلة على منطقة الصفراء ووادي شرمات quot;.

من جهة أخرى جوبهت دعوة عبد الملك الحوثي الى النازحين بالعودة إلى منازلهم وقراهم بالسخرية من قبل مصدر مسؤول في السلطة المحلية بمحافظة صعده. واعتبر المصدر أن تلك الدعواتquot;مساعي من الحوثي وأتباعه للاستمرار في استخدام المواطنين والنازحين منهم كدروع بشرية من اجل الاستمرار في ارتكاب quot;ما وصفها بالأعمال الإجرامية بحق الوطن والمواطنين.

بدوره نفى محمد عبدا لسلام المتحدث باسم الحوثي -اتهام اللجنة الأمنية للحوثيين باختراق قرار تعليق العمليات العسكرية في محافظة صعده. وقال لموقع quot;نيوز يمن quot;:quot; نحن لم نخرق الهدنة على الإطلاق وإنما السلطة ربما تنوي الالتواء على ما تعهدت به وأعلنتهquot;. واعتبر أن قرار إيقاف الحرب quot;قرار مسؤول ووطني كون أبناء البلد هم الخاسرquot;فيها. واتهم قيادات عسكرية مرتبطة بجهات خارجية quot;برفض إيقاف الحرب ومحاولة الزج بالوطن والجيش والمواطنين إلى وقود حرب لن تنتهي أبداًquot;.

يذكر أنه الهدنة المعلنة لم تدم غير 4 ساعات، واستؤنفت المعارك العنيفة فجر أمس بين الجيش اليمني والحوثيين، مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى في شمال البلاد. وإتهم اليمن الحوثيين بإشعال القتال من جديد في محافظة صعدة بخرق هدنة استهدفت السماح بوصول المساعدات الانسانية. وقالت اللجنة الامنية العليا في بيان إنّ القتال وقع في منطقة الملاحيظ في المنطقة الجبلية.

وأضافت اللجنة في بيان أن quot;العناصر الإرهابية التخريبيّة وعلى الرغم من إعلانها الإلتزام بذلك القرار قامت وكعادتها بانتهاكه ومواصلة ارتكاب اعتداءاتها وأعمالها التخريبية في قطاع الملاحيظ وبعض المناطق في حرف سفيانquot;. وكانت الحكومة قد أعلنت أمس هدنة استجابت لدعوة هيئات من الأمم المتحدة أكدت فيها أن الوضع الإنساني في منطقة النزاع quot;مأسوي إلى أبعد الحدود ويتفاقمquot;، وأن نحو 150 ألف شخص نزحوا من جراء المعارك.

هذا وأكد شهود عيان في محافظة صعدة ل السي ان ان بالعربية أن الحوثيين quot;أعدمواquot; 6 نساء و10 أطفال انتقاماً لـquot;تعاونهم مع الجانب الحكومي.quot; وأفاد الشهود أن الحوثيين أقدموا على قتل ست نساء و10أطفال بطريقة بشعة في منطقة ذويب بمديرية حيدان بمحافظة صعدة شمال اليمن. وبحسب مصدر محلي في صعدة، التي تبعد عن العاصمة اليمنية صنعاء بنحو 240 كيلومتراً، فقد هاجم الحوثيون قرية ذويب وقتلت نساء وأطفال بطلقات نارية في الرؤوس والأعناق انتقاماً لتعاونهم مع الجانب الحكومي.

إلى ذلك نقلت وزارة الدفاع اليوم عبر موقعها عن مصدر مسؤول، لم تفصح عن اسمه، أن أفراد من القوات المسلحة والأمن القوا القبض على من وصفته بالإرهابي حسين عبدالله عبدالرحمن المطهر في محافظة صعدة. وقال المصدر: quot; إن المطهر يعتبر من أخطر العناصر الإرهابية التي شاركت في فتنة التخريب والتمرد ضد الدولة في صعدة وحرف سفيان والسواد.quot;

وقال مصدر عسكري إن العشرات قتلوا في المعارك. وقد تجددت المعارك في محافظتي صعدة وعمران بعد ساعات فقط على إعلان هدنة لفتح ممرات للمساعدات الانسانية. وأعلن الجيش اليمني انه قتل ثلاثة من قادة المتمردين في هجوم نفذته وحدة خاصة في منطقة الملاحيظ. وأكد أيضًا انه قتل 15 مسلحًا في اشتباكات في قرية قرب مدينة صعدة.

واعتبر نائب وزير الداخلية اليمني صالح حسين الزوعري في تصريح بثه موقع وزارة الدفاع quot;26 سبتمبر نتquot; أن quot;عصابة التمرد في صعدة عناصر خارجة عن النظام والقانون، لا ينفع معها إلا الحسم العسكريquot;. وعلى الصعيد الدبلوماسي، أوفدت دول مجلس التعاون الخليجي إلى صنعاء أمين عام المجلس عبد الرحمن العطية، ليؤكد للرئيس اليمني علي عبد الله صالح تضامن هذه الدول معه. وقال العطية بعد لقائه صالح إن quot;الاستقرار والأمن في اليمن يشكلان جزءا لا يتجزأ من استقرار وأمن المنطقةquot;، وحثه في الوقت نفسه على اعتماد quot;الحوارquot; لتسوية مشاكل البلاد.

من جانبه أكّد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبد الرحمن العطية، على دعم دول مجلس التعاون الخليجي لوحدة اليمن وأمنه واستقراره كونه لا يتجزأ من أمن دول المجلس. ونوّه العطيّة لدى وصوله إلى صنعاء بأهميّة تجاوز الخلافات بين أبناء الشعب اليمني من خلال انتهاج الحوار، وقال: quot;التجارب التي انتهجتها اليمن في هذا الجانب وخصوصًا النّهج القويم الذي بدأه رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح بالحوار الوطني منذ الميثاق بحيث شكل دعامة قويّة للوصول إلى الوئام واستقرار الوحدة والوطنيةquot;.

وأوضح العطية أنّه سيتمّ خلال لقائه برئيس الجمهورية والمسؤولين في الحكومة تبادل وجهات النظر حول التطوّرات الجارية في المنطقة وبخاصة في اليمن فضلاً عن التشاور بين اليمن ودول المجلس في إطار توجيهات المجلس الوزاري لمجلس التعاون وإحاطتهم بما تمّ بشأن برامج التنمية التي توليها دول المجلس لليمن والتأكيد على سلامة انتظام سيرها.

من جهتها اعتبرت جمعية علماء الدين في اليمن أن quot;ما يجري في صعدة من قبل عناصر التخريب والتمرد خطر كبير يهدد كيان الأمة ووحدتها وأمنها واستقرارها، لما فيه من ترويع للآمنين، وإثارة للنعرات، وإحياء للعصبية الجاهلية، وعودة للتشرذم والتطرفquot;.

وفي المقابل قال متحدث باسم الحوثيين في الخارج،إن الحكومة سعت إلى تحسين صورتها الإعلامية، وقال إن الحوثيين يريدون التوصل إلى هدنة كاملة بينما ترفض الحكومة ذلك. وقد نفى المتمردون اتهامات الحكومة بانتهاك وقف إطلاق النار الذي أعلنته مساء الجمعة مما أدى إلى تجدد القتال.

وكان المتمردون قد اعلنوا استعدادهم للتعاون في تنفيذ خطة الأمم المتحدة لإقامة ممر آمن لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى الفارين من القتال والمدنيين المحاصرين وسط مناطق المعارك.وقد أكدت مصادر الأمم المتحدة ان مدينة صعدة أصبحت معزولة عن العالم الخارجي وطالبت بضرورة فتح الممرات الآمنة لتوصيل المساعدات و السماح للمدنيين للمحاصرين داخل مناطق القتال بالخروج منها.

وتقول وكالات اغاثة تابعة للامم المتحدة ان اكثر من 100 الف شخص كثير منهم أطفال فروا من منازلهم خلال تصاعد حدة القتال. وناشدت هذه الوكالات في بيان في جنيف الاسبوع الماضي توفير مبلغ 23.5 مليون دولار لمساعدة اليمن. ويعتقد ان الاف الاشخاص يعيشون في خيام.

وكانت الحكومة قد أعلنت يوم الجمعة انها quot;لا ترى مانعا في تعليق العمليات العسكرية ابتداء من التاسعة مساء (1800 بتوقيت جرينتش) من يومنا هذا الجمعة.quot; واضافت ان ذلك يتوقف على التزام حركة التمردبالخطوة نفسها ولم يحدد اطارًا زمنيًا لوقف اطلاق النار. ولكن لم يصدر عن المتمردين اي بيان. ورفض كل جانب في السابق عرضًا من الطرف الاخر بوقف اطلاق النار.

معارك عنيفة في البلدة القديمة في صعدة
وفي السياق ذاته صرحت مصادر عسكرية وسكان لوكالة فرانس برس ان معارك عنيفة اندلعت فجر الاحد بين الجيش اليمني والمتمردين الشيعة في البلدة القديمة في صعدة على بعد حوالى 240 كلم شمال صنعاء.
وقال الجيش بنشر دبابات تمركزت عند مدخل الشوارع الضيقة في البلدة القديمة حيث اغلقت المحلات التجارية بينما لزم السكان بيوتهم.

ويطلق المتمردون الزيديون النار على الجيش من قلعة تحصنوا فيها تطل على المدينة.
وقال عبد القادرة وهو موظف في اتصال هاتفي لوكالة فرانس برس انهم quot;يتبادلون اطلاق النار والشرطة تمنع اي حركة سيرquot;.

واكد مصدر عسكري لفرانس برس ان المعارك اندلعت بعيد صلاة الفجر.