هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد على إنكاره المحرقة اليهودية وانتقد الأمم المتحدة لأنها سمحت له بالحديث خلال الجلسة الافتتاحية للدورة الرابعة والستين للجمعية العامة.

نيويورك: أشاد نتنياهو في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الخميس بزعماء الدول الذين قاطعوا خطاب نجاد وأدان الذين كانوا حاضرين وسمحوا له بإلقائه. وقال quot;إلى الذين أصغوا إلى ناكر المحرقة هذا أقول نيابة عن شعبي... ألا تخجلون؟ أليس لديكم احترام؟quot;. ووبخ رئيس الوزراء الإسرائيلي الأمم المتحدة لأنها منحت الرئيس الإيراني quot;الشرعيةquot; بعد ستة عقود من المحرقة. وقال نتنياهو quot;يا لهذا العار. يا لها من سخرية من شرعة الأمم المتحدةquot;. وكان أحمدي نجاد تحدث أمس الأربعاء أمام الجمعية العامة وكرر إنكاره للمحرقة ووصفها بأنها quot;وهمquot;.

وعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي نسخاً من محضر لاجتماع مسؤولين نازيين في العام 1942 تم التخطيط خلاله لإبادة اليهود وإنشاء معسكرات اعتقال. وسأل ملوحاً بالنسخ quot;هل هذه البروتوكولات تكذب؟quot;. وعرض أيضاً المخطط التفصيلي الهندسي لمعسكر اعتقال أوشفيتز ـ بيركيناو حمل توقيع نائب الزعيم النازي، هنريتش هيملر. وسأل quot;هل الحكومات الألمانية المتعاقبة التي احتفظت بهذه الوثائق تكذب؟quot;. وقال نتنياهو إن الأمم المتحدة تشكلت بعد الحرب العالمية الثانية وإبادة اليهود، وذلك بهدف منع هذه الجرائم من جديد، مضيفاً quot;لا شي يضر بالأمم المتحدة أكثر من تشويه الحقيقة، بالأمس وقف الرئيس الإيراني وردد مواقفه المعادية للسامية، وقبل أيام وصف الهولوكوست بالكذبةquot;.

ودعا المجتمع الدولي إلى التحرك لمنع إيران من حيازة أسلحة نووية معرباً عن خيبة أمله الكبيرة من الأمم المتحدة. واعتبر نتنياهو أنه من الخطأ اعتبار إيران دولة تهدد اليهود فحسب، واصفاً النظام الإيراني بأنه quot;يقوم على التشدد والعنفquot; واعتبر أن مواجهة التشدد quot;ليست معركة بين دين ضد دين أو حضارة ضد حضارة، بل هي معركة المدنية ضد البربرية، والذين يحبون الحياة ضد الذين يقدسون الموتquot;. وطلب نتنياهو منع quot;المتشددينquot; من الحصول على quot;السلاح الأكثر دماراًquot; مطالباً بالعمل لمنع quot;القيادة الحاكمة في طهران من الحصول على السلاح النوويquot;.

وسأل نتنياهو quot;هل ستقوم الأمم المتحدة بما يلزم ضد النظام الذي زوّر الانتخابات وقتل المتظاهرين على أرصفة الشوارع، هل سيمنع المجتمع الدولي إيران من إعداد سلاح نووي يهدد العالم، الشعب الإيراني يقف في وجه هذا النظام، ومعه الشرفاء في العالم، فهل سيقف المجتمع الدولي معهم؟quot;. واتهم المؤسسة الدولية بـquot;الصمتquot; أمام هجمات حركة حماس على الإسرائيليين وهاجم مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان على quot;معاييره غير المتوازنةquot;، في إشارة إلى التقرير الأخير الذي أصدرته لجنة تقصي الحقائق الخاصة بنزاع غزة التي شكّلها المجلس وأدانت فيه إسرائيل على عدوانها على غزة في يناير/كانون الثاني الماضي.

ووصف التقرير بأنه quot;مهزلةquot; مؤكداً ان إسرائيل تمارس حقها الشرعي في الدفاع عن نفسها ضد quot;الإرهابquot;. واعتبر ان تقرير المجلس يمثل اختباراً للمجتمع الدولي ليختار بين الوقوف مع إسرائيل أو مع quot;الإرهابيينquot;. وأضاف quot;عوض إدانة إيران يدين البعض ضحايا الإرهاب، مثل تقرير الأمم المتحدة الذي وازن بين الإرهابيين وضحاياهم، طوال ثماني سنوات وحماس تطلق آلاف الصواريخ على مدنيينا، وطوال هذه الفترة لم يصدر قرار واحد من الأمم المتحدة يدين هذه الهجمات ولا من مجلس حقوق الإنسانquot;.

وأضاف quot;وعام 2005، انسحبت إسرائيل من غزة، وفككنا 21 مستوطنة وأخلينا آلاف الإسرائيليين من منازلهم لأن الكثيرين اعتقدوا أن هذا سيجلب السلام، لكن عوضاً عن ذلك بات لدينا قاعدة إرهابية مدعومة من إيران على بعد 50 كيلومتراً من تل أبيبquot;. ودافع نتنياهو عن عمليات الجيش الإسرائيلي العسكرية في غزة وذلك من خلال تشبيه الصواريخ الفلسطينية بالقصف النازي للمدن البريطانية خلال الحرب العالمية الثانية، وذكّر بأن الحلفاء ردوا بقصف المدن الألمانية وقتلوا مئات الآلاف، مضيفاً أن إسرائيل قررت الرد بخلاف ذلك عبر تنفيذ quot;عملية جراحيةquot;.

وزعم أن تل أبيب حاولت الحد من الخسائر البشرية عبر دعوة المدنيين الفلسطينيين إلى مغادرة منازلهم في مناطق العمليات من خلال المناشير والرسائل الهاتفية والاتصالات الهاتفية. وختم نتنياهو بالقول إن إسرائيل تريد السلام، وتوجه إلى الفلسطينيين بدعوتهم للموافقة على قرار التقسيم الصادر عام 1947 قائلاً quot;نريد من الفلسطينيين الموافقة على ما رفضوه قبل 60 عاماً، وهو قبول دولة يهودية في إسرائيل، كما نوافق نحن على دولة فلسطينية، نحن لسنا غزاة من الخارج، أجدادنا سكنوا هذه الأرضquot;.

ولفت نتنياهو إلى أن تل أبيب تجاوبت مع كل الزعماء العرب الذين كانوا يريدون السلام الحقيقي، كما جرى مع العاهل الأردني الراحل الملك حسين بن طلال، والرئيس المصري الراحل أنور السادات. يشار إلى ان نتيناهو لم يحظ بالتصفيق خلال خطابه سوى عندما تحدث عن الحاجة إلى دولة فلسطينية وفي نهاية خطابه.

وفي غزة، دانت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) خطاب نتانياهو. وقال المتحدث باسم حماس سامي ابو زهري لوكالة فرانس برس ان quot;خطاب نتانياهو مليء بالاكاذيب، والاسرائيليون هم الذين ارتكبوا محرقة العصر ضد الشعب الفلسطينيquot;.

ورد المتحدث ايضا على انتقاد نتانياهو لتقرير لجنة تحقيق الامم المتحدة التي اتهمت اسرائيل بارتكاب جرائم حرب خلال هجومها العسكري على قطاع غزة مع نهاية 2008 وبداية 2009.

واضاف ان quot;نتانياهو قال ان المقاومة الفسلطينية اختفت خلف المدنيين، الا ان التقارير الدولية كذبت هذا واكدت ان جيش الاحتلال هو الذي استخدم الفلسطينيين دروعا بشريةquot;. وطالب ابو زهري quot;برفع تقارير الامم المتحدة الى مجلس الامن الدولي لاتخاذ الاجراءات اللازمة بحق المجرمين والقتلة الاسرائيليينquot;.

وشنت اسرائيل هجوما واسع النطاق على قطاع غزة في محاولة لوقف اطلاق الصواريخ الفلسطينية من القطاع على اراضيها.

وقتل اكثر من 1400 فلسطيني جراء هذا الهجوم، وفق اجهزة الاسعاف الفلسطينية.