اميركا تشكك في تقرير للامم المتحدة بشأن اسرائيل

تل أبيب:قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الخميس ان على القوى العالمية ان تتنصل من تقرير للأمم المتحدة ينتقد الحرب التي شنتها اسرائيل على غزة وأشار الى ان مثل هذا الدعم قد يكون حيويا لإحراز تقدم في محادثات السلام مع الفلسطينيين.

وقالت لجنة تقصي حقائق شكلها مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة ومقره جنيف يوم الثلاثاء انها وجدت أدلة على جرائم حرب ارتكبها كل من الجيش الاسرائيلي ومقاتلين فلسطينيين.

وانتقدت اسرائيل ما جاء في التقرير ووصفته بانه منحاز لصالح حركة حماس التي تحكم قطاع غزة. وكانت اسرائيل دافعت عن هجومها الذي شنته في أواخر ديسمبر كانون الاول وأوائل يناير كانون الثاني الماضيين باعتباره ردا على هجمات صاروخية فلسطينية.

وقالت الولايات المتحدة أقرب حليف لاسرائيل ان لديها بواعث quot;قلق خطيرةquot; إزاء التقرير. وقالت سوزان رايس سفيرة واشنطن لدى الامم المتحدة ان التفويض الذي منحه مجلس حقوق الانسان كان quot;غير متوازن ومنحاز وغير مقبول تماما.quot;

وقال نتنياهو انه سيثير مسألة التقرير في الجمعية العامة التابعة للامم المتحدة الاسبوع القادم. ويتعرض نتنياهو لضغوط دولية لتجميد البناء الاستيطاني في الضفة الغربية حتى يمكن استئناف المحادثات مع حركة فتح الفلسطينية المنافسة لحماس والمدعومة من الولايات المتحدة.

وقال نتنياهو في حديث مع القناة الثانية للتلفزيون الاسرائيلي quot;سأبلغ زعماء العالم بأنهم يعانون أيضا من الارهاب.quot; واضاف quot;سأقول لهم.. انتم تتحدثون بشأن كيفية دعم حقنا في الدفاع عن النفس وان علينا ان نخاطر من أجل السلام.. لا تخبروني بهذا بعد الاتفاق القادم. أخبروني الآن. هيا الآن. أدينوا هذا التقرير واتخذوا اجراء لابطال عواقبه الان.quot;

وسحبت اسرائيل جنودها ومستوطنيها من قطاع غزة في عام 2005 بعد احتلال دام 38 عاما الا انها شهدت صعودا لحركة حماس وتزايد الهجمات الصاروخية عبر الحدود. ويقول الفلسطينيون ان الحصار الذي تقوده اسرائيل على قطاع حماس يؤجج عداوتهم لاسرائيل.

وقال نتنياهو الذي أعاد الى الأذهان الدعم الاجنبي الكاسح للانسحاب من غزة quot;والان نفس الرأي العالمي الذي امتدحنا لمغادرة ذلك المكان يشير بأصابع الاتهام ضدنا باننا مجرمي الحرب وليس حركة حماس.quot;

ورفض نتنياهو وقف البناء في مستوطنات الضفة الغربية. وتسبب هذا في حدوث صدع نادر بين اسرائيل والولايات المتحدة وأثار الشكوك حول امكانية عقد اجتماع بين الرئيس الامريكي باراك اوباما ونتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال اعمال الجمعية العامة التابعة للامم المتحدة.

ويسيطر عباس على زمام الحكم في الضفة الغربية لكن اسرائيل اوضحت انها لن تبحث التخلي عن المزيد من الاراضي هناك ما لم تتأكد من ان هذا لن يعزز من موقف حماس. ومن المقرر ان تنشر اسرائيل نظام صاروخي مضاد للصواريخ خارج غزة العام القادم واذا نجح فقد يساعد ايضا في طمأنة الاسرائيليين بوجود اجراء وقائي ضد اي من هذه الهجمات اذا شنت من الضفة الغربية.

ومن المقرر ان يعقد نتنياهو محادثات مع مبعوث اوباما الخاص الى الشرق الاوسط جورج ميتشل يوم الجمعة. ويحاول ميتشل الذي زار مصر يوم الخميس دعم المفاوضات بالحصول على لفتات لحسن النوايا من الدول العربية. وقالت جماعة بيتسليم الاسرائيلية لحقوق الانسان الاسبوع الماضي ان 773 من الفلسطينيين الذين قتلوا في حرب غزة وعددهم 1387 كانوا مدنيين. وتقول اسرائيل ان 709 مقاتلين و295 مدنيا و162 لم تتحدد هويتهم قتلوا خلال الحرب.

كما قتل 13 اسرائيليا هم عشرة جنود وثلاثة مدنيين.

وقال نتنياهو انه اذا تمخض تقرير الامم المتحدة عن اقامة دعاوى جرائم حرب فانها ستكون سابقة تؤخذ ضد دول أُخرى. وقال للقناة الثانية quot;ليست مشكلتنا فحسب..اذا اتهموا ضباط (جيش الدفاع الاسرائيلي) وقادة (جيش الدفاع الاسرائيلي) وطياري (جيش الدفاع الاسرائيلي)... فسوف يتهمونكم ايضا. اليس حلف الاطلسي يقاتل في اماكن عديدة .. اليست روسيا تقاتل في اماكن عديدة ..quot;